خسائر أسبوعية لأغلب البورصات الخليجية وسط ضعف أسعار النفط
جولد إيجلز – أخبار اقتصادية: أنهت أغلب البورصات الخليجية تعاملاتها الأسبوعية على تراجع ملحوظ، متأثرة باستمرار انخفاض أسعار النفط وتزايد الضغوط العالمية على شهية المخاطرة، فيما قدمت توقعات خفض الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة دعماً محدوداً لأسواق المنطقة. هذا الأداء يعكس هشاشة المزاج الاستثماري في ظل تقلبات الطاقة وارتفاع المخزونات الأميركية من الخام.
العوامل المؤثرة على البورصات الخليجية
تتجه أسعار النفط العالمية لتسجيل خسارة أسبوعية جديدة مع بقاء المعروض مرتفعاً وتسجيل المخزونات الأميركية قفزة غير متوقعة. هذه التطورات أذكت المخاوف بشأن الطلب العالمي، ما انعكس بشكل مباشر على أداء أسواق الأسهم الخليجية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحركة النفط.
على الجانب الآخر، صدرت تصريحات لعدد من مسؤولي الفيدرالي الأميركي، بينهم كريستوفر والر، أكدت تزايد احتمالات خفض معدلات الفائدة خلال اجتماع سبتمبر الجاري. هذه التوقعات عززت بعض المكاسب المحدودة في جلسات متفرقة، لكنها لم تمنع تسجيل مؤشرات رئيسية في المنطقة لخسائر أسبوعية متتالية.
السوق السعودي (تاسي)
شهد السوق السعودي بعض التحسن في آخر جلسات الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر تاسي بنسبة 0.3% يوم الخميس بعد ثمانية أيام من التراجع المتواصل. الدعم الأساسي جاء من سهم مصرف الراجحي الذي صعد 1.7% محققاً أكبر مكاسبه اليومية منذ شهرين.
أما سهم أرامكو فقد ارتفع بنسبة 0.2% بعد تقرير لوكالة رويترز أشار إلى نية الشركة بيع صكوك مقومة بالدولار الأميركي تتراوح قيمتها بين 3 و4 مليارات دولار خلال سبتمبر، في خطوة تهدف إلى دعم ميزانيتها العمومية وسط تراجع أسعار النفط.
وعلى مدار الأسبوع، تراجع المؤشر السعودي بنسبة 0.7% مسجلاً ثاني خسارة أسبوعية على التوالي، وأدنى إغلاق أسبوعي منذ أكثر من شهرين. هذا الأداء يعكس حساسية السوق لتقلبات النفط وكذلك ضغوط البيع في أسهم البنوك والطاقة.
بورصة الكويت
في الكويت، تأثر السوق الرئيسي بموجة تراجعات طالت الأسهم القيادية مثل الوطني وبيتك، اللذين انخفضا بنحو 0.8% لكل منهما في جلسة الأربعاء. وبذلك خسر مؤشر الكويت الأول 0.4% بعد جلستين من المكاسب المحدودة.
على مدار الأسبوع، ارتفع المؤشر الأول بنسبة طفيفة بلغت 0.01% فقط، في حين سجل المؤشر الرئيسي خسارة بنسبة 0.7% ليحقق ثاني تراجع أسبوعي متتالي. ويُذكر أن يوم الخميس كان عطلة رسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف، ما قلّص من أحجام التداول الأسبوعية.
بورصة قطر
في الدوحة، واصل مؤشر البورصة القطرية خسائره لينخفض بنسبة 0.4% في جلسة الخميس، متأثراً بشكل خاص بانخفاض سهم مصرف قطر الإسلامي بنسبة 1%. هذا التراجع أضاف إلى سلسلة خسائر المؤشر الذي سجل تراجعاً أسبوعياً بنسبة 1.1%، وهو ثالث خسارة أسبوعية على التوالي.
من الناحية الاقتصادية، كشفت البيانات عن انخفاض مؤشر أسعار المنتج الصناعي في قطر خلال يوليو 2025 بنسبة 10.8% على أساس سنوي، نتيجة التراجع في أسعار مجموعة التعدين واستغلال المحاجر. هذه المؤشرات تلقي بظلالها على قطاع الشركات المدرجة ذات الصلة بالمواد الأولية.
الأسواق الإماراتية
سوق أبوظبي
تراجع مؤشر فوتسي أبوظبي بنسبة 0.2% يوم الخميس متأثراً بانخفاض أسهم قيادية مثل أدنوك للغاز وأبوظبي الأول. كما خسر سهم بريسايت 2.6% بعد إعلان شركة G42، المالكة لنحو 70.5% من أسهم الشركة، أنها ستعرض حوالي 2% من حصتها للمستثمرين المؤهلين.
