العقود الآجلة لمؤشر TSX ترتفع قبيل قرارات الفائدة من بنك كندا والفدرالي الأميركي
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر TSX الكندي في تعاملات الأربعاء المبكرة، مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة من بنك كندا والاحتياطي الفدرالي الأميركي، إلى جانب مؤشرات على تهدئة في التوترات التجارية بين واشنطن وبكين. يأتي هذا في وقتٍ تتجه فيه الأسواق العالمية نحو ترقّب مزدوج لقرارات السياسة النقدية في أميركا وكندا، وسط تحركات متباينة في أسعار السلع والطاقة والذهب.
مكاسب محدودة للعقود الآجلة وسط ترقب مزدوج
بحلول الساعة 11:58 بتوقيت غرينتش، ارتفع عقد مؤشر S&P/TSX 60 الآجل بنحو 0.1%، أي بمقدار نقطتين تقريبًا، ليعكس حالة حذر في الأسواق الكندية قبيل إعلان قرار الفائدة. وكان المؤشر المركب الرئيسي قد أغلق جلسة الثلاثاء على ارتفاع بنسبة 0.48% عند مستوى 30,419 نقطة، مدعومًا من أداء أسهم التكنولوجيا المحلية مثل Celestica وDye & Durham، بينما تراجعت أسهم الطاقة 1.1%.
ويُتوقع أن يُقدِم بنك كندا على خفض جديد في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليحذو بذلك حذو الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي يعقد اجتماعه في اليوم نفسه. ويأتي ذلك ضمن جهود دعم النمو الاقتصادي وسط تباطؤ الطلب المحلي وتراجع معدلات التضخم إلى ما دون 2.5%.
ترقب قرار الفدرالي الأميركي.. إشارات حاسمة للأسواق
تُوجّه الأنظار كذلك إلى واشنطن، حيث يختتم الاحتياطي الفدرالي اجتماعه الذي يُنتظر أن يسفر عن خفض ربع نقطة مئوية للفائدة، في خطوة شبه محسومة بعد بيانات متواضعة للنمو والوظائف. إلا أن الأهم، بحسب المحللين، هو نبرة جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي، وما إذا كان سيُلمّح إلى خفض إضافي في ديسمبر، أو سيكتفي بالإشارة إلى “وقفة تقييمية”.
الأسواق الأميركية تترقب أيضًا إعلانًا محتملاً عن إنهاء برنامج “تشديد الميزانية العمومية” أو ما يُعرف بـ التقليص الكمي (QT)، ما قد يمنح السيولة دفعة جديدة ويزيد من شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
أسواق الأسهم الأميركية تُلامس قممًا تاريخية
ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات داو جونز وS&P 500 وناسداك بشكل طفيف في التداولات المبكرة، إذ أضافت ما بين 0.1% و0.4%. وكانت المؤشرات الثلاثة قد أغلقت الثلاثاء على مستويات قياسية جديدة، حيث تجاوز مؤشر S&P 500 حاجز 6900 نقطة للمرة الأولى، واقترب من مستوى 7000 التاريخي، في إشارة إلى الثقة المتزايدة في توقعات التيسير النقدي.
كما ساهم التفاؤل التجاري بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز المعنويات، بعد أن أعلن البيت الأبيض عن لقاء مرتقب بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع، في محاولة لصياغة إطار عمل لتجنب رسوم جديدة أو عقوبات اقتصادية متبادلة.
مؤشر TSX
القطاع التكنولوجي يقود الزخم.. وNvidia في الصدارة
شهدت الأسهم التكنولوجية زخماً قوياً بقيادة Nvidia التي ارتفعت بأكثر من 4.5% بعد تصريحات ترامب حول مناقشة مع نظيره الصيني تتعلق بمعالجات الذكاء الاصطناعي Blackwell، مما عزز التوقعات بإمكانية تخفيف القيود الأميركية على تصدير الرقائق إلى الصين.
وأثار هذا التصريح تكهنات بأن الإدارة الأميركية قد تسمح بتصدير نسخة “مخففة الأداء” من الرقائق المتقدمة إلى الأسواق الصينية، وهو ما سيُعد تحولاً سياسياً كبيراً في مشهد التكنولوجيا العالمي. إذا استمرت المكاسب، فإن Nvidia ستكون على وشك أن تصبح أول شركة في العالم تصل قيمتها السوقية إلى 5 تريليونات دولار.
