توقعات أسعار الذهب وشهادة باول : هل يبدأ الانعكاس الصعودي قريبًا؟
تراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء بشكل حاد لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوعين، بعد أن هدأت نبرة التوتر الجيوسياسي بين إيران وإسرائيل إثر إعلان وقف إطلاق النار، بينما زادت الضغوط على المعدن النفيس بسبب لهجة التشدد التي اتسمت بها شهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، أمام الكونغرس.
المزيج بين انحسار المخاطر السياسية وتجدد الثقة بقوة الاقتصاد الأميركي دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم الدفاعية، ما تسبب في تراجع الذهب إلى مشارف 3300 دولار للأونصة.
اتفاق الهدنة يقلص الطلب على الملاذات الآمنة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب مقتضب أن “وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل أصبح ساريًا”، مؤكدًا أهمية استقرار الشرق الأوسط للسلام العالمي.
الخبر خفف من المخاوف العالمية المتعلقة بسلاسل التوريد وأمن الطاقة، خاصة بعد اعتراض الدفاعات الأميركية لصواريخ إيرانية استهدفت قاعدة في قطر دون تسجيل خسائر. وقد أدى الإعلان إلى تخفيف الطلب على الذهب كملاذ آمن، ودفع أسواق الأسهم للارتفاع، مع تراجع أسعار النفط.
رغم ذلك، لم يكن الاتفاق خاليًا من الشكوك، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي بشن ضربات محدودة ردًا على “خرق إيراني”، وهو ما نفته طهران تمامًا. لكن السوق تعامل مع هذه التطورات كجزء من عملية تهدئة تدريجية.
الذهب يتراجع وسط ثقة الفيدرالي في الاقتصاد
بينما كانت الأسواق تهضم أخبار التهدئة، استمع الكونغرس لشهادة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي أكد أن الاقتصاد الأميركي لا يزال “صلبًا”، وأن البنك المركزي سيواصل كبح التضخم، متى اقتضت الحاجة.
قال باول بوضوح:
“مهمتنا هي ألا تتحول القفزات المؤقتة في الأسعار إلى تضخم دائم… وسنُبقي توقعات التضخم تحت السيطرة”.
تصريحاته خفّضت رهانات خفض الفائدة في يوليو، ما قوّى الدولار وضغط على الذهب الذي يتحرك عادة بعكس العملة الأميركية.
تحركات السوق: الذهب يخسر بريقه مؤقتًا
- انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,338 دولارًا للأونصة.
- العقود الآجلة تراجعت 1.2% إلى 3,352 دولار.
- الأسواق تسعّر الآن احتمال خفض الفائدة في سبتمبر، وليس يوليو، وسط انقسام داخلي في الفيدرالي.
في الوقت ذاته، ارتفع احتمال خفض الفائدة في يوليو إلى 23% مقارنة بـ16% فقط قبل أسبوع، بدعم من تصريحات أعضاء مثل بومان ووالر الذين أبدوا مرونة في حال تراجع التضخم بشكل ثابت.
توقعات أسعار الذهب: إلى أين بعد هذا التراجع؟
رغم الضغط الحالي، يرى محللون أن هذا التراجع قد لا يدوم طويلًا. حيث أن عودة التوتر، أو ضعف في بيانات التضخم المرتقبة يوم الجمعة، قد يعيدان الزخم الصعودي للذهب.
البعض يرى في مستويات 3,300 دولار نقطة دعم قوية قد تُغري المتعاملين على المدى المتوسط بإعادة الدخول، خصوصًا إذا تراجعت رهانات السوق على رفع الفائدة أكثر أو ظهرت مفاجآت في تقرير الإنفاق الاستهلاكي الأميركي (PCE).
أدوات ذكية للاستفادة من حركة الذهب:
- شراء مباشر: سبائك الذهب والعملات الفعلية.
- ETF مدعومة بالذهب: وسيلة مرنة وسريعة.
- الاستثمار في أسهم شركات تعدين الذهب: ذات عائد أعلى وقت الصعود.
- سندات التعدين: خيار بعائد ثابت يصل إلى 6%.
تعرف على افضل شركات تداول الذهب
النفط يتراجع والدولار يترنح
الأسئلة الشائعة
هل يعني التراجع الحالي نهاية الاتجاه الصعودي؟
لا. بل هو تصحيح طبيعي بعد تهدئة سياسية مؤقتة. التوقعات الصعودية لا تزال قائمة على المدى المتوسط.
متى يعود الذهب للصعود؟
إذا جاءت بيانات التضخم ضعيفة أو زادت المخاطر الجيوسياسية، فمن المرجح أن يعود الذهب للارتفاع.
هل الوقت مناسب للشراء؟
للمستثمر طويل الأجل، يعتبر مستوى 3,300 دولار فرصة محتملة لبناء مركز تدريجي.
الذهب تحت الضغط الآن… لكن الاحتمالات لم تُحسم بعد
تراجع الذهب كان نتيجة مباشرة لهدنة سياسية ولتشدد الفيدرالي، لكن هذا لا يعني أن السوق فقد اتجاهه. بل ربما يمثل هذا التصحيح فرصة لمن يفكر في توقعات أسعار الذهب كجزء من إستراتيجية مالية أكثر شمولًا.





















