2025 بداية «تجارة أيّ شيء إلا الدولار (ABD)» وفق BofA: ماذا يعني ضعف الدولار للمستثمرين؟
بنك أوف أمريكا يرى 2025 نقطة تحوّل من أنماط «أي شيء إلا السندات» و«أي مكان إلا الصين» إلى «أي شيء إلا الدولار». التدفقات الأخيرة تُظهر قوة النقد والسندات والذهب، وتراجع الأسهم العالمية. إذا صحّ مسار ضعف الدولار، فقد تستفيد السندات، والأسهم الدولية، والذهب، مع استراتيجية «باربيل» تجمع التكنولوجيا الأميركية مع أدوات التحوط العالمية.
لماذا يتغيّر المزاج العالمي تجاه الدولار في 2025؟
بحسب استراتيجية بنك أوف أمريكا بقيادة مايكل هارتنت، يشهد عام 2025 تحوّلًا هيكليًا مع انحسار «الاستثنائية الأميركية» وتباطؤ النمو الاسمي، ما يقلّص مزايا العائد التي دعمته خلال الأعوام الماضية. يترافق ذلك مع عوامل هيكلية داعمة لأوروبا وآسيا، وتنامٍ لتدفّقات البحث عن تنويع خارج العملة الخضراء.
عمليًا، يعني ذلك انتهاء مرحلتين كانتا مهيمنتين: «Anything but Bonds» (تفضيل كل شيء على السندات) و«Anywhere but China» (تجنّب الصين)، لصالح «Anything but the Dollar» حيث يصبح ضعفه محور السردية الاستثمارية.
قراءة في التدفقات: النقد يتصدّر، السندات والذهب يعودان، والأسهم تتراجع
البيانات الحديثة تظهر دخول 66.1 مليار دولار إلى صناديق أسواق النقد خلال أسبوع واحد، لتبلغ التدفقات على مدى أربعة أسابيع 266 مليار دولار. السندات جذبت 17.9 مليار دولار، والذهب سجّل رابع أكبر تدفّق أسبوعي تاريخيًا بنحو 3.4 مليارات دولار، بينما حصلت الأصول المشفّرة على 100 مليون دولار.
على الجانب المقابل، تعرّضت صناديق الأسهم لخروج 9.9 مليارات دولار في الأسبوع المنتهي في 10 سبتمبر، وسجّلت صناديق المؤشرات العالمية للأسهم أول نزوح منذ 4 أشهر بنحو 3.2 مليارات دولار. هذا التباين يتّسق مع «تجارة ABD»: تعزيز أدوات التحوّط والآمان النسبي مقابل تعريض أقل لأسهم النمو في بيئة تباطؤ.
تموضع المستثمرين الخواص: انكشاف مرتفع على الأسهم… وميل محدود إلى الدولار والذهب
يشير بنك أوف أمريكا إلى أن عملاءه الخواص الذين يديرون 4.1 تريليون دولار يحتفظون بـ 64.2% في الأسهم، و18.1% في السندات، و10.6% نقدًا. التوزيع داخل الأصول يميل بشدّة نحو «المذهلين السبعة» بوزن 16% من الأصول، مقابل 4% فقط لأسهم غير أميركية، و3% لسندات الخزانة، و0.4% للذهب.
هذا التمركز المرتفع في الأسهم الأميركية الكبرى، مقارنةً بانكشاف ضعيف على الذهب والأصول غير الدولارية، يفتح مجالًا لإعادة موازنة تستفيد من ضعف محتمل فيه، وتحسّن نسبي في الأصول المقوّمة بعملات أخرى.
«ABD»: ماذا يعني عمليًا «أي شيء إلا الدولار»؟
المقصود ليس الترك الكامل عن الأصول الأميركية، بل تقليص الاعتماد الأحادي علىه وتوسيع الانكشاف على أصول تستفيد من هبوطه: السندات طويلة الأجل (مع تباطؤ النمو الاسمي وتراجع العوائد الاسمية)، الأسهم الدولية (بدعم سعر صرف مواتٍ وإنفاق مالي أوروبي وآسيوي)، والذهب (كمخزن للقيمة وتحوط من «تآكل» ).
هنا يقترح هارتنت مقاربة «باربيل»: جانب نموّ عالي البيتا عبر التكنولوجيا الأميركية الرابحة من طفرة الذكاء الاصطناعي، يقابله جانب دفاعي عالمي عبر السندات، والأسهم الدولية، والذهب، لتقليل حساسية المحفظة تجاه مساره.
السياسة النقدية: كيف ينعكس خفض الفائدة على الدولار والأصول؟
يتوقّع الاستراتيجيون بدء دورة خفض من الفدرالي الأميركي. تقليص تكاليف الاقتراض يُحسّن جاذبية السندات ويضغط على عوائد الخزانة، ما يقلّل ميزة العائد النسبي التي دعمته. عادةً ما يدعم ذلك الأصول المقوّمة بعملات أخرى وأسواق السلع، وفي مقدمتها الذهب.
في المقابل، إذا كانت التخفيضات «لاحقة» لتدهور اقتصادي (وليس «استباقية»)، قد تتّسع فروقات الائتمان وتضعف البنوك، وتتعثّر الشركات الصغيرة، فينقلب جزء من الأطروحة. حينها، قد نشهد تذبذبًا أكبر، ويصبح اختيار الجودة الائتمانية وإدارة السيولة أمرين حاسمين.