أسبوع مزدحم بنتائج كبرى شركات التكنولوجيا
تترقب “وول ستريت” هذا الأسبوع تقارير الأرباح الفصلية لعمالقة التكنولوجيا، إذ يُنتظر إعلان نتائج مايكروسوفت وميتا وألفابت (غوغل) مساء اليوم، تليها بيانات أبل وأمازون يوم الخميس. وبالنظر إلى الوزن الكبير لهذه الشركات في المؤشرات الأميركية، فإن نتائجها ستحدد مسار الأسهم حتى نهاية العام.
أسعار النفط تستقر بعد تراجع المخزونات الأميركية
في أسواق الطاقة، استقرت أسعار النفط بعد خسائر سابقة استمرت يومين، مدعومة ببيانات من معهد البترول الأميركي (API) أظهرت انخفاض مخزونات الخام الأميركية بنحو 4 ملايين برميل للأسبوع المنتهي في 24 أكتوبر، مع تراجع مخزونات البنزين بأكثر من 6 ملايين برميل.
وارتفع خام برنت بنسبة 0.1% إلى 63.89 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.1% إلى 60.20 دولاراً. وتبقى التداولات محدودة النطاق بانتظار نتائج اجتماعات البنوك المركزية وتأثيرها على الدولار والسيولة العالمية.
ورغم الهدوء النسبي، لا تزال الأسواق تتابع باهتمام تحركات منظمة أوبك+ التي تدرس زيادة محتملة في الإنتاج اعتبارًا من ديسمبر، وهو ما قد يضغط على الأسعار إن تم إقراره رسمياً.
الذهب يعاود الصعود فوق 4000 دولار للأونصة
أما في سوق المعادن الثمينة، فقد ارتفعت أسعار الذهب مجدداً لتتجاوز مستوى 4000 دولار للأونصة، مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأميركية وانخفاض العوائد الحقيقية على السندات.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 1.8% إلى 4025 دولاراً للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة 1.4% إلى 4039 دولاراً. ويأتي هذا التعافي بعد تراجعات حادة في اليومين الماضيين إلى أدنى مستوى منذ أوائل أكتوبر، نتيجة تفاؤل المستثمرين بالتقارب التجاري الأميركي-الصيني.
ويرى محللون أن استمرار الفدرالي في خفض الفائدة سيدعم الذهب على المدى المتوسط، بينما أي تلميح من باول إلى “تباطؤ وتيرة التيسير” قد يُضعف الزخم ويمنح الدولار قوة إضافية.
نظرة شاملة على الأسواق الكندية والعالمية
الاقتصاد الكندي يقف اليوم أمام مفترق طرق حقيقي، إذ يسعى بنك كندا لتحقيق توازن بين دعم النمو ومنع عودة التضخم، في ظل تراجع الصادرات وضعف الطلب العقاري. أما الأسواق العالمية، فهي تُعيد تسعير المخاطر على ضوء الاتجاه الواضح للبنوك المركزية نحو تيسير نقدي متزامن.
ويرى خبراء الاقتصاد أن أي خفض مزدوج من كندا والولايات المتحدة سيعزز شهية المخاطرة عالميًا، ويمنح الأسهم دفعة إضافية، خصوصًا في القطاعات الحساسة للفائدة مثل التكنولوجيا والعقارات.
تحليل
بشكل عام، يمكن القول إن حركة العقود الآجلة لمؤشر TSX تمثل انعكاسًا مباشرًا لمزاج الأسواق العالمي قبل لحظات حاسمة في السياسة النقدية. وبينما تتجه البنوك المركزية لتخفيف القيود، تبقى النظرة المستقبلية رهينة بتوازن دقيق بين السيطرة على التضخم ودعم النمو.
الأسواق اليوم تعيش على وقع “أمل التيسير” و”خوف التضخم”، والقرارات المنتظرة من بنك كندا والفدرالي الأميركي قد تحدد المسار للربع الأخير من 2025، سواء باتجاه استمرار الازدهار في الأسهم أو عودة التقلبات إلى المشهد المالي العالمي.






















