HSBC ترفع تصنيف سهم فريبورت ماكموران مع ارتفاع أسعار النحاس والذهب
رفعت مجموعة HSBC تصنيفها لسهم شركة فريبورت ماكموران (Freeport-McMoRan – FCX) إلى مستوى الشراء بعد أن كان “احتفاظ”، كما زادت السعر المستهدف للسهم إلى 50 دولاراً من 43 دولاراً، مشيرة إلى أن التحسن القوي في أسعار النحاس والذهب سيعزز من نتائج الشركة خلال الفترة المقبلة، رغم التحديات التشغيلية التي تواجهها في منجم “غراسبرغ” الإندونيسي.
نظرة إيجابية رغم العقبات التشغيلية
قالت “إتش إس بي سي” في تقريرها إن أداء سهم فريبورت ماكموران لا يعكس بالكامل الزخم الإيجابي في أسواق المعادن الأساسية والنفيسة. فأسعار النحاس سجلت هذا العام مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بنقص المعروض العالمي وتزايد الطلب الصناعي المرتبط بالتحول نحو الاقتصاد الأخضر، بينما واصل الذهب مكاسبه التاريخية مع تزايد التوترات الجيوسياسية وتراجع الدولار الأمريكي.
وأوضحت المجموعة المصرفية أن فريبورت ماكموران تعد من أكبر المستفيدين من هذه الديناميكية، نظراً لتنوع محفظتها بين النحاس والذهب، وقدرتها على تحويل تقلبات الأسعار إلى هوامش ربحية مرتفعة، حتى في ظل التحديات المؤقتة التي تواجه عملياتها في “غراسبرغ”.
HSBC
منجم غراسبرغ بين المخاطر والتعافي المتوقع
ويُعد منجم غراسبرغ في إندونيسيا من أهم أصول الشركة، إذ يمثل ما يقارب 3% من إمدادات النحاس العالمية، إلى جانب كونه من أكبر مناجم الذهب على مستوى العالم. إلا أن العمليات توقفت جزئياً في سبتمبر الماضي بعد حادث مميت ناجم عن انهيار طيني تسبب في فرض حالة “القوة القاهرة”.
وفي حين خفّضت HSBC توقعاتها للإنتاج المستقبلي خلال العامين القادمين، فإنها أكدت أن الزيادة في أسعار المعادن تعوّض بالكامل أي خسائر تشغيلية مؤقتة، مشيرة إلى أن عمليات الصيانة والتأهيل تسير وفق الجدول الزمني المعلن، وأن الشركة بدأت بالفعل إعادة تشغيل جزئي لبعض خطوط الإنتاج.
استعادة الثقة في أكبر منتج للنحاس عالمياً
توقعت المؤسسة المصرفية أن تبدأ فريبورت ماكموران مرحلة انتعاش تدريجي في الأرباح مع تحسن الإنتاج وعودة مستويات التشغيل إلى طبيعتها في النصف الثاني من عام 2026، بدعم من الأسعار القياسية للنحاس والذهب. كما أشارت إلى أن السوق بالغ في تقدير المخاطر المحيطة بالحادث، في حين أن الأثر الهيكلي على قدرة المنجم الإنتاجية محدود.
HSBC
تعليقات المؤسسات الأخرى: “فرصة نادرة للشراء”
من جانبها، وصفت مجموعة سيتي (Citi) السهم بأنه “فرصة نادرة لشراء أكبر شركة نحاس في العالم بسعر مخفّض”، مؤكدة أن مشاكل “غراسبرغ” ليست هيكلية، وأن الإنتاج سيعود تدريجياً إلى مستويات ما قبل الحادث.
أما شركة بيرنشتاين (Bernstein)، فذهبت إلى أن السوق تعامل بقسوة مفرطة مع السهم بعد الحادث، معتبرة أن الأساسيات المالية للشركة لا تزال قوية، وأن مستويات التقييم الحالية تمثل نقطة دخول جذابة للمستثمرين الباحثين عن التعرض لقطاع المعادن.
تقييم السهم وأساسيات التحليل المالي
بناءً على نموذج التقييم الذي اعتمدته HSBC، والمبني على مزيج من تحليل التدفقات النقدية المخصومة (DCF) ومضاعف القيمة إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك (EV/EBITDA)، تم تحديد السعر العادل عند 50 دولاراً للسهم، ما يعني إمكانية صعود تقارب 17% عن السعر الحالي البالغ نحو 41 دولاراً.
وأشار التقرير إلى أن الشركة تتمتع بهيكل مالي قوي مع ديون منخفضة مقارنة بالمنافسين، بالإضافة إلى تدفقات نقدية إيجابية ناتجة عن ارتفاع أسعار السلع. كما أن الإدارة تتّبع سياسة توزيعات أرباح مرنة، ما يمنح المستثمرين عائداً مزدوجاً من ارتفاع السهم والعائد النقدي.
عوامل الخطر: الأسعار والتنظيمات
رغم النظرة الإيجابية، نبهت HSBC إلى أن المخاطر لا تزال قائمة، وتشمل احتمال تراجع أسعار المعادن عن المستويات الحالية، أو تأخر إعادة التشغيل الكامل في غراسبرغ، إضافة إلى التحديات التنظيمية في إندونيسيا والولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالمعايير البيئية وتراخيص التوسع.
