مؤشر S&P 500 ينخفض بسبب ميتا ومايكروسوفت.. وداو جونز يرتفع مع تراجع أسهم التكنولوجيا
شهدت وول ستريت جلسة متباينة يوم الخميس، إذ تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.3% وسط ضغوط من انخفاض أسهم التكنولوجيا الكبرى، بينما تفوق مؤشر داو جونز الصناعي مسجلاً ارتفاعًا بـ179 نقطة أو ما يعادل 0.4%، في وقت استمر فيه القلق بشأن الإنفاق المرتفع في شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا ومايكروسوفت.
نتائج شركات التكنولوجيا تقود تقلبات السوق
أثارت نتائج الشركات التكنولوجية العملاقة تباينًا واضحًا في تعاملات المستثمرين، بعد أن أعلنت كل من ألفابت وميتا ومايكروسوفت عن نتائجها الفصلية مساء الأربعاء.
فبينما ارتفعت أسهم ألفابت بنحو 5% بفضل الأداء القوي في قسم الإعلانات والحوسبة السحابية، تراجعت أسهم ميتا ومايكروسوفت بنسبة 11% و2% على التوالي، ما ضغط على مؤشر ناسداك المركب الذي هبط بـ0.6%.
ويرى محللون أن موجة التقلب الحالية تعكس اختلاف توقعات المستثمرين بين شركات الذكاء الاصطناعي التي تحقق أرباحًا فورية مثل غوغل، وتلك التي تضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية مثل ميتا ومايكروسوفت.
قلق المستثمرين من زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
أعلنت ميتا، المالكة لفيسبوك وإنستغرام، عن نيتها رفع الإنفاق الرأسمالي إلى ما بين 70 و72 مليار دولار في 2025، بزيادة عن التقديرات السابقة البالغة 66 إلى 72 مليار دولار.
ورغم أن الشركة تجاوزت توقعات الأرباح والإيرادات، إلا أن الأسواق ركزت على الجانب السلبي المتعلق بزيادة الإنفاق، ما أدى إلى هبوط السهم بأكثر من 12% خلال الجلسة.
أما مايكروسوفت، فأشارت مديرة المالية آمي هود إلى أن وتيرة الإنفاق ستتسارع خلال العام المالي الجاري، لدعم توسع خدمات Azure السحابية التي نمت إيراداتها بنسبة 40%. ورغم هذه النتائج الإيجابية، فقد تراجع السهم بأكثر من 2% مع قلق المستثمرين من تراجع هوامش الربح المستقبلية.
أداء داو جونز وسط دعم البنوك والرعاية الصحية
في المقابل، ساهمت مكاسب أسهم البنوك الكبرى مثل جيه بي مورغان وبنك أوف أميركا، إلى جانب ارتفاع أسهم الرعاية الصحية بقيادة إيلي ليلي بنسبة 2%، في تعزيز مكاسب مؤشر داو جونز.
وتستفيد هذه القطاعات عادة من انخفاض عوائد السندات واستقرار معدلات الفائدة، إذ تُعتبر ملاذًا آمنًا عند تراجع أسهم التكنولوجيا.
لقاء ترامب وشي يضيف طابعًا سياسيًا للسوق
تابع المستثمرون أيضًا نتائج الاجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، والذي انتهى بإعلان اتفاق جزئي خفّضت بموجبه واشنطن رسوم الفنتانيل إلى 10%، لترتفع بذلك الرسوم الإجمالية المفروضة على الواردات الصينية إلى 57%.
كما التزمت الصين بشراء مزيد من فول الصويا والمنتجات الزراعية الأميركية، وأجّلت القيود الجديدة على تصدير المعادن النادرة لمدة عام، وهو ما خفّف من حدة التوتر التجاري مؤقتًا.
وقال ترامب عقب اللقاء: “لقد تمت تسوية مسألة المعادن النادرة”، وهو ما انعكس إيجابًا على أسهم شركات التعدين الأميركية، بينما رحّبت الأسواق بوقف التصعيد التجاري ولو مؤقتًا.
رد فعل الأسواق على قرار الفدرالي الأميركي
جاءت تحركات الأسهم بعد يوم واحد فقط من قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع إشارة رئيسه جيروم باول إلى أن خفضًا إضافيًا في ديسمبر “ليس أمرًا محسومًا”.
وقال باول في المؤتمر الصحفي: “الخفض القادم ليس مضمونًا… نحن نراقب التوازن بين سوق العمل ومعدل التضخم”، في تصريح فُسر على أنه ميل للحذر بعد سلسلة التخفيضات السابقة هذا العام.
