مورغان ستانلي تخفض تصنيف سهم أوروبس بسبب ضعف العائدات والتقييم المرتفع
خفّض بنك الاستثمار الأميركي مورغان ستانلي تصنيفه لشركة أوروبس الألمانية (Aurubis AG) من “وزن متساوٍ” إلى “وزن منخفض”، مع تقليص السعر المستهدف من 98 إلى 95 يورو، مما يعكس توقعاته بانخفاض السهم بنسبة 13% عن سعر الإغلاق الأخير البالغ 107.70 يورو في جلسة 16 أكتوبر 2025.
تقييمات مرتفعة تتجاوز الأساسيات
شهد سهم أوروبس ارتفاعًا حادًا بنحو 50% منذ بداية العام، وهو ما اعتبره البنك الأميركي مبالغًا فيه وغير مستدام بالنظر إلى محدودية النمو في أرباح الشركة خلال العامين الماليين المقبلين. وأوضح التقرير أن السهم يتداول حاليًا عند مضاعف قيمة المنشأة إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإهلاك (EV/EBITDA) عند 8.8 مرة، وهو الأعلى في تاريخ الشركة.
في المقابل، أشار محللو مورغان ستانلي إلى أن قطاع النحاس العالمي شهد في المتوسط زيادة في توقعات الأرباح بنسبة 22%، في حين ظلت أرباح أوروبس شبه مستقرة، ما يعزز من فكرة ضعف الزخم الداخلي للسهم رغم الأداء القوي للقطاع ككل.
توقعات مالية متباينة لعامي 2025 و2026
توقع البنك أن تواجه أوروبس مزيجًا معقدًا من العوامل المتضاربة خلال العامين المقبلين، حيث تستفيد الشركة من ارتفاع أسعار المعادن الأساسية مثل النحاس والذهب والفضة، ومن أقساط الكاثود القياسية، إلا أن تلك المكاسب يتم تقويضها جزئيًا بسبب خسائر التحوط، وضعف هوامش إعادة التكرير للمواد الخردة، وتراجع الرسوم المرتبطة بمعالجة الخام (TC/RCs)، إلى جانب تأثيرات سلبية من تقلبات أسعار الصرف.
وأضاف التقرير أن نموذج أعمال الشركة المتنوع يقلل من استفادتها المباشرة من دورة صعود أسعار السلع، حيث تعتمد أوروبس بدرجة كبيرة على نشاط إعادة التدوير وصناعة النحاس المكرر أكثر من التعدين التقليدي.
مشروعات التوسع تواجه مخاطر تنفيذية
أشار التقرير إلى أن خطة الشركة الاستثمارية التي تمتد من 2021 حتى 2027، وتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 1.7 مليار يورو، تركز بنسبة تفوق 80% على نمو أعمال إعادة التدوير. إلا أن مورغان ستانلي وصف هذا التوجه بأنه “قصة تحتاج إلى إثبات عملي”، في إشارة إلى المخاطر التنفيذية المرتبطة بالمشروعات الكبرى مثل مشروع ريتشمنِد (Richmond) في الولايات المتحدة.
ويتوقع أن يحقق المشروع الأميركي نحو 65% من الزيادة المستهدفة في الأرباح التشغيلية (EBITDA) والتي تبلغ 260 مليون يورو، غير أن البنك شكّك في قدرة أوروبس على تحقيق معدلات ربحية مرتفعة كما تتوقع الإدارة، إذ تشير التقديرات إلى أن الأرباح لكل طن في المشروع الجديد ستكون أعلى بنحو 3.5 مرات من متوسط الأرباح التي تحققها منشآت إعادة التدوير في أوروبا.
ويرى البنك أن الاستفادة الكاملة من المشروع لن تتحقق قبل العامين الماليين 2028–2029، ما يعني أن أي تأثير إيجابي جوهري على الأداء المالي سيبقى مؤجلًا على المدى المتوسط.
تأثير أسعار السلع والمعادن الثمينة
منذ بداية عام 2025، حقق النحاس مكاسب قوية مدفوعة بنقص الإمدادات العالمية وارتفاع الطلب الصناعي، كما استفادت أسعار الذهب والفضة من تزايد التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التيسيرية للبنوك المركزية، ما دعم أداء شركات التعدين والمعادن الثمينة.
لكن مورغان ستانلي يرى أن استفادة أوروبس من هذه الطفرة محدودة مقارنة بنظرائها الذين يملكون انكشافًا مباشرًا على إنتاج النحاس الخام، مثل شركة KGHM البولندية التي وصفها التقرير بأنها الخيار المفضل في القطاع.
KGHM تتفوّق بتقييمات أرخص وانكشاف أعلى على النحاس
اختار البنك سهم KGHM كأفضل بديل استثماري في قطاع المعادن، موضحًا أن الشركة تتمتع بتعرض أكبر لأسعار النحاس والمعادن النفيسة، مع تداول سهمها عند تقييم أكثر جاذبية عند 5.4 مرة EV/EBITDA لعام 2026، أي بخصم يبلغ نحو 35% مقارنة بمتوسط الشركات المماثلة.
وأضاف المحللون أن العائد على رأس المال المستثمر المتوقع لشركة أوروبس خلال السنوات الأربع المقبلة سيبقى أقل من نظرائها، ما يبرر التوصية السلبية الجديدة.