على مدار الأسبوع، تراجع مؤشر فوتسي أبوظبي بنسبة 0.6% ليسجل سادس خسارة أسبوعية متتالية، في إشارة إلى استمرار الضغوط البيعية على الأسهم القيادية.
سوق دبي
أما في سوق دبي المالي، فقد ارتفع المؤشر العام بنسبة 0.25% في جلسة الخميس، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض خسائره الأسبوعية التي بلغت 1.2%. هذه هي رابع خسارة أسبوعية متتالية وأكبر خسارة أسبوعية منذ منتصف يونيو، ما يعكس ضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين المحليين والأجانب.
ويُشار إلى أن يوم الجمعة كان عطلة رسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف، مما قلل من نشاط التداول في نهاية الأسبوع.
المشهد العام لأسواق الخليج
توضح حصيلة الأداء الأسبوعي أن الأسواق الخليجية ما زالت رهينة لتقلبات أسعار النفط والتحولات في السياسة النقدية العالمية. وعلى الرغم من بعض المكاسب المحدودة في جلسات متفرقة، فإن الصورة العامة تشير إلى استمرار حالة الحذر بين المستثمرين.
ويرى محللون أن الأسواق بحاجة إلى محفزات محلية قوية مثل نتائج مالية إيجابية للشركات أو خطط حكومية لدعم النمو الاقتصادي، من أجل مواجهة تأثيرات تراجع أسعار الطاقة والمخاوف العالمية بشأن الركود.
آفاق الفترة المقبلة
تتجه الأنظار في الفترة المقبلة إلى قرار الفيدرالي الأميركي بشأن خفض الفائدة، وهو ما قد ينعكس على التدفقات الرأسمالية في أسواق المنطقة. كما سيظل النفط عاملاً محورياً في تحديد اتجاه المؤشرات الخليجية، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء الذي عادة ما يشهد تقلبات في الطلب العالمي على الطاقة.
المستثمرون يترقبون أيضاً إفصاحات الشركات الكبرى في الربع الثالث من العام، والتي قد تمنح إشارات أوضح حول قدرة الأسواق على امتصاص الضغوط العالمية.
التحليل الفني
من الناحية الفنية، يظهر أن مؤشرات أسواق الخليج الكبرى كسرت مستويات دعم رئيسية خلال الأسابيع الماضية. ففي السعودية، كسر مؤشر تاسي مستوى 12,000 نقطة قبل أن يستعيد بعض القوة، بينما يظل المؤشر القطري تحت ضغط دون مستوى 10,000 نقطة. أما السوق الإماراتي فيواجه مقاومات صعبة عند مستويات قريبة من 10,300 نقطة لمؤشر أبوظبي.
ويؤكد محللون أن اختراق هذه المستويات سيكون ضرورياً لتغيير الاتجاه الهبوطي السائد حالياً.
ما سبب خسائر البورصات الخليجية هذا الأسبوع؟
السبب الرئيسي هو تراجع أسعار النفط العالمية مع زيادة المعروض وارتفاع المخزونات الأميركية، إضافة إلى حالة الحذر المرتبطة بتطورات السياسة النقدية الأميركية.
هل هناك قطاعات حققت مكاسب رغم التراجع العام؟
نعم، بعض الأسهم المصرفية في السعودية مثل مصرف الراجحي حققت مكاسب، كما ارتفعت بعض أسهم قطاع الخدمات في دبي. لكن الصورة العامة بقيت سلبية.
هل من المتوقع تحسن الأداء الأسبوع المقبل؟
يعتمد ذلك على تطورات أسعار النفط وقرار الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة. أي إشارات إيجابية قد تدعم تعافي محدود، لكن الاتجاه العام ما زال حذراً.
ختاماً، تكبدت البورصات الخليجية خسائر جماعية للأسبوع المنصرم، لتؤكد مجدداً هشاشتها أمام تذبذبات النفط والتحولات الاقتصادية العالمية. وبينما تبقى الآمال معلقة على قرارات الفيدرالي الأميركي والبيانات الاقتصادية المقبلة، فإن الأسواق بحاجة إلى محفزات داخلية قوية لاستعادة الزخم الإيجابي.
تنويه: هذا التقرير لأغراض إعلامية فقط، ولا يشكل بأي حال من الأحوال توصية استثمارية. جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات استثمارية تتخذ بناءً على ما ورد في هذا المقال.























