بعد قمة ألاسكا.. لقاء مرتقب بين زيلينسكي وترامب في واشنطن لبحث إنهاء الحرب
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم السبت 16 أغسطس/ آب 2025، أنه سيلتقي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في العاصمة واشنطن يوم الاثنين المقبل، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من قمة ألاسكا التي جمعت ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اللقاء المرتقب يُعد محطة مهمة في مسار البحث عن صيغة لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022 بين روسيا وأوكرانيا.
محادثة هاتفية طويلة بين زيلينسكي وترامب
كشف زيلينسكي عبر منشور على منصة “إكس” أنه أجرى محادثة هاتفية مطولة مع ترامب استمرت لأكثر من ساعة ونصف، تخللها نحو ساعة كاملة من المحادثات الثنائية المباشرة بين الرئيسين، قبل أن ينضم عدد من القادة الأوروبيين إلى النقاش. وأكد زيلينسكي أن الحديث تركز على مستقبل المفاوضات وإمكانية الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحوار المباشر.
وقال الرئيس الأوكراني: “أوكرانيا مستعدة لبذل أقصى الجهود لتحقيق السلام، وقد ناقشنا مع الرئيس ترامب مقترحات لعقد لقاء ثلاثي يضم الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا من أجل التوصل إلى تسوية عادلة تنهي النزاع”.
ارتباط اللقاء بقمة ألاسكا
يأتي هذا التطور بعد لقاء جمع الرئيس الأميركي ترامب بالرئيس الروسي بوتين يوم الجمعة في ولاية ألاسكا الأميركية، وهو اللقاء الأول بينهما منذ تولي ترامب منصبه. وقد وصف الجانبان المباحثات بـ”المثمرة” رغم تحفظهما على ذكر تفاصيل الاتفاقات التي تم التوصل إليها. وأكد ترامب أن هناك “بوادر إيجابية” تستحق البناء عليها، فيما تحدث بوتين عن “تفاهمات أولية” يمكن أن تشكل أساسًا لمفاوضات أوسع.
زيلينسكي شدد على أن ما جرى في قمة ألاسكا يشكل نقطة انطلاق مهمة، مضيفًا: “من الضروري أن تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دفع العملية السلمية، وأن يتم إشراك أوروبا بشكل كامل لتقديم ضمانات أمنية موثوقة”.
مشاركة أوروبية في المفاوضات
بحسب تصريحات زيلينسكي، فإن المحادثة الهاتفية تضمنت أيضًا انضمام عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وقد اتفق الجميع على ضرورة توحيد المواقف الأوروبية مع واشنطن في أي مفاوضات قادمة.
وأوضح متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن القادة الأوروبيين عقدوا اتصالًا هاتفيًا منفصلًا عقب المكالمة مع ترامب وزيلينسكي، لمناقشة الخطوات المقبلة وكيفية دعم أوكرانيا في المفاوضات المحتملة مع روسيا.
أهمية اللقاء المقبل في واشنطن
اللقاء المرتقب بين زيلينسكي وترامب في واشنطن يوم الاثنين يُتوقع أن يكون محطة فارقة، حيث سيناقش الطرفان بشكل مباشر مستقبل العملية السلمية، مع إمكانية وضع جدول زمني مبدئي لبدء مفاوضات رسمية مع الجانب الروسي. ويرى محللون أن هذا اللقاء قد يُمهد الطريق لعقد قمة ثلاثية تجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي في الأشهر المقبلة، وهو ما يعكس رغبة الأطراف الرئيسية في اختبار فرص إنهاء النزاع.
كما من المنتظر أن يبحث اللقاء ملفات حساسة أخرى، مثل المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وضمانات أمنية أوروبية، وإعادة إعمار المدن الأوكرانية المتضررة، إضافة إلى بحث الترتيبات الأمنية على الحدود الشرقية لأوكرانيا.
ردود الفعل الأولية
في كييف، رحبت الأوساط السياسية بالتحرك الجديد، معتبرة أنه قد يكون بداية انفراجة حقيقية. وقال نواب في البرلمان الأوكراني إن مجرد إعلان ترامب عن استعداده للوساطة يعد “تغييرًا جوهريًا” في مقاربة الولايات المتحدة للنزاع. في المقابل، أبدت موسكو تحفظًا، إذ صرح متحدث باسم الكرملين بأن روسيا “منفتحة على الحوار”، لكنها لن تقبل بأي صيغة تفاوضية “تتجاهل مصالحها الأمنية”.
احتمالات وتحديات
ورغم التفاؤل الحذر، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة. فالقضايا الجوهرية مثل مستقبل الأراضي التي ضمتها روسيا، ووضع شبه جزيرة القرم، وترتيبات الأمن الحدودي، لا تزال عالقة وتشكل نقاط خلاف رئيسية. ويرى خبراء أن نجاح لقاء زيلينسكي وترامب سيتوقف على قدرة الطرفين على تجاوز هذه العقبات وطرح حلول وسطية قابلة للتطبيق.
الخطوات المقبلة
من المقرر أن تعلن واشنطن عن تفاصيل إضافية حول جدول اللقاء يوم الأحد، بينما تتواصل الاتصالات الدبلوماسية بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين لضمان وحدة الموقف. ويؤكد مراقبون أن اللقاء قد يكون اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية الأطراف الدولية في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ما أهمية لقاء زيلينسكي وترامب في واشنطن؟
يمثل اللقاء فرصة لتنسيق المواقف الأميركية والأوكرانية قبل الدخول في أي مفاوضات مع روسيا، كما يُعد اختبارًا أوليًا لفكرة القمة الثلاثية المقترحة.
هل يمكن أن يؤدي اللقاء إلى وقف الحرب قريبًا؟
رغم التفاؤل، إلا أن التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار يتطلب اتفاقات معقدة وضمانات أمنية قوية، ما يعني أن الطريق لا يزال طويلًا.
كيف ينظر الأوروبيون إلى هذه التطورات؟
القادة الأوروبيون يبدون دعمًا واضحًا لمشاركة واشنطن في المفاوضات، ويصرون على أن أي تسوية يجب أن تشمل ضمانات أمنية لأوكرانيا.
خاتمة
في ظل التطورات المتسارعة بعد قمة ألاسكا، يتجه العالم نحو ترقب جديد مع اقتراب موعد لقاء زيلينسكي وترامب في واشنطن. ورغم التحديات الكبيرة، فإن مجرد انعقاد هذا اللقاء يعكس وجود إرادة سياسية متزايدة لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة في مستقبل الحرب في أوكرانيا.






