هذا التصريح أثار قلق المستثمرين، إذ خفّض من احتمالات مزيد من التيسير النقدي قبل نهاية العام، وهو ما انعكس على حركة الأسواق قصيرة الأجل ودفع بعض المستثمرين إلى التحول نحو القطاعات الدفاعية.
تحليل اقتصادي: توازن دقيق بين الذكاء الاصطناعي والسياسة النقدية
يرى محللون أن الوضع الحالي في الأسواق الأميركية يمثل مرحلة انتقالية حساسة، حيث تتقاطع ثلاثة محاور رئيسية: أرباح شركات الذكاء الاصطناعي، والسياسات النقدية للفدرالي، والتوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
في الوقت الذي تواصل فيه الشركات التكنولوجية الكبرى ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بدأت الأسواق تتساءل عن العائد الفعلي لهذه الإنفاقات على المدى القصير.
ووفقًا للمحلل كريس ماكسي من شركة ويلثسباير أدفايزرز، فإن “خفض الفائدة كان الجزء السهل، أما التحدي الحقيقي فهو إدارة توقعات النمو في ظل ارتفاع تكاليف الاستثمار”.
من جهة أخرى، يبدو أن وول ستريت تدخل مرحلة من “إعادة التقييم” بعد الصعود الكبير في مؤشرات التكنولوجيا خلال الأشهر الماضية. ويشير بعض الخبراء إلى أن تراجع ميتا ومايكروسوفت قد يكون بداية دورة تصحيح قصيرة تسمح للمستثمرين بإعادة توزيع محافظهم نحو قطاعات أكثر استقرارًا مثل البنوك والرعاية الصحية والطاقة.
ألفابت تستفيد من الذكاء الاصطناعي
جاءت نتائج ألفابت كعامل توازن في السوق، إذ أعلنت الشركة عن أرباح قدرها 3.10 دولار للسهم مقارنة بتوقعات عند 2.33 دولار، مع تحقيق إيرادات بلغت 102.35 مليار دولار، متجاوزةً التقديرات البالغة 99.89 مليار دولار.
ويُعزى هذا الأداء القوي إلى نمو ملحوظ في إيرادات يوتيوب وخدمات Google Cloud التي استفادت من طلب متزايد على حلول الذكاء الاصطناعي.
ويرى محللون أن تنويع مصادر الدخل لدى ألفابت يمنحها ميزة تنافسية على منافسيها الذين يعتمدون على قطاع واحد، مثل الإعلانات لدى ميتا أو الخدمات السحابية لدى مايكروسوفت.
الآفاق المستقبلية للأسواق الأميركية
تُشير التوقعات إلى أن مؤشر S&P 500 سيظل متقلبًا في الأسابيع المقبلة، مع مراقبة المستثمرين لتطورات السياسة النقدية الأميركية وأي مؤشرات جديدة حول الإنفاق الحكومي أو النمو الاقتصادي.
ويرجح خبراء السوق أن أي تصريحات إضافية من الفدرالي أو بيانات تضخم غير متوقعة قد تدفع المؤشر لاختبار مستويات دعم حول 4950 نقطة.
في المقابل، قد يشكل استقرار أسعار الفائدة وتحسن المعنويات التجارية حافزًا للعودة إلى مسار الصعود قبل نهاية العام، خصوصًا إذا واصلت شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تحسين هوامش أرباحها رغم ارتفاع الإنفاق.
الأسئلة الشائعة حول مؤشر S&P 500 وتراجع أسهم التكنولوجيا
لماذا انخفض مؤشر S&P 500 اليوم؟
انخفض المؤشر نتيجة ضغوط من تراجع أسهم ميتا ومايكروسوفت، بعد إعلان خطط إنفاق رأسمالي مرتفع أثارت قلق المستثمرين بشأن الأرباح المستقبلية.
هل لا يزال الذكاء الاصطناعي عامل دعم للسوق؟
نعم، لكنه بات يحمل وجهين: الشركات التي تحقق عائدات فورية من تطبيقات الذكاء الاصطناعي تستفيد، بينما تعاني الشركات التي تنفق بكثافة في بناء البنية التحتية من تراجع مؤقت في الأسهم.
ما تأثير تصريحات باول على الأسواق؟
تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول حول عدم ضمان خفض جديد للفائدة في ديسمبر خفّضت شهية المستثمرين للمخاطرة وأثّرت سلباً على قطاع التكنولوجيا.






















