سلاسل التوريد الأمريكية: في ظل تصاعد التوترات التجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتجه المستوردون في الولايات المتحدة إلى استراتيجيات مالية مرنة تهدف إلى الحفاظ على السيولة وتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية المفروضة على السلع المستوردة.
المستوردون يفضلون النقد ويتجنبون المخزون
من قطاع التجزئة إلى صناعة الأدوية، أصبح الاحتفاظ بالسيولة النقدية أولوية قصوى، بينما يتم تقليص المخزون المدرج في الميزانيات العامة. ويُظهر تقرير حديث من بنك ويلز فارجو أن استخدام برامج تمويل سلسلة التوريد زاد بنسبة تتراوح بين 5% إلى 10%، وهو ما يدل على اعتماد الشركات الأمريكية والدولية على هذه الحلول لتأجيل سداد المدفوعات وتأمين عمليات الشراء وسط أجواء من عدم اليقين.
آلية التمويل: كيف يعمل النموذج؟
عندما يتم شحن طلبية ما، تُصدر فاتورة تُرسل إلى البنك الذي يقدم برنامج تمويل سلسلة التوريد. يقوم البنك بدفع قيمة الفاتورة للمورّد مباشرة، في حين يسدد المستورد هذا المبلغ للبنك في وقت لاحق بناءً على شروط متفق عليها مسبقًا. هذا النموذج يوفر مرونة مالية كبيرة ويساعد على الحفاظ على السيولة.
الرعاية الصحية تنضم إلى طابور المهتمين بالتمويل
وفقًا لجيريمي يانسن، المدير الإداري ومدير مبيعات التجارة وسلسلة التوريد العالمية في ويلز فارجو، فإن القطاع الصحي يُظهر اهتمامًا متزايدًا بهذا النوع من التمويل، خاصة مع التهديدات بفرض رسوم جمركية تستهدف سلاسل التوريد الخارجية لهذا القطاع.
“نرى اهتمامًا ملحوظًا من شركات الأدوية ومديري الفوائد الصيدلانية الذين يبحثون عن حلول مرنة لمواجهة الغموض بشأن الرسوم”، حسب تصريح يانسن.
تكيّف مع الرسوم الجمركية عبر حلول مبتكرة
من بين الحلول الأخرى التي يستخدمها المستوردون في الوقت الراهن، قيام أطراف ثالثة مثل البنوك بتمويل المخزون وتحمل ملكيته مؤقتًا. هذا يسمح للشركات بنقل المخزون خارج ميزانياتها وتحسين تدفقها النقدي.
يقول جوناثان هويزر، رئيس التمويل التجاري وتمويل سلسلة التوريد في بنك سيتيزنز:
“الشركات الكبيرة تبحث عن طرق لتحرير رأس المال العامل المرتبط بالمخزون، والتمويل الخارجي هو أحد الوسائل الفعالة لذلك”.
صعود نموذج “إدارة المخزون بواسطة المورد”
هذا النموذج شائع في قطاع السيارات والبناء، حيث يمتلك طرف ثالث المخزون ويخزنه لصالح المستورد، الذي يعيد شراءه لاحقًا. جش ألين، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة ITS Logistics، أوضح أن هذه الآلية تسمح بتحرير التدفقات النقدية للطرفين: المستورد والممول.
“يُحقق الطرف الثالث الأرباح من خلال التخزين وإعادة البيع للمستورد… إنها شراكة استراتيجية مربحة للجميع”، على حد قوله.
تعافٍ غير متوازن للتجارة مع آسيا
على الرغم من التعافي المحدود في بعض القطاعات بعد توقف الأعمال مع دول آسيا في بداية العام، لا يزال حجم التجارة مع الصين منخفضًا نسبيًا. في المقابل، أظهرت الهند وفيتنام مؤشرات أقوى على التعافي، مع استمرار ارتفاع الطلب.
ويشير هويزر إلى أن القطاعات الزراعية، مثل تصدير الحبوب والمنتجات الخام، سجلت أداءً أفضل مقارنة بمنتجات التصنيع أو الكيماويات، ما دفع الشركات لتغيير مصادر التوريد والبحث عن بدائل غير أمريكية.
سهم اليوم: ارتفاعات قوية لعدة شركات قبل الافتتاح.. وBioSig تتصدر المشهد بتمويل مدعوم بالذهب
الحذر يهيمن على سلوك المستثمرين
رغم تعدد الحلول والمرونة في إدارة سلسلة التوريد، لا تزال الشركات مترددة في اتخاذ قرارات استراتيجية جذرية. ويرى هويزر أن هناك حالة من “الانتظار والترقب” تسيطر على السوق، إلى حين حدوث استقرار في المشهد السياسي والتجاري.
حتى على صعيد الإقراض، والذي يُعد عادة مؤشراً على النوايا الاستثمارية، لم يُظهر أي نمو ملحوظ حتى الآن.
تحليل سلوك السوق
يتجه السوق الأمريكي إلى توخي الحذر وسط التصعيد الجمركي، ويبدو أن الشركات تسعى لتقليل المخاطر عن طريق استخدام أدوات تمويل سلاسل التوريد وتجنب تكديس المخزون. هذه المرونة تشير إلى نضج مالي واستراتيجي في مواجهة التحديات الجيوسياسية، لكنها في ذات الوقت تعكس قلقًا من استمرار عدم الاستقرار الذي قد يضر بالنمو على المدى المتوسط.
أسهم MP Materials تقفز بعد صفقة تاريخية مع وزارة الدفاع الأمريكية لتعزيز إنتاج المغناطيس النادر
إخلاء مسؤولية
تؤكد شركة جولد إيجلز أن المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لأغراض إعلامية فقط ولا تشكل نصيحة استثمارية. لا تتحمل الشركة أي مسؤولية قانونية عن أي قرارات مالية يتم اتخاذها بناءً على هذا المحتوى.






















