مورغان ستانلي تتوقع وصول أسعار الذهب إلى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026
توقعات أسعار الذهب 2026: قراءة في تقرير مورغان ستانلي
قال بنك مورغان ستانلي في مذكرة بحثية حديثة إن أسعار الذهب مرشحة لمواصلة الارتفاع خلال العامين المقبلين لتصل إلى نحو 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026، مدفوعة بطلب قوي من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) على خلفية استمرار حالة الضبابية الاقتصادية العالمية.
وأشار البنك إلى أن الزخم الأخير في أسعار الذهب جاء مدعومًا بعوامل متعددة تشمل انخفاض العوائد الحقيقية على السندات الأميركية، وتوقعات خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن في مواجهة التوترات الجيوسياسية.
مؤشرات القوة في سوق الذهب العالمي
شهد المعدن النفيس ارتفاعًا يتجاوز 54% منذ بداية عام 2025، بعد سلسلة من الارتفاعات القياسية التي أوصلت سعر الأونصة إلى 4381 دولارًا في 20 أكتوبر، قبل أن يتراجع بنحو 8% في تصحيح فني طبيعي وفقًا لتقرير البنك.
ورغم هذا التراجع القصير، يرى محللو مورغان ستانلي أن التصحيح الأخير أزال حالة “الشراء المفرط” التي كانت واضحة على مؤشر القوة النسبية (RSI)، مما يمنح الأسعار مساحة جديدة للصعود التدريجي على المدى المتوسط.
وأضاف البنك أن الأسواق تستعد لموجة جديدة من الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة، مدعومةً بتوقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال عام 2026، ما سيُقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب مقارنة بالأصول ذات العائد الثابت.
دور البنوك المركزية في دعم الاتجاه الصعودي
تتوقع مورغان ستانلي استمرار مشتريات البنوك المركزية من الذهب بوتيرة مستقرة، وإن كانت أبطأ قليلًا مقارنة بذروة عام 2024، مع حفاظ الدول الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على مراكزها الكبيرة في السوق.
وأوضح التقرير أن ارتفاع احتياطي الذهب لدى البنوك المركزية العالمية بأكثر من 1,000 طن خلال العامين الماضيين ساهم في تعزيز الثقة بالذهب كأصل استراتيجي للتحوط ضد مخاطر التضخم وتذبذب العملات.
كما أشار إلى أن استقرار الطلب على المجوهرات في الأسواق الآسيوية يُعد عامل دعم إضافي، رغم التحديات المتعلقة بارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن توازن العرض والطلب يبقى في صالح الأسعار المرتفعة خلال 2026.
مخاطر محتملة: تقلبات الأسعار وتوجهات المستثمرين
ورغم النظرة الإيجابية، حذر البنك من أن ارتفاع الأسعار السريع قد يفتح الباب أمام تصحيحات حادة على المدى القصير، خاصةً إذا قرر بعض المستثمرين التحول نحو فئات أصول أخرى مثل الأسهم أو السندات في حال استقرار الأسواق المالية.
كما نبّه التقرير إلى أن أي قرارات محتملة من البنوك المركزية لتقليص احتياطياتها من الذهب أو بيع جزء منها يمكن أن تُؤثر مؤقتًا على الاتجاه الصعودي، وإن كان التأثير الإجمالي محدودًا في ضوء استمرار الطلب المؤسسي.
مقارنة بين توقعات البنوك العالمية لأسعار الذهب 2026
لم يكن مورغان ستانلي وحده من تبنّى توقعات صعودية. فقد أصدرت عدة بنوك عالمية أخرى توقعات مماثلة:
- جيه بي مورغان: يتوقع أن يبلغ متوسط السعر 5055 دولارًا للأونصة في الربع الرابع من 2026.
- غولدمان ساكس: يرى إمكانية صعود الذهب إلى 4900 دولار للأونصة بنهاية 2026.
- إتش إس بي سي: يتوقع استقرار الأسعار عند 4600 دولار بنهاية 2025.
- بنك أوف أميركا: رفع توقعاته إلى 5000 دولار للأونصة في 2026.
- ستاندرد تشارترد وسوسيتيه جنرال يقدّران أن يتراوح السعر بين 4700 و5000 دولار في نهاية 2026.
ويُظهر هذا الإجماع بين المؤسسات المالية الكبرى أن توقعات أسعار الذهب 2026 تتجه نحو تسجيل قمم تاريخية جديدة، خصوصًا في ظل الاتجاه العالمي لتيسير السياسة النقدية.
العوامل الاقتصادية الداعمة لمسار الذهب
يتزامن تفاؤل المحللين مع توقعات بتراجع الدولار الأميركي نتيجة خفض الفائدة وتقلّص الفجوة في العوائد مع العملات الرئيسية. كما أن ارتفاع احتمالات الركود في بعض الاقتصادات المتقدمة يعزز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
ويرى التقرير أن استمرار التوترات الجيوسياسية — سواء في شرق أوروبا أو الشرق الأوسط — يدفع المستثمرين لزيادة حيازاتهم من الذهب كوسيلة لتقليل المخاطر، وهو ما ظهر جليًا في ارتفاع مشتريات صناديق الذهب الأوروبية والآسيوية منذ الربع الثالث من 2025.
إضافةً إلى ذلك، يُتوقّع أن تُسهم عمليات التحول نحو الطاقة النظيفة في زيادة الطلب الصناعي على الذهب والفضة ضمن تطبيقات التكنولوجيا المتقدمة، مما يضيف بُعدًا جديدًا لديناميكية الأسعار.
التحليل الفني: اتجاه صعودي مستدام
من الناحية الفنية، يرى محللو مورغان ستانلي أن منطقة الدعم الرئيسية تقع عند مستوى 3950 دولارًا للأونصة، بينما يُشكّل مستوى 4450 دولارًا مقاومة نفسية قصيرة الأمد. وفي حال اختراقها، يُرجَّح أن يستهدف الذهب مستوى 4600 دولار بحلول منتصف العام المقبل.
ويُتوقَّع أن يحافظ المعدن الأصفر على مساره الصاعد طالما ظل العائد الحقيقي على السندات دون 1%، وهو ما يُبقي الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عائد ثابت في بيئة تضخم معتدل.
الذهب يواصل بريقه حتى 2026
يؤكد تقرير مورغان ستانلي أن الزخم القوي الذي يشهده سوق الذهب لم ينته بعد، وأن توقعات أسعار الذهب 2026 تُشير إلى استمرار المكاسب مع دعم من السياسات النقدية التيسيرية وطلب البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.
وبينما تبقى تقلبات الأسواق عاملاً مؤثرًا في الأجل القصير، إلا أن النظرة العامة للمعدن الأصفر تظل إيجابية، ما يجعل الذهب مرشحًا ليكون أحد أبرز المستفيدين في الدورة الاقتصادية المقبلة، خاصةً في حال استمرار ضعف الدولار وارتفاع المخاطر الجيوسياسية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن المستثمرين الأفراد والمؤسسات الذين يحتفظون بجزء من محافظهم في الذهب قد يستفيدون من هذا الاتجاه الصاعد، مع ضرورة إدارة المخاطر عبر التوزيع المتوازن للأصول وتجنب الإفراط في الشراء عند القمم.






















