الأسهم الأميركية ترتفع بعد تصريحات ترامب المهدئة بشأن الصين
نيويورك (Investing.com) – افتتحت الأسهم الأميركية تعاملات يوم الإثنين على ارتفاع قوي، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار فيها إلى استعداده للتفاوض مع الصين، في محاولة لتهدئة التوترات التجارية التي تصاعدت نهاية الأسبوع الماضي. وقد جاءت هذه التصريحات بمثابة تنفس للأسواق العالمية التي شهدت حالة اضطراب واسعة عقب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية.
تعافي سريع في مؤشرات وول ستريت
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1% في بداية الجلسة، مستعيدًا نحو نصف خسائره التي تكبدها يوم الجمعة، بينما قفز مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 413 نقطة (0.9%) بحلول الساعة التاسعة والنصف صباحًا بتوقيت نيويورك. أما مؤشر ناسداك المجمع فقد صعد بنسبة 1.3%، مدفوعًا بمكاسب قوية في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل آبل، نيفيديا، وألفابت.
وقال متعاملون إن الأسواق كانت تبحث عن أي بادرة تهدئة بعد أيام من القلق الشديد، وأضافوا أن لهجة ترامب الجديدة أعادت بعض الثقة بأن الحوار التجاري مع الصين لا يزال ممكنًا رغم تصاعد التوتر.
ترامب: لا نريد إيذاء الصين
في تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي أثناء عودته من ولاية فلوريدا على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب: سنكون على ما يرام مع الصين
، في إشارة إلى تراجع محتمل عن تهديداته السابقة. وأضاف في منشور على منصته الخاصة: لا تقلقوا بشأن الصين، الرئيس شي لا يريد كسادًا لبلاده، وأنا أيضًا لا أريد. الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين لا إيذاءها
.
هذه التصريحات اعتُبرت تراجعًا واضحًا عن اللهجة الحادة التي استخدمها يوم الجمعة حين وصف سياسات بكين بأنها عار أخلاقي
، واتهمها بإطلاق رسالة عدائية للغاية
عبر قيودها على صادرات المعادن النادرة. ويرى محللون أن هذا التغيير المفاجئ يعكس رغبة ترامب في تهدئة الأسواق الأميركية الأسهم الأميركية قبل موسم الأرباح، خاصة بعد تراجع حاد في مؤشرات الأسهم العالمية يوم الجمعة الماضي.
رد فعل الأسواق العالمية
لم تقتصر ردود الفعل على وول ستريت، إذ شهدت الأسواق الأوروبية والآسيوية بدورها موجة ارتفاعات. فقد صعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.8%، مدفوعًا بمكاسب في أسهم شركات التكنولوجيا والسلع الفاخرة. وفي آسيا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 1.5% بعد جلسات من الخسائر الحادة.
أما أسعار الذهب، التي كانت قد قفزت إلى مستوى قياسي جديد قرب 4000 دولار للأونصة مع تصاعد الحرب التجارية، فقد تراجعت قليلًا مع تحسن شهية المخاطرة. وارتفع الدولار الأميركي مقابل الين بنسبة 0.3%، فيما استقرت عوائد السندات الأميركية الأسهم الأميركية لأجل 10 سنوات عند 3.95%.
الأسهم الأميركية
خلفية التوترات بين واشنطن وبكين
جاءت تصريحات ترامب الجديدة بعد أيام فقط من تهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية اعتبارًا من الأول من نوفمبر. وكان ذلك القرار قد أثار موجة بيع واسعة في الأسواق ودفع المستثمرين للجوء إلى الأصول الآمنة.
التصعيد الأخير جاء كرد فعل على قرار الصين تقييد صادراتها من المعادن النادرة المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات والبطاريات. وقد وصفت واشنطن تلك الخطوة بأنها سلاح اقتصادي
، فيما دافعت بكين عن حقها في إدارة مواردها الاستراتيجية بما يتماشى مع مصالحها القومية.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان تقلبات مشابهة في أبريل الماضي، عندما أعلن ترامب فرض رسوم شاملة على الواردات قبل أن يتراجع لاحقًا ويمنح الدول فترات تفاوض. هذا النمط من التصريحات المتقلبة جعل الأسواق أكثر حذرًا، لكنها أيضًا أصبحت تتعامل مع مثل هذه المواقف بسرعة أكبر.
محللون: اللهجة الهادئة لا تعني نهاية الحرب التجارية
يرى المحلل الاقتصادي مايكل غريغوري من BMO Capital أن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل محاولة تهدئة مؤقتة للأسواق، لكنها لا تعني نهاية التوتر بين البلدين. وقال: الأسواق تميل إلى المبالغة في رد الفعل سواءً للصعود أو الهبوط، ولكن يجب التذكير بأن الخلافات التجارية العميقة لا تُحل بتغريدة واحدة
.
