أسعار النفط اليوم ترتفع بدعم من انخفاض المخزون الأمريكي للأسبوع الخامس وسط توقعات باستمرار الطلب القوي
تشهد أسعار النفط اليوم ارتفاعًا لافتًا في الأسواق العالمية، مدعومة بتقارير جديدة صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تفيد بانخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي. وقد فسّر المحللون هذا التراجع الكبير كمؤشر قوي على استمرار الطلب المرتفع على الطاقة، خاصة في أكبر اقتصاد بالعالم.
وتأتي هذه المكاسب في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن التوازن بين العرض والطلب، مع استمرار تقلّبات الأسعار الناتجة عن التوترات الجيوسياسية، والتغيرات في سياسات الإنتاج لدى تحالف “أوبك+”، والتوقعات الاقتصادية المتضاربة في الاقتصادات الكبرى.
المكاسب المبكرة: ارتفاع أسعار برنت وغرب تكساس
بحلول الساعة 03:40 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.2% لتسجّل 66.54 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 0.1% ليصل إلى 65.00 دولارًا.
ويُعد هذا الارتفاع استمرارًا للمكاسب التي تحققت في الجلسة السابقة، حيث ارتفع كلا الخامين بنحو 1% بعد صدور بيانات المخزون التي فاقت التوقعات.
تراجع المخزون الأمريكي يعزز المعنويات
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن مخزونات النفط الخام تراجعت بمقدار 5.8 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو الانخفاض الخامس على التوالي، ما يعكس استمرار السحب من المخزون لتلبية الطلب المحلي.
أما مخزونات البنزين فقد انخفضت بشكل غير متوقع بمقدار 2.1 مليون برميل، وهو ما عزز من توقعات المحللين بوجود زيادة فعلية في استهلاك الوقود، خاصة مع ارتفاع الطلب إلى أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2021، بحسب بيانات “توزيع البنزين” التي تُعد مؤشرًا موثوقًا على قوة الاستهلاك.
دعم فني من ضعف الدولار وعوائد السندات
إلى جانب العوامل الأساسية المتعلقة بالمخزون، استفادت أسعار النفط اليوم من تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، وهو ما يجعل شراء النفط أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، ويعزز الطلب العالمي.
كما أن انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية ساهم في تحسين معنويات المستثمرين، إذ يشير إلى عودة جزئية إلى الأصول الخطرة مثل السلع والطاقة، في ظل تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في الأشهر المقبلة.
هل يشير ذلك إلى تحسّن مستدام في سوق النفط؟
يرى العديد من المحللين أن الاتجاه الصعودي في أسعار النفط اليوم قد يكون مدعومًا بأسس قوية، لا سيما في ظل عودة النشاط الاقتصادي في الصين، واستقرار الطلب في الولايات المتحدة، وزيادة السفر الدولي خلال موسم الصيف.
إلا أن هناك من يحذر من الإفراط في التفاؤل، خاصة مع وجود عدد من المتغيرات التي قد تُعيد الأسعار إلى التذبذب، ومن أبرزها:
- احتمالية زيادة إنتاج بعض الدول غير الملتزمة بحصص “أوبك+”.
- استمرار التوترات السياسية في الشرق الأوسط.
- تباطؤ محتمل في الاقتصاد الأوروبي نتيجة ارتفاع التضخم والسياسات النقدية المتشددة.
تأثير تقليص الإمدادات من أوبك+
يلعب تحالف أوبك+ دورًا حاسمًا في توجيه أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن قررت الدول الأعضاء، بقيادة السعودية وروسيا، خفض الإمدادات بشكل طوعي لامتصاص الفائض وتعزيز الأسعار.
وقد ساهم هذا القرار في استقرار السوق خلال النصف الأول من 2025، ولكن هناك تحديات متوقعة خلال النصف الثاني، خاصة مع احتمال ارتفاع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري، الذي يمكن أن يعوّض جزءًا من تقليص الإمدادات العالمية.
تحركات المستثمرين وصناديق التحوط
أظهرت بيانات من بورصة نيويورك أن الاهتمام المفتوح (Open Interest) في عقود النفط الآجلة ارتفع خلال الأسبوع الأخير، وهو ما يشير إلى دخول سيولة جديدة إلى السوق. كما زادت مراكز صناديق التحوط التي تراهن على ارتفاع الأسعار، ما قد يضيف المزيد من الزخم للمكاسب الحالية.
ومع ذلك، يبقى السؤال: هل هذه الارتفاعات قصيرة الأجل مدفوعة بالمضاربة؟ أم أنها بداية لدورة سعرية جديدة بدعم من الطلب الحقيقي؟
توقعات المدى القصير: هل تتخطى الأسعار حاجز 70 دولارًا؟
مع استمرار تراجع المخزون وتزايد مؤشرات الطلب، يرجّح بعض المحللين أن يتمكن خام برنت من كسر حاجز 70 دولارًا خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا أظهرت البيانات القادمة استمرار الزخم في استهلاك الوقود عالميًا.
أما خام غرب تكساس الوسيط، فيُتوقع أن يتراوح بين 64 و68 دولارًا، ما لم تحدث مفاجآت غير متوقعة في قرارات “أوبك+” أو السياسة النقدية الأمريكية.
شل تنفي نيتها الاستحواذ على BP






















