سعر الذهب اليوم يرتفع مع ترقب جاكسون هول وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية
الذهب يتماسك بعد هبوط الأسبوع الماضي
بحلول الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر الذهب اليوم في السوق الفوري بنسبة تقارب 0.4% ليسجل 3,348.30 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة لشهر أكتوبر بنحو 0.3% إلى 3,393.97 دولارًا للأونصة. جاء التعافي بعد تراجع الأسبوع الماضي إلى قاع يفوق الأسبوعين، متأثرًا بتطورات الملف الأوكراني واجتماع الرئيسين الأميركي والروسي.
يستمر الذهب في التفاعل بقوة مع الأخبار الجيوسياسية، إذ يعزز عدم اليقين الطلب على الأصول الآمنة. وفي المقابل، فإن أي انفراجة دبلوماسية ملموسة قد تدفع بعض المتعاملين إلى جني الأرباح، ما يفرض تذبذبًا أعلى على المدى القصير.
ترقب لقاء ترامب وزيلينسكي ومواقف أوروبية
تتجه الأنظار إلى اجتماع مرتقب في البيت الأبيض يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين بارزين لاحقًا اليوم. وتفيد تقارير بأن طروحات السلام قد تشمل تنازلات إقليمية لكييف، بما فيها القرم، وكذلك تجميد مساعي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؛ وهي نقاط ترفضها أوكرانيا بشكل قاطع.
فشل اجتماع الجمعة بين ترامب وبوتين في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ما أبقى حالة الحذر مسيطرة على شهية المخاطرة، ورفع الطلب على الملاذات، وفي مقدمتها أسعار الذهب. بالمقابل، أي مؤشر تقدّم جوهري في محادثات اليوم قد يضغط على الذهب مؤقتًا، لكنه لن يبدل على الأرجح النظرة الأوسع المدعومة بعوامل هيكلية.
UBS ترفع توقعاتها طويلة الأجل للذهب
عدّلت UBS توقعاتها طويلة الأجل لسعر الذهب الحقيقي إلى 2,800 دولار للأونصة بدلًا من 2,200 دولار، ما يعني ضمنيًا أسعارًا اسمية قد تقترب من 3,100 دولار بحلول 2030 عند احتساب التضخم. وتتوقع المؤسسة تسجيل قمم جديدة خلال الأرباع المقبلة قبل مرحلة تهدئة تدريجية بنهاية العام المقبل أو مطلع 2027، دون عودة إلى قيعان الدورات السابقة.
يعكس هذا الرفع عوامل عدّة: أولها ارتفاع تكاليف الإنتاج بصورة هيكلية، وثانيها محدودية نمو المعروض من المناجم مع تفضيل المنتجين التوسع العضوي وإعادة هيكلة المحافظ على صفقات الدمج والاستحواذ الضخمة، وثالثها اتساع قاعدة المستثمرين الباحثين عن الذهب كأصل استراتيجي للتحوط في ظل مخاطر جيوسياسية واقتصادية مرتفعة.
جاكسون هول في بؤرة المتابعة.. واحتمالات خفض الفائدة
يركز المتعاملون هذا الأسبوع على خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، أملاً في الحصول على تلميحات أوضح بشأن مسار الفائدة. تُسعِّر الأسواق احتمالاً يفوق 83% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، بعدما كانت الرهانات تقترب من 100% الأسبوع الماضي. وتراجع هذه التوقعات جاء عقب بيانات تضخّم المنتجين التي تجاوزت التقديرات وأثارت تساؤلات حول التأثيرات التضخمية للرسوم الجمركية الأخيرة.
رغم ذلك، ظل الدولار الأميركي يتحرك في نطاق ضيق بعد خسائر الأسبوع الماضي، وهو ما يمنح الذهب بعض الدعم، إذ أن ضعف العملة الأميركية عادةً ما يحسّن تنافسية المعدن المقوّم بالدولار للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة.
تداول متباين في المعادن الثمينة والصناعية
في المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت عقود الفضة بنحو 0.4% لتسجّل 38.13 دولارًا للأونصة، بينما انخفضت عقود البلاتين 0.2% إلى 1,343 دولارًا للأونصة. وفي المعادن الصناعية، تراجع النحاس القياسي في بورصة لندن بنحو 0.3% إلى 9,750.53 دولارًا للطن، كما انخفضت عقود النحاس في كومكس بالنسبة ذاتها إلى 4.4790 دولار للرطل.
وجاء الضغط على النحاس بعدما أظهرت بيانات صينية ضعفًا في الإنتاج الصناعي والاستثمار في الأصول الثابتة، ما أعاد طرح تساؤلات حول قوة الطلب لدى أكبر مستورد عالميًا للمعدن الأحمر. وإذا استمر ضعف مؤشرات النشاط في الصين، فقد يمتد التراجع إلى سلة المعادن الصناعية على نطاق أوسع.
ما الذي يعنيه ذلك لمستثمري الذهب؟
تُظهر البيئة الراهنة مزيجًا من المحفزات الدورية والهيكلية لصالح الذهب. فعلى المدى القصير، يبقى مسار سعر الذهب اليوم حساسًا لنتائج محادثات السلام وتوجيهات الفيدرالي الأميركي. أما على المدى البعيد، فتدعم تكاليف الإنتاج واتساع قاعدة الطلب الاستثماري الفرضية القائلة بأن الذهب سيتداول فوق مستويات الدورات السابقة.
مع ذلك، لا تخلو الصورة من المخاطر: فتهدئة جيوسياسية سريعة أو تشديد نقدي مفاجئ قد يضغطان على الأسعار. لذلك، يفضّل بعض المستثمرين اعتماد نهج متدرّج في بناء المراكز، مع مراقبة حاسمة لمستويات الدعم والمقاومة الفنية، وحركة الدولار وعوائد السندات الأميركية.
ما هو سعر الذهب اليوم عالميًا؟
سجّل الذهب الفوري نحو 3,348.30 دولارًا للأونصة صباح اليوم، فيما بلغت عقود أكتوبر الآجلة قرابة 3,393.97 دولارًا، مع ميل صاعد محدود بفعل الطلب على الملاذات.
لماذا ترتفع أسعار الذهب رغم البيانات الاقتصادية القوية؟
يرتفع الذهب عندما تزداد حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتوقعات تيسير السياسة النقدية. ضعف الدولار وتراجع عوائد السندات غالبًا ما يضيفان دعمًا إضافيًا للأسعار.
هل يستمر الصعود على المدى الطويل؟
تشير توقعات UBS إلى أسعار اسمية قد تقترب من 3,100 دولار بحلول 2030، مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج ومحدودية المعروض واتساع قاعدة المستثمرين.
كيف يتأثر الذهب باجتماعات جاكسون هول؟
خطاب رئيس الفيدرالي قد يغيّر تسعير الأسواق لاحتمالات خفض الفائدة؛ أي لهجة تميل للتيسير تدعم الذهب عادةً، والعكس صحيح.