سوق النحاس في 2025: الطلب يفوق العرض
يُتوقع أن يشهد عام 2025 استمراراً في عجز المعروض من النحاس نتيجة تزايد استخدامه في مشاريع الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والبنية التحتية الرقمية، وهي القطاعات التي تقود النمو الصناعي العالمي. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب على النحاس سيرتفع بنسبة 4.5% سنوياً خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.
وفي المقابل، يواجه المنتجون تحديات لوجستية وبيئية تعرقل التوسع في الإنتاج، مما يبقي الأسعار عند مستويات مرتفعة تاريخياً، وهو ما يصبّ في مصلحة شركات التعدين الكبرى مثل فريبورت ماكموران.
HSBC
الذهب يحافظ على بريقه في ظل التوترات العالمية
في موازاة ذلك، يواصل الذهب أداءه القوي خلال عام 2025، بعد أن تجاوز مستوى 4200 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدعوماً بتزايد مشتريات البنوك المركزية وتراجع الثقة في العملات الورقية. ويُتوقع أن يحافظ المعدن النفيس على زخمه مع استمرار السياسات النقدية التيسيرية في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا.
ومع كون فريبورت ماكموران من كبار المنتجين العالميين للذهب، فإن ارتفاع الأسعار يعزز قدرتها على تنويع الإيرادات وتقليل الاعتماد على النحاس وحده، ما يمنحها ميزة تنافسية إضافية.
تحركات السهم في البورصة الأميركية
تداول سهم فريبورت ماكموران في جلسة الجمعة دون تغيير يُذكر عند 41.02 دولار، بعد سلسلة من الارتفاعات القوية منذ بداية أكتوبر، حيث صعد بأكثر من 8% خلال أسبوعين فقط. ويُتوقع أن تؤدي التوصيات الجديدة وارتفاع أسعار السلع إلى جذب مزيد من السيولة الاستثمارية نحو السهم في الأسابيع القادمة.
كما تشير بيانات “إنفستينغ برو” إلى أن السهم ما يزال يتداول بخصم نسبي مقارنة بمتوسط مضاعفات القطاع، ما يفتح الباب أمام مزيد من إعادة التقييم في حال استمرار الاتجاه الصاعد للنحاس والذهب.
HSBC
آفاق فريبورت ماكموران حتى 2026
تتطلع الشركة إلى تحقيق نمو مستدام في الإنتاج من خلال مشروعات تطوير جديدة في أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة، إلى جانب تحديثات تقنية في عمليات “غراسبرغ” لزيادة الكفاءة وتقليل الانبعاثات الكربونية. كما تسعى لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المناجم وتحليل البيانات الجيولوجية، ما قد ينعكس إيجاباً على الإنتاجية والعائد على رأس المال.
ويرى محللون أن المزيج بين الزخم السعري للمعادن، والانتعاش المتوقع للإنتاج، والدعم المؤسسي من البنوك الاستثمارية يشكّل ثلاثية قوية تدفع سهم فريبورت ماكموران نحو مسار صاعد خلال 2025-2026.
HSBC
يبدو أن سهم فريبورت ماكموران يقف عند مفترق طرق مهم: فبينما تواجه الشركة تحديات تشغيلية في منجمها الرئيسي، فإن بيئة الأسعار الحالية للنحاس والذهب تفتح أمامها فرصاً واسعة لتعزيز الإيرادات والأرباح. ومع رفع “HSBC” لتصنيف السهم إلى الشراء وتحديد سعر مستهدف عند 50 دولاراً، يستعيد السهم اهتمام المستثمرين كأحد أبرز رهانات قطاع التعدين العالمي.
ما هو السعر المستهدف الجديد لسهم فريبورت ماكموران؟
رفعت “HSBC” السعر المستهدف إلى 50 دولاراً للسهم بدلاً من 43 دولاراً، ما يعكس تفاؤلاً بارتفاع الأرباح في ظل أسعار المعادن المرتفعة.
ما سبب رفع التصنيف إلى “شراء”؟
جاء القرار نتيجة التوقعات الإيجابية لأسعار النحاس والذهب، وقدرة الشركة على تحقيق هوامش ربحية قوية رغم التحديات المؤقتة في منجم “غراسبرغ”.
هل ما زالت هناك مخاطر تحيط بالسهم؟
نعم، تشمل المخاطر تراجع أسعار المعادن أو تأخر استئناف الإنتاج الكامل في إندونيسيا، بالإضافة إلى بعض القضايا التنظيمية.
كيف يتوقع أن يكون أداء السهم في 2025؟
يتوقع المحللون أن يواصل السهم أداءه الإيجابي مدعوماً بارتفاع أسعار السلع الأساسية وتحسن الإنتاج في النصف الثاني من العام.
ما الذي يميز فريبورت ماكموران عن المنافسين؟
تنوع محفظتها بين النحاس والذهب، وامتلاكها أحد أكبر المناجم في العالم، إضافة إلى ميزانية قوية وتوجهات نحو التكنولوجيا والاستدامة.






