الذهب: تحوط ضد «تآكل الدولار»
التحوّل من سوق «هادئة» إلى سوق «صاخبة» للذهب، كما تصفه التدفقات القوية، يُعد إشارة على أن المستثمرين يعيدون التفكير في دور الذهب ضمن المحافظ المتنوّعة. ضعفه تاريخيًا يتوافق غالبًا مع أداء أفضل للذهب، إذ يُسعّر عالمياً بالعملة الأميركية ويستفيد من انخفاض «تكلفة الفرصة البديلة» عند هبوط العوائد الحقيقية.
بالنسبة للمستثمر العربي، قد يصبح الذهب عنصرًا متوازناً في «باربيل» مع أصول دخل ثابت دولارية عالية الجودة، أو أسهم دولية ذات توزيعات نقدية، لتخفيف حساسية المحفظة لمساره.
الأسهم الدولية وأوروبا/آسيا: مستفيد طبيعي من ضعف الدولار
إذا تراجع الدولار، تتبدّى مزايا تنافسية للشركات خارج الولايات المتحدة (عوائد أرباح محوّلة إلى الدولار تبدو أعلى، وقيم التقييم قد تصبح أكثر جاذبية للمستثمر الأميركي). كما أن برامج إنفاق مالي في أوروبا وآسيا قد تسرّع دورة أرباح جديدة أقل ارتباطًا بالدولار، خصوصًا إذا تعزّز الطلب المحلي.
الصين تبقى عاملًا مهمًا: انتقال السردية من «Anywhere but China» إلى انتقاء انتقائي لقطاعات التكنولوجيا والخدمات قد يفتح نافذة فرص، لكن مع إدارة مخاطر تنظيميّة وجيوسياسية دقيقة.
ماذا تعني «ABD» لمحفظتك؟ خمس إشارات عملية
أولًا، تقييم انكشافك على الدولار مباشرةً (نقد/ودائع) وبشكل غير مباشر (شركات إيراداتها بالدولار). ثانيًا، زيادة مكوّن الأصول غير الدولارية تدريجيًا (أسهم أوروبا/آسيا ذات ميزانيات قوية وتوزيعات مستدامة). ثالثًا، النظر في سندات سيادية/شبه سيادية بجودة ائتمانية مرتفعة، قد تستفيد من منحنى عائد أكثر انحدارًا مع تراجع العوائد الأميركية.
رابعًا، تخصيص «نظري» للذهب كتحوّط هيكلي من ضعف الدولار وتقلّبات السيولة. خامسًا، الحفاظ على «نواة» نمو أميركية عبر شركات التكنولوجيا القائدة (عنصر الباربيل عالي النمو) دون إفراط، لتجنّب مخاطر التركّز.
مؤشرات نجاح أو إخفاق «ABD» يجب مراقبتها
نجاح التجارة يتطلّب: هبوطًا متدرّجًا في مؤشره، تضييقًا محسوبًا في فروقات الائتمان، استقرارًا في البنوك الإقليمية الأميركية، وزخم أرباح في أوروبا وآسيا. إخفاقها يُستدلّ عليه بعكس ذلك: عودة ارتفاع العوائد الحقيقية الأميركية، اتّساع الفروقات الائتمانية، أو صدمات جيوسياسية تدفع إلى «الملاذ الدولاري» بسرعة.
إذا كان 2025 هو عام «أي شيء إياه»، فإن جوهر الرسالة هو التنويع الذكي لا الهروب. «باربيل» يزاوج بين التكنولوجيا الأميركية الرابحة وسلّة من السندات عالية الجودة، والأسهم الدولية المنتقاة، والذهب—قد يوفّر توازناً أفضل أمام انتقال السيولة عالمياً وتبدّل دورة العملة الأميركية.
ما المقصود بتجارة «أي شيء إلا الدولار»؟
هي تحوّل استثماري نحو أصول تستفيد من هبوطه أو تحمي من تآكله: سندات مع تراجع العوائد، أسهم خارج الولايات المتحدة، والذهب كتحوّط.
لماذا قد يضعف الدولار في 2025؟
نتيجة تباطؤ الاستثنائية الأميركية، وتراجع العوائد الحقيقية مع خفض الفائدة، وتزايد جاذبية الأصول الدولية، ما يقلّص ميزة العائد النسبي للدولار.
كيف يتفاعل الذهب مع ضعف الدولار؟
عادةً ما يرتفع الذهب عند ضعف الدولار وتراجع العوائد الحقيقية، إذ يُسعّر بالدولار ويُستخدم كتحوّط من التضخّم وتدهور القوة الشرائية للعملة.
هل يعني ذلك الخروج من الأصول الأميركية؟
لا. الفكرة هي التوازن: الاحتفاظ بنواة نمو أميركية (خاصة التكنولوجيا) مع زيادة الوزن للأصول غير الدولارية والسندات والذهب.
ما المخاطر الرئيسية على أطروحة «ABD»؟
اتّساع فروقات الائتمان، تراجع البنوك، أو صدمات تدفع إلى «الملاذ الدولاري» مجددًا؛ كما أن أي ارتفاع مفاجئ في العوائد الحقيقية قد يعيد دعمه.
كيف أبدأ مواءمة محفظتي؟
بالتقييم التدريجي لانكشافه، وزيادة التنويع الجغرافي، وإضافة تحوّطات مثل الذهب، مع مراعاة الأفق الزمني والقدرة على تحمّل المخاطر.
إخلاء مسؤولية: المواد الواردة لأغراض معلوماتية وليست توصية استثمارية. أداء الأصول السابقة لا يضمن النتائج المستقبلية. «جولد إيجلز» غير مسؤول عن أي قرارات استثمارية يتخذها القارئ.






















