سعر الذهب يسجل مستوى قياسي جديد قرب 4200 دولار للأونصة مع تصاعد التوتر التجاري وتوقعات خفض الفائدة
واصل سعر الذهب ارتفاعه في تعاملات الأربعاء ليقترب من حاجز 4200 دولار للأونصة، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا هو الثالث خلال الأسبوع، مدفوعًا بتصاعد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية وتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن.
الذهب عند مستويات تاريخية جديدة بدعم من سياسات الفيدرالي الأميركي
سجّل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 1.1% ليصل إلى 4186.84 دولارًا للأونصة، بعد أن لامس مستوى قياسيًا عند 4193.6 دولارًا في وقت سابق من جلسة اليوم. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1% لتتداول عند 4203.27 دولارًا.
ويُعد هذا الأسبوع هو الثامن على التوالي من المكاسب القوية للمعدن الأصفر، إذ يُتوقع أن يختتم الأسبوع على ارتفاع جديد إذا استمرت الأسعار في نطاقها الصاعد الحالي.
تصريحات باول تُشعل توقعات خفض الفائدة وتدعم سعر الذهب
تزايدت مكاسب الذهب عقب تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول يوم الثلاثاء، التي فُسرت على نطاق واسع بأنها تميل إلى التيسير النقدي. إذ أشار إلى أن الاقتصاد الأميركي يسير على “مسار أقوى من المتوقع”، لكنه حذّر في الوقت ذاته من ضعف واضح في سوق العمل، مؤكدًا أن “لا مسار خالٍ من المخاطر” للسياسة النقدية.
وقد فسّر المستثمرون هذه التصريحات على أنها تمهيد لاحتمال خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر، ما أدى إلى تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية وانخفاض قيمة الدولار — وهما عاملان عززا ارتفاع سعر الذهب.
تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين يعزز الطلب على الملاذات الآمنة
جاءت مكاسب المعدن النفيس أيضًا مدفوعة بتجدّد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. حيث ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إمكانية “إنهاء بعض العلاقات التجارية” مع الصين، خصوصًا في قطاع الزيوت النباتية، ردًا على تقليص بكين مشترياتها من فول الصويا الأميركي.
كما فرض البلدان رسومًا متبادلة على شركات الشحن البحري خلال الأسبوع الجاري، مما عمّق حالة التوتر التجاري ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة.
الذهب والفضة أبرز الرابحين بين السلع في 2025
أشار محللو بنك ING إلى أن “الذهب والفضة هما من أفضل السلع أداءً هذا العام، إذ ارتفع سعر الذهب بأكثر من 55% منذ بداية العام، بينما قفزت الفضة بنسبة تتجاوز 80%”. وأوضحوا أن هذه المكاسب مدفوعة بمزيج من سياسات التيسير النقدي وعمليات الشراء المستمرة من البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية.
ارتفاع أسعار الفضة والنحاس والبلايتنيوم مع ضعف الدولار
وفي أسواق المعادن الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 1.4% لتصل إلى 52.12 دولارًا للأونصة، بعد أن سجلت مستوى قياسيًا عند 53.6 دولارًا في الجلسة السابقة. كما صعدت عقود البلاتينوم بنسبة 1.4% إلى 1687.20 دولارًا للأونصة.
أما عقود النحاس فقد ارتفعت بنسبة 0.7% لتسجّل 10,667.50 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، بينما زادت العقود الأميركية بنسبة 0.8% لتبلغ 5.04 دولارات للرطل.
بيانات التضخم الصينية تزيد الضغوط وتدفع التوقعات بمزيد من التحفيز
أظهرت بيانات رسمية يوم الأربعاء أن مؤشر أسعار المستهلكين في الصين تراجع بنسبة 0.3% خلال سبتمبر على أساس سنوي، مقارنة بانخفاض 0.4% في أغسطس، بينما تراجعت أسعار المنتجين بنسبة 2.3%، ما يشير إلى استمرار الضغوط الانكماشية في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.
ويرى المحللون أن هذه البيانات قد تدفع بكين إلى إطلاق مزيد من إجراءات التحفيز المالي والنقدي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما قد يدعم الطلب على المعادن الصناعية مثل النحاس، إضافة إلى زيادة جاذبية الذهب كأداة للتحوط في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي.
نظرة مستقبلية: هل يواصل سعر الذهب الصعود؟
يتفق معظم الخبراء على أن العوامل الحالية — من تراجع الدولار وتزايد الرهانات على خفض الفائدة إلى التوتر التجاري العالمي — تضع سعر الذهب في موقع قوي لمواصلة المكاسب على المدى القصير. ومع ذلك، يحذر البعض من احتمالية حدوث تصحيحات فنية إذا تحسنت البيانات الاقتصادية الأميركية أو هدأت التوترات التجارية.
ما السبب الرئيسي وراء ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قياسية؟
الارتفاع مدفوع بمزيج من توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، وتراجع عوائد السندات، وضعف الدولار، إلى جانب تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
هل من المتوقع أن يتجاوز الذهب مستوى 4200 دولار قريبًا؟
نعم، يرى العديد من المحللين أن تجاوز حاجز 4200 دولار ممكن في المدى القريب، خاصة إذا واصل الفيدرالي الأميركي إرسال إشارات داعمة لتيسير السياسة النقدية.
كيف تؤثر البيانات الصينية على أسعار الذهب؟
البيانات التي تشير إلى ضعف التضخم أو انكماش الأسعار في الصين تعزز التوقعات بتحفيز اقتصادي إضافي، ما يزيد الطلب على السلع، بما في ذلك الذهب كملاذ آمن.
هل يمكن أن يتراجع الذهب في الفترة المقبلة؟
قد يشهد <stron






