تحليل الأداء السعري وتوقعات السوق
منذ بداية العام، استفاد سهم أوروبس من عدة عوامل، أبرزها صعود أسعار النحاس، وتفاؤل المستثمرين بشأن التحفيز الصناعي الألماني، إضافة إلى تركيز الإدارة على توليد التدفقات النقدية الحرة وتقليص الديون. ومع ذلك، يرى المحللون أن هذه العوامل انعكست بالكامل في السعر الحالي للسهم، وأن فرص تحقيق مكاسب إضافية أصبحت محدودة.
ويشير تحليل مورغان ستانلي إلى أن تقييم الشركة الحالي يعكس سيناريو متفائل للغاية حول هوامش الربحية المستقبلية، وهو ما قد لا يتحقق فعليًا في ظل الضغوط التشغيلية ومخاطر السوق.
نظرة أوسع على قطاع النحاس والمعادن
تُعد أوروبس من أبرز منتجي النحاس المكرر في أوروبا، وهي تمتلك سلسلة توريد معقدة تشمل عمليات الصهر والتكرير وإعادة التدوير. إلا أن القطاع بأكمله يواجه تحديات تتعلق بتكلفة الطاقة في أوروبا وتباطؤ الطلب الصناعي في ألمانيا، ما يضع ضغوطًا على الشركات العاملة في المجال.
ويُضاف إلى ذلك أن أسواق المعادن تشهد حاليًا تذبذبات كبيرة نتيجة الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، والتي أثرت سلبًا على توقعات الطلب الصناعي العالمي.
موقف المستثمرين والمؤسسات المالية
تباينت آراء بيوت الاستثمار الأخرى بشأن أداء أوروبس؛ فبينما يرى بعض المحللين أن الشركة تستفيد من التحول الأوروبي نحو الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير، يعتبر آخرون أن مخاطر التنفيذ والاعتماد الكبير على مشاريع طويلة الأجل قد تحدّ من جاذبيتها الاستثمارية.
ويشير بعض المحللين إلى أن النجاح في مشروع ريتشمِند سيكون نقطة تحول رئيسية، إذ قد يفتح الباب أمام توسع أكبر في السوق الأميركية وزيادة الحصة العالمية للشركة في قطاع إعادة التدوير المتنامي.
خلاصة التحليل: حذر في المدى القصير وتفاؤل مشروط بالمستقبل
في ضوء هذه المعطيات، خلص مورغان ستانلي إلى أن النظرة قصيرة المدى تجاه سهم أوروبس تبقى حذرة، مع توصية “وزن منخفض” تشير إلى توقع أداء أقل من السوق. ويرى البنك أن المستثمرين الذين يسعون إلى التعرض المباشر لصعود أسعار النحاس والذهب قد يجدون فرصًا أفضل في شركات أخرى ذات مراكز إنتاج أولية، مثل KGHM.
أما على المدى الطويل، فإن نجاح الشركة في تحقيق أهدافها الاستثمارية في أميركا وأوروبا قد يعيد تقييمها إيجابيًا، شريطة السيطرة على التكاليف وتحقيق هوامش ربحية مستدامة.
الأسواق الأوروبية تتابع عن كثب
يتوقع أن تراقب الأسواق الأوروبية عن كثب تطورات أداء أوروبس خلال الأرباع المقبلة، لا سيما في ظل التقلبات الحادة في أسعار المعادن وتوجهات السياسات النقدية في أوروبا والولايات المتحدة. كما أن أي إشارات إيجابية من مشروع ريتشمِند أو تحسن في هوامش التكرير قد تدعم السهم مجددًا.
ما سبب تخفيض مورغان ستانلي لتصنيف سهم أوروبس؟
السبب الرئيسي هو ارتفاع تقييم السهم إلى مستويات غير مبررة مقارنة بالأرباح المتوقعة، إلى جانب ضعف العائد المحتمل والمخاطر المرتبطة بتنفيذ المشاريع الجديدة.
هل يعني ذلك أن أداء أوروبس سيتراجع في 2025؟
ليس بالضرورة، لكن البنك يرى أن السهم مبالغ في تقييمه وأن المكاسب المحتملة محدودة على المدى القصير، رغم استفادته من ارتفاع أسعار المعادن.
ما المشروع الأبرز لدى أوروبس حاليًا؟
مشروع ريتشمنِد في الولايات المتحدة، الذي يهدف إلى توسيع نشاط إعادة التدوير، ويُتوقع أن يحقق نحو 65% من الزيادة المستهدفة في الأرباح التشغيلية حتى 2028–2029.
ما البديل الأفضل وفقًا لتوصية مورغان ستانلي؟
البنك يفضل KGHM البولندية نظرًا لتقييمها المنخفض وانكشافها الأكبر على النحاس والمعادن النفيسة.
هل يمكن أن تعود أوروبس للارتفاع مستقبلًا؟
نعم، في حال أثبتت الشركة قدرتها على تنفيذ مشاريعها الجديدة بنجاح وتحقيق العائدات المستهدفة من توسعاتها، خاصة في السوق الأميركية.






















