سيولة استثنائية في بورصات الخليج بآخر جلسات الأسبوع مع تطبيق مراجعة فوتسي
ملخص سريع
- السوق السعودي يسجل أعلى سيولة يومية في 15 شهرًا مع مكاسب أسبوعية هي الأكبر في نحو 3 أشهر.
- في الكويت، المؤشر الأول يتماسك أسبوعيًا للمرّة الثالثة تواليًا، بينما يحقق المؤشر الرئيسي أعلى إغلاق أسبوعي في تاريخه.
- بورصة قطر تمتد في مكاسبها اليومية للجلسة الثالثة مع سيولة تخطت المليار ريال.
- الأسواق الإماراتية تُقفل على ارتفاع بعد قرار خفض الفائدة، مع تحركات لافتة في العقار والطاقة والاتصالات.
السعودية: ذروة سيولة وارتدادة أسبوعية قوية
ارتفع مؤشر تاسي في جلسة الخميس بنحو 1.2% مسجلًا ثالث مكاسب يومية متتالية. ولامست قيم التداول مستوى 16 مليار ريال—الأعلى في 15 شهرًا—بدعم مباشر من تنفيذ مراجعة FTSE وما يصاحبه عادةً من عمليات ضخ سيولة في الدقائق الأخيرة.
على مستوى الأسهم، قفز جبل عمر نحو 3% مسجلًا أفضل أداء يومي في شهرين بعد انضمامه لقائمة الشركات المتوسطة والمؤشر القياسي العالمي ضمن FTSE. كما صعد مسار بنحو 1.4% إلى أعلى مستوى في شهرين، وارتفع مكة للإنشاء 1.7% إلى أعلى مستوى في 3 أسابيع بالتزامن مع ترقيتهما للمؤشر العالمي. في المقابل، تصدر سابتكو الخسائر بتراجع تجاوز 4% مع تخفيض تصنيفه في مراجعة المؤشر.
وخطف سهم مجموعة MBC الأضواء بصعوده إلى النسبة القصوى عقب إعلان استدامة القابضة بيع كامل حصتها لصندوق الاستثمارات العامة، في صفقة عززت التداولات ولفتت اهتمام السيولة المحلية والأجنبية على حد سواء.
أسبوعيًا، أنهى تاسي على مكاسب بنحو 3.1%، في أقوى أداء أسبوعي له منذ قرابة 3 أشهر، مستفيدًا من مزيج سيولة المؤشرات + تيسير نقدي، وهما عاملان غالبًا ما يُحسّنان الشهية للقطاعات الدورية والعقارية والمالية.
الكويت: سيولة نشطة، ورقم تاريخي للمؤشر الرئيسي
تراجع المؤشر الأول بالكويت 0.05% في جلسة الخميس مُسجّلًا ثاني انخفاض يومي تواليًا، متأثرًا بميل هابط في بيتك بنحو 0.25%. كما تراجع بنك وربة 1.7% ضمن سيولة نشطة ~9 ملايين دينار بالتزامن مع تنفيذ ترقيته إلى قائمة الشركات المتوسطة والمؤشر القياسي العالمي في FTSE.
في المقابل، صعد المؤشر الرئيسي بنحو 0.5% مخترقًا حاجز 8100 نقطة للمرة الأولى تاريخيًا، في إشارة إلى اتساع قاعدة المشاركة في الأسهم التشغيلية خارج ثقيل الوزن. وارتفعت قيم التداول الكلية إلى نحو 125 مليون دينار مقارنة بـ 93.5 مليون دينار في الجلسة السابقة، ما يعكس أثر المراجعة على عمق السوق.
وعلى مدار الأسبوع، ارتفع المؤشر الأول بنحو 1% محققًا ثالث مكاسب أسبوعية متتالية، بينما صعد المؤشر الرئيسي 2.1% مسجلًا أعلى إغلاق أسبوعي في تاريخه.
قطر: مكاسب ممتدة وسيولة فوق المليار
واصل مؤشر بورصة قطر صعوده للجلسة الثالثة على التوالي بمكاسب يومية 0.7%، مدعومًا بارتفاع قطر الوطني 1.4% ومصرف قطر الإسلامي 1.7%. وبلغت السيولة أكثر من مليار ريال تزامنًا مع تنفيذ مراجعة FTSE.
وارتفع سهم استثمار القابضة بنحو 3% إلى أعلى مستوياته في شهر بعد انضمامه إلى قائمة الشركات المتوسطة والمؤشر القياسي العالمي. أسبوعيًا، صعد المؤشر 1.9% لينهي سلسلة خسائر استمرت 4 أسابيع، ما قد يشير إلى عودة تدريجية للزخم الشرائي المؤسسي والمحلي.
الأسواق الإماراتية: تيسير نقدي يحفّز القطاعات القيادية
أنهت أسواق الإمارات تداولات الجمعة على ارتفاع بعد خفض البنك المركزي الإماراتي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بما يتماشى مع الفدرالي الأميركي. زاد المؤشر الرئيسي في دبي 0.7% بدعم من نشاط في القطاعات العقارية والصناعية. وارتفع سهم إعمار العقارية 1.1%، بينما صعد الخليج للملاحة 6.8%.
