مؤشر TSX يرتفع هامشيًا قبيل خطاب باول في جاكسون هول
افتتحت العقود الآجلة لمؤشر TSX تعاملات الجمعة على ارتفاع هامشي، وسط ترقُّب خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، وهو الحدث الذي يُعيد تشكيل توقعات مسار الفائدة للأشهر المتبقية من العام. وتأتي هذه الحركة بعد إغلاق مؤشر إس آند بي/تس إكس المركب في تورونتو على مكاسب بلغت نحو 0.6% (176 نقطة) عند 28,055.43 نقطة في جلسة الخميس، بينما يتابع المستثمرون تذبذب الذهب والنفط وبيانات كندية محلية يمكن أن تعيد توجيه السيولة بين القطاعات.
لماذا يُهمّ خطاب باول لمستثمري مؤشر TSX؟
لا تتعلق حساسية الأسواق الكندية بخطاب جاكسون هول من زاوية الدولار الأميركي فقط، بل من زاوية «ثمن السيولة» عالميًا. أي إشارة من باول حول توقيت أو وتيرة خفض الفائدة قد تُعيدتشكيل منحنى العائدات وتوقعات الخصم، ما ينعكس مباشرة على مضاعفات الربحية لأسهم القيمة والنمو ضمن مكونات مؤشر TSX. تاريخيًا، استفاد المؤشر عندما هدأت توقعات التشديد، لكن أي تشديد لفظي أو تحذير من «الانتصار المبكر على التضخم» قد يزيد من تذبذب شهية المخاطرة خلال جلسات ما بعد الخطاب.
تسعير الفائدة: من «خفض مبكر» إلى «حذر أكبر»
ارتفعت رهانات خفض الفائدة في سبتمبر مطلع الشهر بعد بيانات وظائف أضعف من المتوقع، قبل أن تتراجع الرهانات خلال الأسبوع الجاري مع ميل منحنى التوقعات إلى الحذر. هذه الدوّامة تجعل لحظة الخطاب نقطة ارتكاز لحركة سريعة في عوائد السندات والدولار، وهو ما ينعكس عادةً على أسهم القطاعات الحسّاسة للفائدة والخدمات المالية داخل كندا.
النفط: تراجع طفيف صباحًا… ولكن أسبوع رابح
ظلّت أسعار النفط داخل نطاق ضيق صباح الجمعة؛ إذ تراجع خام برنت بنحو 0.3% إلى 67.47 دولارًا للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط 0.2% إلى 63.37 دولارًا. وعلى الرغم من هذا الهدوء اللحظي، يبقى المساران الأسبوعيان إيجابيين، بعد مكاسب تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، مدعومين بتزايد تقديرات استمرار انقطاع جزء من الإمدادات الروسية مع تعثر مسارات السلام في الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
لكون قطاع الطاقة أحد أثقل المكوّنات وزنًا ضمن مؤشر TSX، فإن أي استقرار أعلى في أسعار النفط يُحسّن نظرة التدفقات نحو الأسهم الكندية المرتبطة بالإنتاج والخدمات النفطية. وعليه، يبقى منحنى النفط عامل دعمٍ تكتيكي للمؤشر ما لم يطرأ صدمة طلبية عالمية تعيد تسعير المخاطر.
الذهب: ضغط من الدولار… والملاذات لا تزال حاضرة
تراجع الذهب الفوري بنحو 0.3% إلى 3,329.87 دولارًا للأونصة، كما هبطت العقود المستقبلية بالنسبة ذاتها إلى 3,371.72 دولارًا للأونصة، متأثرًا بارتفاع الدولار قبيل خطاب جاكسون هول. ومع ذلك، تحدّ من الخسائر بقايا طلب الملاذات، وسط مؤشرات على أن مسار التسوية بين روسيا وأوكرانيا لا يقترب من محطة نهائية.
دلاليًا، يُفيد الضعف النسبي للذهب—إذا ترافق مع ارتفاع العوائد الحقيقية—القطاعات الدورية داخل كندا على حساب أسهم التعدين النفيسة. لكن أي انعطافة حادّة في نبرة باول قد تُنعش الطلب على التحوّط وتغيّر صورة جلسات ما بعد الحدث بسرعة.
محليًا: مبيعات التجزئة الكندية تحت المجهر
داخليًا، يتابع المستثمرون صدور بيانات مبيعات التجزئة لشهر يونيو، والمتوقع أن تُظهر نموًا قدره 1.6% على أساس شهري، بعد هبوط نسبته 1.1% في مايو. أي مفاجأة صعودية قد تدعم الدولار الكندي وترفع شهية المخاطرة نحو القطاعات الاستهلاكية، بينما القراءة الأضعف قد تُعزّز توقعات التيسير محليًا وتضغط على مؤشر TSX عبر قناة البنوك والائتمان.
القطاع المالي: حساسية مضاعفة
المصارف الكندية—ذات الأوزان الكبيرة في المؤشر—تتفاعل بقوة مع إشارات الطلب المحلي وجودة الائتمان. لذا، تشكّل مبيعات التجزئة اليوم اختبارًا مبكرًا لصلابة الإنفاق الأسري، خصوصًا مع استمرار تقاطع عاملين: تكلفة التمويل المرتفعة تاريخيًا، وتبدّل مسار الأسعار في سوق الإسكان.
اتصال كارني–ترامب: تجارة على حافة إعادة التسعير
قال مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن اتصالًا هاتفيًا جرى الخميس مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تناول تحديات التجارة الثنائية وقضايا أخرى. يأتي ذلك في ظل بيئة نزاع تجاري متصاعدة، بعد توقيع واشنطن في أواخر يوليو أمرًا تنفيذيًا رفع الرسوم على سلع كندية غير مشمولة باتفاق الولايات المتحدة–المكسيك–كندا إلى 35% من 25%؛ بحجّة تعثر معالجة قضايا التهريب والحواجز التجارية.
بالنسبة للأسهم الكندية، قد يدفع أي تشدد تجاري إضافي إلى إعادة تسعير أسهم المصدّرين، مع انتقال جزء من شهية المستثمرين إلى الشركات ذات الانكشاف المحلي. وقد يتأثر مؤشر TSX على نحوٍ غير متكافئ: ضغط على الصناعات التحويلية وبعض المواد، مقابل دعم نسبي لقطاعات الطاقة إذا حافظ النفط على مساره الحالي.
الخلاصة: جلسة على وقع «الكلمات» أكثر من «الأرقام»
تتكثّف دينامية اليوم عند تقاطع ثلاث إشارات: كلمة باول في جاكسون هول، اتجاهات النفط والذهب، وقراءة مبيعات التجزئة الكندية. ضمن هذا المزيج، يبدو مؤشر TSX مائلًا لصعودٍ انتقائي؛ مكاسب طفيفة تتفاوت بين القطاعات بحسب حساسية كل قطاع لتكلفة رأس المال وأسعار السلع. وأيًا كانت النبرة التي سيخرج بها رئيس الفيدرالي، فإن أثرها المحتمل على العوائد الحقيقية والدولار سيبقى محدِّدًا رئيسيًا لاتجاه الأموال الذكية خلال ما تبقى من الأسبوع.






















