ارتفاع مؤشر TSX بعد إشارة باول إلى خفض الفائدة في سبتمبر
نُشر في 22 أغسطس 2025 | تحديث: 22 أغسطس 2025
مقدمة
شهدت الأسواق الكندية واحدة من أكثر الجلسات تفاعلاً في الأشهر الأخيرة، حيث قفز مؤشر TSX بقوة بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية. هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات دبلوماسية، بل حملت إشارات واضحة بأن الفيدرالي الأميركي قد يكون مستعدًا لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر. هذه الخطوة المحتملة وضعت الأسواق في حالة من التفاؤل، خصوصًا وأنها تأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من التباطؤ والتوترات التجارية المستمرة.
بالنسبة لكندا، التي ترتبط اقتصاديًا بشكل وثيق بالولايات المتحدة من خلال التجارة والطاقة والاستثمارات، فإن أي إشارة إلى تغيير السياسة النقدية الأميركية تنعكس بشكل مباشر على أداء بورصة تورونتو. هذه العلاقة الوثيقة تجعل من تصريحات باول حدثًا مهمًا للمستثمرين الكنديين والعالميين على حد سواء.
أداء مؤشر TSX في جلسة الجمعة
سجل مؤشر TSX المركب ارتفاعًا بنسبة 1%، مضيفًا 284 نقطة ليغلق عند مستوى 28,339.65 نقطة. في المقابل، ارتفع مؤشر S&P/TSX 60 بنسبة مماثلة ليضيف 16 نقطة. هذه الأرقام قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنها تعكس موجة ثقة واسعة اجتاحت المستثمرين بعد خطاب باول.
القطاعات التي قادت المكاسب كانت الطاقة والبنوك والتعدين، حيث ارتفعت أسهم الشركات الكبرى مثل “رويال بنك أوف كندا” و”بارّيك جولد” و”سَنكر إنرجي”. هذه الشركات تشكل العمود الفقري لمؤشر TSX، وبالتالي فإن صعودها يعكس التفاؤل العام في السوق.
خطاب باول في جاكسون هول
في خطابه الذي طال انتظاره، أكد جيروم باول أن المخاطر السلبية على الاقتصاد الأميركي تتزايد، خصوصًا في سوق العمل. وقال إن “المخاطر على التوظيف ترتفع بشكل ملحوظ”، مشيرًا إلى أن السياسة النقدية لا تزال مقيدة للنشاط الاقتصادي.
الإشارة إلى خفض الفائدة
هذه العبارة كانت كافية لتغيير توقعات الأسواق، حيث قرأها المستثمرون كإشارة مباشرة إلى أن الفيدرالي قد يقدم على خفض الفائدة في سبتمبر. مثل هذه الخطوة ستعني سيولة أكبر وتكلفة تمويل أقل، وهو ما يدعم الأصول الخطرة مثل الأسهم.
الحذر من التضخم
رغم الميل الواضح نحو التيسير، شدد باول على أن التضخم لا يزال يشكل هاجسًا، خاصة مع استمرار الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب. هذه الرسوم قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع بشكل أطول من المتوقع، ما يزيد من تعقيد مهمة الفيدرالي.
العلاقة التاريخية بين TSX وخفض الفائدة
تاريخيًا، كان مؤشر TSX من بين أكثر المؤشرات استفادة من قرارات خفض الفائدة الأميركية. ففي أعوام 2008-2009، عندما خفض الفيدرالي أسعار الفائدة لمواجهة الأزمة المالية العالمية، ارتفع المؤشر الكندي بنسبة تجاوزت 30% خلال 12 شهرًا. السبب يعود إلى أن خفض الفائدة يدفع أسعار السلع مثل النفط والذهب إلى الارتفاع، وهو ما يعزز أسهم الشركات الكندية العاملة في هذه القطاعات.
اليوم، ومع وجود مؤشرات على تباطؤ الاقتصاد العالمي، يرى المستثمرون في خفض الفائدة فرصة لالتقاط الأنفاس ودعم النمو. ومن ثم فإن أي خفض محتمل سيترجم غالبًا إلى مكاسب جديدة لـ TSX.
تحليل القطاعات المكونة لمؤشر TSX
قطاع الطاقة
يعد قطاع الطاقة المحرك الرئيسي لمؤشر TSX، حيث يشكل نحو 18% من وزنه. ارتفعت أسهم شركات النفط والغاز مع صعود أسعار الخام. المستثمرون يراهنون على أن استمرار تعثر مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا سيبقي الأسعار مرتفعة، ما ينعكس إيجابًا على أرباح الشركات الكندية.
القطاع المالي
البنوك الكندية مثل “رويال بنك” و”تي دي بنك” استفادت من توقعات التيسير النقدي، حيث إن خفض الفائدة يعزز الإقراض والنشاط الاستثماري. هذا القطاع يمثل نحو 30% من المؤشر، وبالتالي فإن أداؤه الإيجابي كان له أثر كبير على ارتفاع TSX.
قطاع التعدين
كندا من أكبر منتجي الذهب في العالم، ومع صعود أسعار المعدن الأصفر بنسبة تتجاوز 1%، قفزت أسهم شركات مثل “بارّيك جولد” و”كينروس جولد”. الذهب يمثل ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين، وهو ما يرفع الطلب عليه ويعزز أرباح هذه الشركات.
قطاع التكنولوجيا
رغم أن التكنولوجيا لا تشكل وزنًا كبيرًا في TSX مقارنة بوول ستريت، إلا أن شركات مثل “Shopify” تلعب دورًا مهمًا. هذه الشركات استفادت من التفاؤل العام، حيث إن خفض الفائدة يخفض تكاليف التمويل ويزيد من الاستثمار في الابتكار.
