خبير يتوقع ارتفاع الذهب إلى 5000 دولار.. وتحفيز فيدرالي وشيك
مقدمة
في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية، وارتفاع أسعار الذهب والفضة إلى مستويات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، يترقب المستثمرون بحذر مستقبل أسعار المعادن الثمينة، بما في ذلك ارتفاع الذهب وسعر الذهب 2025. في مقابلة حصرية مع Kitco News من مدينة كيبيك الكندية، كشف أدريان داي، مؤسس Adrian Day Asset Management، تحليله ورؤيته لتطورات السوق وتوقعاته لسعر الذهب وأسهم شركات التعدين.
ارتفاع قياسي لأسعار الذهب والفضة وتأخر أداء أسهم التعدين
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا، حيث تجاوز سعر الأوقية 3300 دولار ولامس 3400 دولار مؤخرًا. كما ارتفعت الفضة بقوة، متجاوزة 34 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2012. الفضة تعد من أفضل الأصول أداءً في 2025 بزيادة تزيد عن 40%، بينما سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا أيضًا.
على الرغم من ذلك، لا تزال أسهم شركات التعدين متأخرة مقارنة بالارتفاع الكبير في أسعار المعادن، رغم تحقيقها لهوامش ربح قياسية.
أسباب أساسية وراء ارتفاع الذهب في بيئة اقتصادية معقدة
يشير أدريان داي إلى أن العوامل الاقتصادية الحالية معقدة للغاية، لكنه يستبعد سيناريو هبوط طويل الأمد للذهب. ويرى أن الأسباب الرئيسية لارتفاع الذهب في السنوات الثلاث الماضية لا ترتبط بالسياسات الاقتصادية التقليدية، بل تتعلق بعوامل محددة:
- البنوك المركزية: تسعى لتنويع أصولها وحماية نفسها من “تسليح الدولار” الأمريكي.
- المستثمرون الصينيون: يشتريون الذهب بكثافة لحماية أصولهم من ضعف اليوان والقلق المصرفي.
- المشاكل المالية العالمية: خاصة في الولايات المتحدة، حيث المخاوف من العجز المالي تؤثر على ثقة المستثمرين.
الأحداث الجيوسياسية مثل النزاعات الإقليمية والتوترات النووية تعتبر عوامل مساعدة وليست المحرك الأساسي لأسعار الذهب.
الذهب: الأصل الاحتياطي السائل الأمثل في ظل تحديات السندات السيادية
يرى داي أن الذهب هو الأصل المثالي للأداء كأصل احتياطي سائل، حيث كان الأقل تقلبًا بين مختلف الأصول خلال السنوات العشر الماضية. وفي الوقت نفسه، يتوقع منافسة الذهب للسندات السيادية الأمريكية خاصة مع تردد بعض الحكومات الأجنبية في الاحتفاظ بكميات كبيرة من سندات الخزانة الأمريكية بسبب المخاطر المالية.
أزمة تمويل الدين الأمريكي وتحفيز فيدرالي متوقع
تواجه الولايات المتحدة صعوبات كبيرة في تمويل عجز الميزانية، وتعتمد بشكل متزايد على التمويل قصير الأجل، ما قد يؤدي إلى نفاد الأموال بحلول نهاية الصيف. ويعتقد داي أن الاحتياطي الفيدرالي قد يعود إلى استخدام التيسير الكمي (QE) بحلول نهاية الصيف أو سبتمبر، لتسهيل تمويل الحكومة، في ظل ضعف احتمالات تخفيض أسعار الفائدة.
لماذا تتخلف أسهم شركات التعدين؟ ومتى يتحسن أداؤها؟
رغم هوامش الربح القياسية، لا تزال أسهم شركات التعدين منخفضة التقييم، لأن المشترين الرئيسيين حاليًا (البنوك المركزية والمستثمرون الصينيون) لا يشترون بناءً على البيئة الاقتصادية التقليدية. مع ظهور علامات تباطؤ في الاقتصاد الأمريكي، من المتوقع أن يبحث المستثمرون عن بدائل مثل أسهم شركات التعدين عندما تبدأ أسواق الأسهم في التراجع.
تقييمات شركات التعدين والمخاطر القانونية
تقييمات شركات التعدين الكبرى مثل باريك (Barrick) وأجنيكو إيغل (Agnico Eagle) لا تزال جذابة، حيث تتداول بأسعار منخفضة مقارنة بالقيمة الحقيقية رغم المخاطر القضائية الحالية، التي يعتقد داي أنها مسعرة بالكامل في السوق.
أفضل فرص الاستثمار ونموذج العمل في السوق الحالي
ينصح داي بالاستثمار في شركات الإتاوات (Royalties) مثل Franco Nevada وWheaton Precious Metals، لأنها تقدم نموذج عمل منخفض المخاطر مع رافعة مالية إيجابية مع ارتفاع أسعار الذهب. كما يتوقع زيادة نشاط الاندماج والاستحواذ بين شركات التعدين الكبرى والمتوسطة في المستقبل القريب.
قطاعات أخرى واعدة: اليورانيوم والنحاس
- اليورانيوم: يتوقع داي أن يستمر القطاع في النمو لسنوات، وينصح بالاستثمار في صناديق اليورانيوم الكبرى والشركات الرائدة مثل Cameco.
- النحاس: يشير إلى توقع عجز في المعروض خلال 5-10 سنوات القادمة بسبب الطلب القوي وصعوبة بناء مناجم جديدة.
توقعات نهاية 2025 وما بعدها
- يتوقع أن يتجاوز سعر الذهب 3500 دولار بحلول نهاية العام، وأن تصل الأسعار إلى 4500 – 5000 دولار في المستقبل القريب.
- شركة باريك (Barrick) هي الأقل سعرًا مقارنة بقيمتها الحقيقية، مع فرص شراء جذابة.
- يفضل الاستثمار في شركات التعدين الصغيرة مثل Origin وOrion.
- ينصح بالاحتفاظ بأسهم شركات تعدين الذهب وقطاع اليورانيوم حتى 2026.
خاتمة
يقدم أدريان داي رؤية متفائلة للذهب والمعادن الثمينة وأسهم التعدين على المدى المتوسط والطويل، مدعومة بعوامل أساسية قوية مثل عودة التيسير الكمي الأمريكي وتحول البيئة الاقتصادية لصالح المعادن الثمينة.