بدوره، أشار جوناثان غولدمان من بنك أوف أميركا إلى أن المستثمرين أصبحوا يتعاملون بحذر مع تصريحات ترامب، قائلًا: تاريخيًا، أي تهدئة كلامية من ترامب كانت تسبق جولة جديدة من الضغط التفاوضي. الأسواق تدرك ذلك، لكنها تفضل التمسك بالأمل في الوقت الراهن
.
قطاع التكنولوجيا يقود الصعود
سجلت أسهم شركات التكنولوجيا مكاسب قوية، إذ ارتفع سهم آبل بنسبة 2.1% بعد تقارير عن زيادة الطلب على هواتف iPhone 16 الجديدة في آسيا، بينما قفز سهم نيفيديا بنسبة 3.5% مدعومًا بتوقعات بتوسع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي داخل الصين. كما ارتفع سهم أوراكل ومايكروسوفت بأكثر من 1% لكل منهما، ما ساهم في دعم المؤشرات الرئيسية.
ويرى مراقبون أن أسهم التكنولوجيا ستظل أكثر حساسية للتطورات التجارية بين واشنطن وبكين نظرًا لاعتمادها الكبير على سلاسل التوريد الصينية. لذلك، أي إشارات على استقرار العلاقات غالبًا ما تؤدي إلى ارتداد قوي في تلك الأسهم.
التوقعات المستقبلية للأسواق الأميركية
بحسب بيانات CME FedWatch، يراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل دورة التيسير النقدي الحالية بخفض جديد للفائدة في ديسمبر، وهو ما يوفر دعمًا إضافيًا للأسهم. كما ساهمت التقارير الأخيرة حول تباطؤ التضخم وارتفاع ثقة المستهلك في تعزيز التوقعات بنمو مستقر.
ومع ذلك، حذر اقتصاديون من أن استمرار حالة عدم اليقين السياسي قد تدفع المستثمرين لتقليص مراكزهم إذا لم تظهر خطوات ملموسة نحو اتفاق تجاري. وأشار ديفيد كوستين من غولدمان ساكس إلى أن “تهدئة اللهجة لا تكفي، الأسواق بحاجة إلى وضوح في السياسة الاقتصادية”.
عودة الأمل ولكن بحذر
تبدو الأسواق في حالة ترقب حذر، فبينما رحب المستثمرون بالخطاب الهادئ، إلا أن التجارب السابقة علمتهم أن الهدوء قد يكون مؤقتًا. ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، يتوقع بعض المحللين أن تزداد حدة الخطاب التجاري مجددًا لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
لكن في الوقت الحالي، يفضّل المستثمرون التمسك بالأسهم، خصوصًا أسهم التكنولوجيا والطاقة، باعتبارها الأكثر استفادة من أي انفراجة محتملة في العلاقات الأميركية الصينية.
الأسهم الأميركية
في ظل صعود الأسهم الأميركية وتراجع المخاوف مؤقتًا، يبدو أن الأسواق وجدت متنفسًا بعد أيام من الضغوط. غير أن السيناريو يظل هشًا، إذ يكفي تصريح واحد من أي من الجانبين لإعادة إشعال التوترات. لذلك، تبقى الحذر والمرونة هما السمتان الأساسيتان للمستثمرين في هذه المرحلة.
ما سبب ارتفاع الأسهم الأميركية اليوم؟
الارتفاع جاء بعد تصريحات مهدئة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول العلاقات مع الصين، ما خفّف المخاوف من تصعيد الحرب التجارية.
هل تراجع ترامب عن فرض الرسوم الجمركية على الصين؟
لم يُصدر قرار رسمي بالتراجع، لكن تصريحاته أوحت باستعداد للتفاوض وتهدئة اللهجة العدائية، مما فُهم على أنه تراجع مؤقت.
كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع هذه التصريحات؟
الأسواق الآسيوية والأوروبية شهدت ارتفاعات قوية، كما تراجع الذهب قليلًا مع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
هل يمكن أن تستمر موجة الصعود في وول ستريت؟
يعتمد ذلك على مدى استقرار العلاقات الأميركية الصينية في الأيام المقبلة، إضافة إلى نتائج أرباح الشركات وسياسة الفدرالي النقدية.
ما تأثير هذه التطورات على الدولار والذهب؟
تحسن الدولار الأميركي قليلاً أمام الين، بينما تراجع الذهب عن مستوياته القياسية، إذ قلّ الطلب عليه كملاذ آمن بعد انحسار التوتر.






















