أسعار الذهب تتراجع مع قوة الدولار وغموض توجهات الفدرالي الأميركي
ضغوط الدولار الأمريكي تكبح مكاسب الذهب
تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرةً بقوة الدولار الأميركي واستمرار حالة الغموض حيال توجهات مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة. وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% إلى 3,986.10 دولاراً للأونصة، بينما تراجعت العقود الآجلة بنحو 0.5% لتصل إلى 3,994.30 دولاراً للأونصة.
يأتي هذا التراجع بعدما عجز المعدن النفيس عن التمسك بمستوى 4,000 دولار للأونصة، في ظل صعود الدولار لأعلى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، وهو ما جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين خارج الولايات المتحدة.
الفدرالي الأميركي يربك الأسواق بتصريحات متباينة
أشار رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، الأسبوع الماضي إلى أن البنك المركزي لم يلتزم بعد بمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، مؤكدًا أن خطوة ديسمبر «ليست مضمونة». وقد دفعت هذه التصريحات المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على خفض قريب للفائدة، مما دعم أداء الدولار ورفع العوائد الحقيقية على السندات الأميركية.
وفي المقابل، صدرت تصريحات متباينة من أعضاء الفدرالي يوم الاثنين؛ حيث حذّر بعضهم من مخاطر التضخم، في حين أشار آخرون إلى ضعف سوق العمل. هذا الانقسام عزز حالة عدم اليقين بشأن توقيت خفض الفائدة المقبل، ما زاد الضغط على الذهب الذي لا يدرّ عائداً.
العلاقة بين الذهب والدولار والنفط
عادةً ما تتحرك أسعار الذهب أسعار الذهب والدولار الأميركي في اتجاهين متعاكسين، إذ يؤدي ارتفاع العملة الخضراء إلى تقليص الطلب على المعدن النفيس. كما أن تذبذب أسعار النفط يسهم بدوره في تشكيل توقعات التضخم، وبالتالي في توجيه قرارات المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن.
ففي الوقت الذي يواصل فيه النفط تراجعه بسبب مخاوف فائض المعروض، يتأثر الذهب بشكل غير مباشر بانخفاض توقعات التضخم، ما يقلل من جاذبيته كتحوّط ضد ارتفاع الأسعار.
التحليل الفني: الذهب تحت مستوى المقاومة 4,000 دولار
من الناحية الفنية، يواجه الذهب مقاومة قوية عند مستوى 4,000 دولار للأونصة، فيما يشكّل مستوى 3,950 دولاراً دعماً محورياً في المدى القصير. كسر هذا الدعم قد يفتح الباب أمام اختبار مستوى 3,920 دولاراً، بينما يبقى الثبات فوق 4,020 دولاراً شرطاً
لاستعادة الزخم الصعودي.
تُظهر مؤشرات القوة النسبية (RSI) اتجاهاً هابطاً طفيفاً دون مستوى 50، مما يشير إلى احتمالات استمرار التصحيح على المدى القريب، بينما تبقى الصورة الإيجابية قائمة على المدى المتوسط بدعم من توقعات خفض الفائدة في النصف الأول من 2026.
توقعات المحللين: محدودية الهبوط واستمرار الدعم الجيوسياسي
رغم الضغوط الحالية، يرى محللون أن الهبوط في أسعار الذهب أسعار الذهب سيكون محدوداً بفعل المخاطر الجيوسياسية وضعف الثقة في أسواق الأسهم العالمية. كما أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خصوصاً بشأن صادرات الرقائق المتقدمة، تعيد الذهب إلى دائرة الاهتمام كأداة تحوّط.
وفي الأسواق الأخرى، تراجعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 1.5% إلى 47.31 دولاراً للأونصة، بينما هبط البلاتين 1.3% إلى 1,557.85 دولاراً. كما انخفض النحاس في بورصة لندن بنسبة 1.3% إلى 10,705.20 دولاراً للطن.
خلاصة وتوقعات مستقبلية
يبدو أن أسعار الذهب ستظل في نطاق عرضي محدود بين 3,950 و4,050 دولاراً في المدى القريب، بانتظار وضوح رؤية الفدرالي الأميركي حيال سياسة الفائدة. وعلى المدى المتوسط، يُرجَّح أن تعود الأسعار إلى الارتفاع تدريجياً إذا ما أقدم البنك المركزي على خفض جديد للفائدة خلال الربع الأول من 2026، خاصةً مع تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار الطلب المركزي على الذهب كاحتياطي آمن.
هل سيواصل الذهب الهبوط خلال الأيام المقبلة؟
من المرجّح أن يبقى الذهب متقلباً بين 3,950 و4,000 دولار للأونصة، مع ميل طفيف للهبوط في حال استمرار قوة الدولار.
ما العوامل التي قد تدعم عودة الارتفاع؟
أي إشارات من الفدرالي الأميركي على خفض الفائدة، أو تصاعد التوترات التجارية، قد تعيد الزخم الصعودي للمعدن النفيس.
هل ما زال الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين؟
نعم، رغم التراجع الحالي، يظل الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية.






















