دعم أمريكا لأوكرانيا يمر بمنعطف حساس، بعدما علّقت واشنطن تسليم شحنات عسكرية حيوية إلى كييف في خضم التصعيد الروسي المكثف. القرار الأميركي يُعيد رسم موازين الحرب ويضع الجيش الأوكراني أمام واقع ميداني أكثر تعقيدًا، في وقت تسعى فيه كييف لتأمين بدائل أوروبية وإنعاش قطاعها الدفاعي المحلي.
اشتعال المواجهة بين إيلون ماسك وترامب : تهديد بوقف الدعم ودعوة إلى ثورة سياسية
واشنطن تتراجع… وكييف في موقف معقد
منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، لعبت الولايات المتحدة دور الداعم العسكري الأول لأوكرانيا. إلا أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت مؤخرًا في خفض التزاماتها العسكرية تدريجيًا، وسط إشارات إلى تحول في السياسات الخارجية للبيت الأبيض. يُعتبر دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا عنصرًا بارزًا في التغيرات على الساحة الدولية.
قرار تجميد تسليم الأسلحة يتزامن مع تكثيف الهجمات الروسية على طول جبهة تمتد أكثر من 1000 كيلومتر، وقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة يستهدف المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية.
الأسلحة المعلقة: الباتريوت على رأس القائمة
تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على منظومات الدفاع الجوي “باتريوت” الأميركية، والتي تُعد من الوسائل القليلة القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الروسية بدقة عالية.
- تكلفة الصاروخ الواحد: نحو 4 ملايين دولار
- الأزمة الحالية: تجميد التسليم بسبب قرار سياسي وليس نقصًا في المخزون
مسؤولون أوكرانيون أكدوا أن هناك وفرة عالمية من هذه الأنظمة، لكن واشنطن تتحكم في نقلها، ما يعكس ارتباط الدعم العسكري بالإرادة السياسية.
أوروبا… هل يمكنها سد الفجوة؟
في ظل توتر العلاقة مع واشنطن، يُراهن الرئيس فولوديمير زيلينسكي على تعزيز التصنيع الدفاعي المحلي عبر شراكات أوروبية.
- التركيز الحالي: الطائرات المسيّرة، وقذائف 155 ملم
- التحدي: محدودية التقنيات الأوروبية مقارنة بالأميركية
وزير الدفاع الأوكراني روستيم أوميروف أعلن عن مشروع قانون جديد لتعزيز الإنتاج العسكري محليًا ودوليًا، على أن يُعرض قريبًا على البرلمان للمصادقة.
أوروبا تتصدر لأول مرة
بحسب بيانات معهد كيل الألماني:
| الدولة/التحالف | حجم الدعم العسكري لأوكرانيا |
|---|---|
| الاتحاد الأوروبي | 85 مليار دولار (72 مليار يورو) |
| الولايات المتحدة | 77 مليار دولار (65 مليار يورو) |
ويُعد هذا أول تفوق أوروبي على الدعم الأميركي منذ بدء الغزو، مع تسجيل غياب أميركي ملحوظ في شهري مارس وأبريل 2025. قد يؤدي هذا التغير لدعم أمريكا لأوكرانيا إلى تأثيرات بعيدة المدى على المسرح السياسي العالمي.
تداعيات ميدانية متوقعة
الفراغ الناتج عن غياب أسلحة مثل:
- Patriot (الدفاع الجوي)
- AIM-7 Sparrow (جو – جو)
- Stinger (قصير المدى)
سيترك المدن الأوكرانية عرضة لضربات جوية روسية مركزة. في حين أن تأثير غياب دعم أمريكا لأوكرانيا سيُظهر تحديات استراتيجية للجانب الأوكراني.
وفي حين أن الذخائر الأساسية متوفرة في الخطوط الأمامية، يظل النقص الأبرز في العنصر البشري، ما يضع ضغوطًا إضافية على استخدام الطائرات المسيّرة والهجمات التكتيكية عن بعد.
أسعار السندات الأمريكية تتحول إلى النمط الدفاعي مع ترقب قرارات الكونغرس
الحاجة إلى دعم ثابت ومنتظم
صرّح مسؤول أوكراني لـ”أسوشيتد برس”:
“في زمن الحرب، لا شيء أكثر أهمية من تدفق الدعم العسكري دون انقطاع. لا يمكنك القتال وأنت لا تعلم ما إن كان الدعم سيصل في الشهر المقبل.”
تصريح يعكس القلق المتزايد داخل كييف من تحول الدعم الغربي إلى أداة ضغط سياسي.
الخلاصة
تعليق الدعم العسكري الأميركي يضع كييف أمام خيارات صعبة، ويعيد ترتيب التحالفات على المسرح الدولي. وبينما تسعى أوكرانيا لتوسيع إنتاجها الدفاعي وتعميق العلاقات مع أوروبا، يبقى غياب التكنولوجيا الأميركية الفائقة كمنظومة “باتريوت” فراغًا يصعب ملؤه في الوقت الراهن.
وتُعد هذه اللحظة اختبارًا فعليًا لقدرة أوكرانيا على الصمود عبر تنويع مصادرها وتعزيز صناعتها الدفاعية وسط واقع دولي متقلب.
الرسوم الجمركية الأميركية وفقدان الوظائف في إيطاليا
تنويه قانوني
المحتوى أعلاه مقدم من Gold Eagles Company لأغراض إعلامية وتحليلية فقط، ولا يمثل نصيحة سياسية أو استثمارية.
الشركة لا تتحمل أي مسؤولية عن قرارات تُتخذ استنادًا إلى هذا المقال دون استشارة متخصصة.





