وفي أبوظبي، أغلق المؤشر الرئيسي مرتفعًا 0.3% مع مكاسب في أدنوك للغاز بلغت 1.5% وقفزة 3% في مجموعة الإمارات للاتصالات (e&). هذا المزج بين خفض تكاليف التمويل ومراجعة المؤشرات عادةً ما يترجم إلى إعادة تسعير جريئة لأسهم العوائد والنمو على حد سواء.
لماذا تصنع مراجعة FTSE «سيولة استثنائية»؟
تعمل المراجعات الدورية للمؤشرات العالمية—مثل FTSE—على إعادة تشكيل الأوزان وإدراج/استبعاد شركات وفق معايير السيولة والقيمة السوقية والقواعد الحرة. مدراء الصناديق المؤشراتية مُلزَمون بالاقتفاء، ما يولّد تدفقات قسرية تُنفَّذ غالبًا قرب الإغلاق لتقليل الانحراف عن القيمة المرجعية (Tracking Error). النتيجة: قفزات في السيولة، اتساع في الفروقات مؤقتًا، وتذبذبات ملحوظة خاصة في الأسهم المُضافة والمُخفضة.
في جلسات المراجعة تكون مزادات الإغلاق مسرح الأحداث: أوامر ضخمة، تنفيذات متأخرة، وأحيانًا فجوات سعرية في الدقائق الأخيرة. لهذا يفضّل بعض المتعاملين النشطين التمركز مسبقًا والاستفادة من تحركات ما قبل وما بعد المراجعة بدلًا من مزاحمة التدفقات السلبية وقت الذروة.
التأثير القطاعي
- العقار والبنية التحتية: يستفيد من تراجع yields المرتبط بخفض الفائدة وتحسّن شروط التمويل.
- البنوك: دعم بالسيولة والائتمان، مع مراقبة هوامش الفائدة الصافية (NIM) على المدى المتوسط.
- الطاقة والبتروكيماويات: حساسة لمسار أسعار النفط والدورة العالمية—السيولة الاستثنائية تُحسّن عمق السوق لكنها لا تُلغي العوامل الأساسية.
خفض الفائدة الخليجي: قناة دعم إضافية للأسهم
تخفيض 25 نقطة أساس في معظم الاقتصادات الخليجية يخفّض تكلفة الاقتراض ويدعم تقييمات الأسهم عبر خفض معدلات الخصم. تاريخيًا، تستجيب قطاعات العقار، الصناعة، الاستهلاك أولًا، فيما تتفاوت تأثيرات الخفض على البنوك وفق حساسية منحنى العائد وحجم الودائع الجارية.
كما أن التيسير النقدي يوفّر جسرًا سيكولوجيًا للمستثمرين مع ارتفاع التوقعات بتحسّن النشاط، ما يفسّر اتساع المشاركة السوقية خلال الأسبوع إلى جانب التدفقات السلبية المرتبطة بـ FTSE.
مقارنة موجزة مع مراجعات سابقة
على غرار مراجعات سابقة، تتركز القفزات الأكبر في جلسة التنفيذ مع امتداد الأثر جلسة أو جلستين لاحقتين على الأسهم المُضافة/المُخفضة. الفارق هذا الأسبوع أنّ المناخ النقدي أصبح أكثر تيسيرًا بعد قرار الفدرالي، ما عزّز «قابلية السوق» لهضم التغييرات واستبقاء جزء أكبر من المكاسب مقارنة بفترات تشديد سابقة.
نظرة إلى الأسبوع المقبل
- النفط وعوائد السندات الأميركية: أي تحركات حادّة قد تعيد توزيع الوزن النسبي بين القطاعات الدفاعية والدورية.
- تدفّقات ما بعد المراجعة: مراقبة إعادة تموضع الصناديق النشطة وصناديق العائد المطلق.
- محفزات محلية: إفصاحات الشركات، توزيعات نقدية محتملة، وصفقات ملكية/خصخصة—كلها عناصر قد تُبقي السيولة مرتفعة نسبيًا.
تزامُن سيولة استثنائية في بورصات الخليج مع مراجعة FTSE وخفض الفائدة شكّل مزيجًا داعمًا للأسعار والأحجام معًا. السعودية قادت المشهد بسيولة قياسية ومكاسب أسبوعية لافتة، والكويت سجّلت إنجازًا تاريخيًا للمؤشر الرئيسي، فيما استعادت قطر زخمها وسط سيولة قوية، وأغلقت الإمارات على ارتفاع بقيادة العقار والطاقة والاتصالات. استدامة هذا الإيقاع ستعتمد على توازن العوامل العالمية (النفط، الدولار، العوائد) والمحلية (الأرباح، الإصلاحات، والطروحات).






















