توقعات خفض الفائدة الأميركية تعيد الزخم إلى أسعار الذهب في السعودية
شهدت أسعار الذهب في السعودية انتعاشًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، بعد سلسلة من التراجعات التي شهدها السوق المحلي بالتزامن مع الضغوط العالمية. وارتفع سعر الذهب بمقدار ريال واحد للغرام في بعض العيارات، وسط موجة من التفاؤل لدى المستثمرين بعد صدور تقارير دولية تؤكد احتمال توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي نحو خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل بشهر سبتمبر. هذا التوجه النقدي المحتمل أعاد الأمل للمستثمرين في أسواق الذهب العالمية والمحلية على حدٍ سواء، حيث يُتوقع أن يسهم خفض الفائدة في تقليل جاذبية الأصول ذات العائد الثابت مثل السندات، مقابل زيادة الإقبال على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها الذهب. ويعد هذا التحول مهمًا في مسار أسعار الذهب في السعودية، التي ترتبط بشكل مباشر بالأداء العالمي، وتستجيب سريعًا لأي تغييرات في السياسة النقدية الأميركية.
تابع اسعار الذهب فى السعودية لحظة بلحظة
ويُرجع المحللون هذه التحركات الصعودية الخفيفة في السوق السعودي إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، من أبرزها ضعف أداء الدولار الأميركي، وتراجع عوائد السندات طويلة الأجل، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي بدت أقل تشددًا من السابق. وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأميركي إشارات مختلطة بشأن التضخم والنمو، ما يضع ضغوطًا متزايدة على صناع القرار للانتقال من سياسة التشديد إلى التيسير. وبناءً على هذه المعطيات، فإن التوقعات بخفض أسعار الفائدة تُعد حافزًا إيجابيًا لعودة أسعار الذهب إلى الارتفاع، وهو ما بدأ ينعكس فعليًا على السوق المحلي في السعودية. حيث أفادت عدة تقارير صحفية أن أسعار الذهب عيار 24 ارتفعت إلى نحو 402 ريال للغرام، مقارنة بمستوى سابق بلغ 401 ريال فقط، بينما شهد عيار 21 زيادة مماثلة إلى 351 ريال للغرام. هذه الزيادات، وإن كانت طفيفة، تُعبّر عن تحسن في المزاج الاستثماري وتحرك أولي نحو تعويض بعض الخسائر التي تكبدها السوق في الأسابيع الأخيرة.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في السعودية في إظهار تحركات إيجابية تدريجية خلال الأسابيع القادمة، خصوصًا إذا ما تم تأكيد التوجه الأميركي نحو خفض الفائدة في الاجتماع المرتقب. كما تلعب العوامل الموسمية دورًا مهمًا في دعم هذا الاتجاه، إذ تزداد عادةً معدلات الطلب على الذهب مع اقتراب موسم الحج وعيد الأضحى، ما يعزز من احتمالية صعود إضافي في الأسعار. إلى جانب ذلك، هناك حالة من القلق الجيوسياسي المستمر في عدد من المناطق حول العالم، لا سيما التوترات بين بعض القوى الإقليمية، والتي تدفع بدورها المستثمرين نحو اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين. هذا الخليط من العوامل الاقتصادية والسياسية يدفع المحللين إلى الاعتقاد بأن السوق المحلي السعودي قد يكون على مشارف دورة صعود جديدة، خصوصًا إذا ما تواصلت المؤشرات الداعمة على الساحة العالمية. ولهذا، فإن مراقبة تطورات أسعار الذهب في السعودية خلال الفترة القادمة، مع متابعة البيانات الاقتصادية الأميركية، يُعد أمرًا حيويًا لكل من المستثمرين والتجار والمستهلكين، لتحديد أفضل توقيت للشراء أو البيع والاستفادة من تقلبات السوق






