قطاع العقارات
العقارات من القطاعات الحساسة للفائدة، حيث يؤدي أي خفض إلى زيادة الطلب على التمويل العقاري. أسهم شركات التطوير العقاري في كندا ارتفعت بدورها مع توقعات خفض الفائدة، ما يعزز صورة شاملة من الانتعاش.
مقارنة مع الأسواق العالمية
لم يكن TSX وحده المستفيد من خطاب باول، بل ارتفعت معظم المؤشرات العالمية. في الولايات المتحدة، صعد مؤشر S&P 500 بنسبة 0.8%، فيما ارتفع مؤشر داو جونز 0.6%. أما في أوروبا، فقد سجل مؤشر ستوكس 600 ارتفاعًا بنسبة 0.5%.
الأسواق الآسيوية بدورها تفاعلت بإيجابية، حيث ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.7%. هذا التفاعل العالمي يعكس الأهمية الكبيرة لتصريحات باول على الاقتصاد الدولي.
الاقتصاد الكندي: التضخم والبطالة والنمو
رغم الأداء الجيد لمؤشر TSX، إلا أن الاقتصاد الكندي يواجه تحديات كبيرة. معدل التضخم لا يزال قريبًا من 3%، وهو أعلى من المستوى المستهدف من بنك كندا. أما معدل البطالة فقد ارتفع إلى 6.1%، وهو الأعلى منذ عامين. هذه الأرقام تشير إلى أن الاقتصاد ليس في أفضل حالاته.
خفض الفائدة الأميركية قد يوفر دعمًا للاقتصاد الكندي عبر زيادة السيولة وتقوية الدولار الكندي، لكنه قد يضر بالصادرات إذا ارتفعت العملة بشكل كبير.
العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة
كندا تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، حيث يذهب أكثر من 70% من صادراتها إلى السوق الأميركية. قرار ترامب بزيادة الرسوم الجمركية إلى 35% على بعض السلع الكندية شكل ضربة قوية للشركات المصدرة. هذا النزاع التجاري يهدد بتقويض المكاسب التي يحققها TSX على المدى القصير.
أسعار النفط والذهب: تحليلات موسعة
ارتفع النفط بأكثر من 3% هذا الأسبوع، مدعومًا بمخاوف نقص الإمدادات. هذه المكاسب ساعدت أسهم الطاقة الكندية على الصعود. في المقابل، ارتفع الذهب بنسبة 1% ليصل إلى 3,372 دولارًا للأونصة، مع زيادة الطلب عليه كملاذ آمن.
التاريخ يثبت أن أي ارتفاع متزامن في النفط والذهب يعزز مؤشر TSX بشكل كبير، نظرًا لاعتماد كندا على صادرات هذه السلع.
ندوة جاكسون هول: أهميتها وتأثيرها عبر السنوات
ندوة جاكسون هول تُعقد سنويًا منذ عقود، وهي ملتقى مهم لصناع القرار الاقتصادي. تصريحات رؤساء الفيدرالي فيها عادة ما تُحدث تقلبات كبيرة في الأسواق. في 2010، استخدم بن برنانكي الندوة للإشارة إلى التيسير الكمي، ما دفع الأسهم العالمية إلى الصعود. واليوم، جاء خطاب باول في نفس السياق، ليؤكد أن هذا الحدث يظل نقطة تحول في الأسواق المالية.
التوقعات المستقبلية حتى 2026
يتوقع المحللون أن يستمر TSX في تحقيق مكاسب إذا مضى الفيدرالي الأميركي في خفض الفائدة. ومع ذلك، فإن استمرار النزاع التجاري مع الولايات المتحدة يبقى تهديدًا رئيسيًا. على المدى الأطول، إذا استقرت أسعار النفط والذهب عند مستويات مرتفعة، فقد يسجل TSX مستويات قياسية جديدة بحلول 2026.
ما سبب ارتفاع مؤشر TSX مؤخرًا؟
السبب الرئيسي هو تصريحات باول التي أشارت إلى احتمال خفض الفائدة في سبتمبر.
هل خفض الفائدة في سبتمبر مؤكد؟
ليس مؤكدًا بعد، لكن الأسواق تسعر خفضًا بنسبة تفوق 80%.
كيف يؤثر النفط على TSX؟
ارتفاع أسعار النفط يعزز قطاع الطاقة الذي يمثل 18% من المؤشر.
ما دور الذهب في دعم المؤشر؟
شركات التعدين الكندية تستفيد من أي ارتفاع في أسعار الذهب.
هل التوترات التجارية تهدد الاقتصاد الكندي؟
نعم، الرسوم الجمركية الأميركية قد تقلص الصادرات وتضغط على النمو.
ما أهمية ندوة جاكسون هول؟
هي منصة مهمة للبنوك المركزية لإرسال إشارات للأسواق.
كيف يقارن TSX بوول ستريت؟
TSX يعتمد أكثر على الطاقة والمعادن، بينما وول ستريت يركز على التكنولوجيا.
ما التوقعات للنمو الاقتصادي الكندي؟
النمو يتباطأ حاليًا لكنه قد يتحسن إذا انخفضت الفائدة وارتفعت أسعار السلع.
هل يؤثر الدولار الكندي على المؤشر؟
ارتفاع الدولار الكندي قد يضر بالصادرات لكنه يعزز القوة الشرائية محليًا.
ما القطاعات الأكثر استفادة من خفض الفائدة؟
العقارات، البنوك، وشركات التكنولوجيا الناشئة.
ما المخاطر التي قد تعرقل صعود TSX؟
التضخم، النزاعات التجارية، وتباطؤ النمو العالمي.
هل يمكن أن يسجل TSX مستويات قياسية جديدة؟
نعم، إذا استمر الدعم من أسعار النفط والذهب وخفض الفائدة حتى 2026.























