قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين.. 5 ملفات ساخنة تحدد مستقبل الحرب في أوكرانيا
تتجه أنظار العالم إلى قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين، المقررة اليوم الجمعة 15 أغسطس/آب، في ظل توقعات بأن تكون إحدى أبرز المحطات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. هذه القمة لا تقتصر على محادثات بروتوكولية، بل تمثل اختبارًا حقيقيًا لإرادة الطرفين في إيجاد مخرج للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إحراز تقدم ملموس في ملف وقف إطلاق النار، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدخل المحادثات من موقع قوة ميداني، لكنه يواجه تحديات اقتصادية متزايدة قد تدفعه نحو التفكير في حلول وسط.
لماذا هذه القمة محورية؟
تأتي قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين في لحظة حساسة؛ حيث يشهد الصراع الأوكراني حالة من الجمود العسكري على بعض الجبهات، بينما تحقق القوات الروسية تقدمًا في مناطق أخرى. على الصعيد السياسي، تتعرض واشنطن لضغوط داخلية لإنهاء الحرب وخفض تكاليف المساعدات، فيما يواجه بوتين تباطؤًا اقتصاديًا وتراجعًا في عائدات الطاقة.
القمة أيضًا هي الأولى التي تجمع الزعيمين وجهًا لوجه منذ أكثر من عام، ما يزيد من أهميتها الرمزية والسياسية، خاصة أنها تُعقد بعيدًا عن العواصم التقليدية، في أجواء قد تتيح مساحة أكبر للنقاش بعيدًا عن الأضواء الإعلامية المباشرة.
1) وقف إطلاق النار.. بين الطموح والتعقيد
يُعتبر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الهدف المعلن لترامب، لكنه يدرك أن الشيطان يكمن في التفاصيل. من سيتولى الإشراف على تنفيذه؟ وما هي الضمانات الأمنية المطلوبة؟ وهل ستشمل الترتيبات سحب القوات من بعض المناطق أو الاكتفاء بتجميد خطوط القتال الحالية؟
التقارير تشير إلى أن موسكو قد تطلب الاحتفاظ بشبه جزيرة القرم ودونباس كشرط أساسي، مقابل التوقف عن العمليات الهجومية. هذا الطرح يلقى رفضًا شديدًا في كييف وعواصم الاتحاد الأوروبي، ويضع ترامب أمام معضلة بين الرغبة في إنهاء الحرب وعدم الظهور بمظهر المتنازل أمام بوتين.
2) وحدة الأراضي الأوكرانية.. خط أحمر لا يقبل التفاوض
تؤكد الحكومة الأوكرانية أن وحدة أراضي البلاد منصوص عليها في الدستور ولا يمكن المساس بها إلا عبر استفتاء شعبي وبرلماني، وهو ما يجعل أي تنازل إقليمي عملية شديدة التعقيد سياسيًا وشعبيًا. الرئيس فولوديمير زيلينسكي شدد على أن أي سلام حقيقي يجب أن يضمن استعادة كامل الأراضي، بما في ذلك القرم ودونباس.
بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن قبول أي صفقة على حساب الأراضي الأوكرانية قد يشكل سابقة خطيرة تُشجع أطرافًا أخرى على انتهاك الحدود الدولية، ما يهدد الاستقرار في القارة بأكملها.
3) الأمن الأوروبي.. مخاوف من إعادة رسم الحدود
يرى القادة الأوروبيون أن الحرب في أوكرانيا ليست نزاعًا إقليميًا فحسب، بل صراعًا على مستقبل النظام الأمني في أوروبا. منح روسيا جزءًا من أراضي أوكرانيا قد يفتح شهية الكرملين لمزيد من التوسع في المستقبل، وربما يشجع على شن هجمات جديدة بعد إعادة ترتيب الصفوف.
