واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ تتضاعف في يوليو بنسبة تفوق 126%
قفزة مفاجئة في واردات الذهب الصينية
أظهرت بيانات إدارة التعداد والإحصاءات في هونغ كونغ أن صافي واردات الصين من الذهب ارتفع بنسبة 126.8% في يوليو 2025 ليصل إلى 43.9 طنًا متريًا، مقارنة بـ 19.3 طنًا في يونيو. هذه القفزة تعكس بوضوح تزايد اعتماد بكين على المعدن النفيس في ظل تقلبات الاقتصاد العالمي وتنامي المخاطر الجيوسياسية.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع الكبير في صافي الواردات، إلا أن البيانات كشفت أيضًا أن إجمالي واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ بلغ 58.3 طنًا في يوليو، مقارنة بـ 34.7 طنًا في الشهر السابق. وهو ما يعكس أن جزءًا من هذه الكميات تمت إعادة تصديره أو توجيهه لمنافذ أخرى.
لماذا يعد هذا التطور مهمًا للأسواق العالمية؟
تُعتبر الصين أكبر مستهلك للذهب في العالم، وبالتالي فإن تحركاتها في سوق الذهب تترك أثرًا مباشرًا على أسعار المعدن عالميًا. فكل زيادة في الطلب الصيني تميل إلى دفع الأسعار نحو الصعود، بينما أي تباطؤ في مشترياتها قد يضغط على السوق.
لكن يجدر التنويه أن واردات الصين من الذهب بيانات هونغ كونغ لا تعكس الصورة الكاملة، حيث إن الصين تستورد الذهب أيضًا عبر موانئ أخرى مثل شنغهاي وبكين، ما يعني أن الأرقام المعلنة تمثل جزءًا فقط من التدفقات الحقيقية.
دور البنك المركزي الصيني في تعزيز الطلب
لم يقتصر الأمر على المستهلكين والشركات، بل واصل البنك المركزي الصيني (بنك الشعب) تعزيز احتياطياته من الذهب في يوليو، ليكون الشهر التاسع على التوالي من المشتريات الرسمية.
هذا التوجه يعكس رغبة بكين في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأميركي، خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية والمالية مع الولايات المتحدة، وخطر تعرض أصولها الدولارية لأي عقوبات أو قيود مستقبلية.
مؤشرات عالمية على تنامي الطلب على الذهب
وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب، بما في ذلك عمليات التداول خارج البورصة (OTC)، بنسبة 3% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2025، ليصل إلى 1,248.8 طنًا متريًا.
الأبرز في التقرير كان القفزة الكبيرة في الاستثمارات، حيث زادت بنسبة 78% مقارنة بالعام الماضي، ما يؤكد عودة الذهب إلى صدارة الأصول المفضلة لدى المستثمرين وسط عالم مليء بعدم اليقين.
تصريحات المحللين والخبراء
يرى محلل السلع في بنك UBS، جيوفاني ستاونوفو، أن المستثمرين الصينيين ينظرون إلى الذهب باعتباره وسيلة فعالة لـ تنويع الأصول وتوزيع المخاطر، وهو ما يفسر زيادة التدفقات نحو السوق الصينية في يوليو.
وأضاف أن أسعار الذهب في بورصة شنغهاي كانت تتداول في معظم فترات يوليو عند مستويات أعلى من أسعار لندن، وهو ما يعكس وجود طلب محلي قوي، وإن كان هذا التوجه قد خف بعض الشيء في أغسطس.
تأثيرات متوقعة على أسعار الذهب العالمية
ارتفاع واردات الصين من الذهب يعزز التوقعات باستمرار الدعم للأسعار العالمية، خصوصًا مع بقاء المعدن الأصفر أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات الاقتصادية والمالية.
ومع تزايد المخاطر المتعلقة بسياسات البنوك المركزية العالمية، وتذبذب أسعار النفط والدولار، فإن الطلب الصيني قد يشكل عامل توازن يحافظ على مستويات الذهب قرب قممه الأخيرة.
الصين والذهب: علاقة استراتيجية
منذ سنوات طويلة، تسعى الصين لتقليص اعتمادها على الدولار عبر تعزيز حصتها من الذهب في الاحتياطيات الأجنبية. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى:
-
حماية الاقتصاد من تقلبات أسعار العملات.
-
تعزيز مكانة اليوان الصيني كعملة دولية منافسة.
-
تأمين جزء من الثروة الوطنية في أصول مادية صلبة.
كما أن الثقافة الصينية تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الطلب على الذهب، إذ يُعتبر المعدن النفيس رمزًا للثروة والاستقرار ووسيلة تقليدية لحفظ القيمة عبر الأجيال.
ما حجم واردات الصين من الذهب عبر هونغ كونغ في يوليو 2025؟
بلغت صافي الواردات 43.9 طنًا متريًا، بزيادة نسبتها 126.8% مقارنة بشهر يونيو.
لماذا تؤثر واردات الصين من الذهب على الأسعار العالمية؟
لأن الصين أكبر مستهلك للذهب عالميًا، وأي تغير في حجم مشترياتها ينعكس مباشرة على اتجاهات الأسعار.
هل بيانات هونغ كونغ تعكس كامل واردات الصين؟
لا، حيث تستورد الصين الذهب أيضًا عبر موانئ كبرى مثل شنغهاي وبكين، ما يعني أن البيانات لا تقدم الصورة الشاملة.
ما علاقة البنك المركزي الصيني بزيادة الطلب؟
البنك المركزي واصل شراء الذهب للشهر التاسع على التوالي، ضمن مساعيه لتنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار.
كيف كان أداء الطلب العالمي على الذهب في 2025؟
ارتفع الطلب العالمي بنسبة 3% في الربع الثاني من العام، بينما قفزت الاستثمارات بنسبة 78% على أساس سنوي.

