الاتحاد الأوروبي عرض المشاركة في مراقبة أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لكن روسيا رفضت ذلك، بينما لم يبدُ ترامب متحمسًا لإشراك الأوروبيين، مفضلًا صيغة تفاوضية ثنائية قد تمنحه مساحة أوسع للمناورة.
4) الاقتصاد الروسي.. كلفة الحرب تضغط على الكرملين
رغم المكاسب العسكرية، يواجه الاقتصاد الروسي ضغوطًا متزايدة: تباطؤ في النمو، نقص في العمالة، تضخم مرتفع، وعجز في الموازنة نتيجة تراجع أسعار النفط والغاز. بعض التقديرات تشير إلى أن استمرار الحرب بهذا الإيقاع قد يستنزف الاحتياطيات المالية الروسية خلال الأعوام القليلة المقبلة.
من هذا المنطلق، قد يرى بوتين في التوصل إلى تهدئة فرصة لتخفيف الكلفة الاقتصادية، دون تقديم تنازلات جوهرية تمس نفوذه في المناطق التي سيطر عليها.
5) التأثير الجيوسياسي.. حسابات معقدة تتجاوز أوكرانيا
أكثر من ثلاث سنوات من الحرب غيرت موازين القوى في العالم، وأعادت رسم سلاسل الإمداد، ودفعت بدول كبرى مثل الصين والهند إلى تعزيز علاقاتها مع موسكو رغم العقوبات الغربية. هذه التحالفات تمنح بوتين أوراق قوة على طاولة المفاوضات.
لكن في المقابل، فإن استمرار الحرب يرهق الاقتصاد العالمي ويزيد الضغوط التضخمية، ما يدفع قوى اقتصادية كبرى إلى الضغط من أجل تسوية، حتى لو كانت جزئية أو مؤقتة.
سيناريوهات محتملة لنتائج القمة
النتيجة المثالية لترامب هي اتفاق واضح لوقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية وممرات إنسانية، لكن هذا السيناريو يظل صعب التحقيق في ظل الهوة الواسعة بين مواقف الطرفين.
سيناريو آخر هو الخروج بتعهدات عامة لخفض التصعيد دون إطار مُلزم، ما قد يمنح كل طرف فرصة لإعادة ترتيب أوراقه قبل جولة جديدة من المفاوضات.
أما السيناريو الأسوأ، فهو فشل المحادثات وتصاعد التوتر، وهو ما قد يدفع واشنطن وبروكسل إلى تشديد العقوبات وزيادة الدعم العسكري لكييف، في حين تراهن موسكو على صمودها واستنزاف خصومها بمرور الوقت.
ما الهدف الرئيسي لقمة ألاسكا بين ترامب وبوتين؟
الهدف هو بحث فرص وقف إطلاق النار في أوكرانيا ووضع إطار مبدئي للضمانات الأمنية ودور الأطراف الدولية في المراقبة.
هل يمكن أن تسفر القمة عن اتفاق شامل؟
احتمال التوصل إلى اتفاق شامل ضعيف في الوقت الحالي، لكن يمكن الخروج بتفاهمات أولية تمهد لجولات تفاوض لاحقة.
ما موقف أوكرانيا من التنازلات الإقليمية؟
أوكرانيا ترفض أي تنازل يمس وحدة أراضيها وتصر على استعادة كامل المناطق المحتلة، مع اشتراط استفتاء شعبي لأي تعديل دستوري.
كيف سينعكس الاتفاق المحتمل على الأمن الأوروبي؟
قد يساهم في تهدئة التوتر، لكنه إذا تضمن تنازلات لروسيا، فقد يزيد المخاوف من تهديدات مستقبلية لدول أخرى مجاورة.
هل الاقتصاد الروسي قادر على الاستمرار في الحرب؟
الوضع الاقتصادي الروسي يزداد صعوبة مع استمرار العقوبات وتراجع عائدات الطاقة، ما قد يدفع الكرملين للتفكير في حلول تفاوضية.






















