ترامب يفرض تعريفة على كندا: في تصعيد حاد للتوترات الاقتصادية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفة جمركية بنسبة 35% على جميع الواردات القادمة من كندا، مما يعيد إشعال حرب تجارية مع أقرب حليف للولايات المتحدة ويهدد بنسف المفاوضات التجارية الجارية بين البلدين.
تفاصيل القرار الأمريكي
أصدر ترامب قراره عبر رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الخميس، أوضح فيها أن هذه الرسوم العقابية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 1 أغسطس 2025.
وقال ترامب في الرسالة:
“إذا قررتم لأي سبب زيادة تعريفتكم الجمركية، فإن النسبة التي تختارونها ستُضاف إلى 35% التي نفرضها عليكم.”
السبب المعلن: الفنتانيل
برّر الرئيس الأمريكي قراره بأن هذه الرسوم تأتي ردًا على تهريب مادة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة عبر الحدود الشمالية مع كندا، وهو ما دفعه سابقًا إلى فرض تعريفة بنسبة 10% على كندا قبل أسابيع.
لكن بيانات رسمية صادرة عن الحكومة الكندية تكشف أن نسبة الفنتانيل المضبوط على الحدود الكندية-الأمريكية لا تتجاوز 0.1% من إجمالي ما تم ضبطه في الولايات المتحدة بين عامي 2022 و2024.
| الفترة | المضبوطات من الفنتانيل على الحدود الكندية | المضبوطات على الحدود الجنوبية |
|---|---|---|
| 2022-2024 | 59 رطلًا فقط | نحو 62,000 رطل |
ورغم ذلك، قال ترامب:
“إذا تعاونت كندا معي لوقف تدفق الفنتانيل، فسوف ننظر، ربما، في تعديل هذه الرسالة.”
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية قد تُعدّل “صعودًا أو هبوطًا حسب علاقاتنا مع بلدكم”.
العقوبات التجارية: أكثر من مجرد فنتانيل
أوضح ترامب أن الرسوم الجديدة منفصلة عن التعريفات القطاعية الأخرى التي سبق أن فرضها، وتشمل:
- 50% على منتجات الصلب والألمنيوم المستوردة.
- 25% على السيارات وقطع الغيار غير المتوافقة مع اتفاق USMCA.
- 50% على واردات النحاس (لم تدخل بعد حيز التنفيذ).
في المقابل، ردّت كندا بفرض تعريفة 25% على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، مما زاد من حدة التوترات التجارية بين الطرفين.
موقف كندا: تعاون معلن وانتقاد مبطّن
وصف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي فاز حزبه الليبرالي بالانتخابات البرلمانية في أبريل الماضي بدعم كبير من الناخبين المناهضين لترامب، الإجراءات الأمريكية بأنها “خيانة”.
وأكد توجه حكومته إلى تعزيز العلاقات مع أوروبا لتقليل اعتماد كندا على شريكها التجاري الجنوبي، قائلًا:
“نحن نبني كندا قوية.”
وفي بيان نُشر مساء الخميس على منصة X (تويتر سابقًا)، أكد كارني التزامه بـ:
- مكافحة آفة الفنتانيل في أمريكا الشمالية.
- الدفاع الصارم عن العمال والشركات الكندية خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.
دون ذكر مباشر للتعريفات
تجنّب كارني الإشارة إلى الرسوم الجمركية الجديدة في بيانه، مفضلًا التركيز على جهود توحيد الاقتصاد الكندي على مستوى الحكومة الفيدرالية والمقاطعات.
مفاوضات تجارية على المحك
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، إذ كانت الولايات المتحدة وكندا قد حددتا تاريخ 21 يوليو الجاري موعدًا مستهدفًا للتوقيع على اتفاقية تجارية جديدة.
لكن ترامب كان قد علّق المفاوضات الشهر الماضي بسبب ضريبة كندية على شركات التكنولوجيا، إلا أن كارني ألغى هذه الضريبة قبل دخولها حيز التنفيذ من أجل استئناف المحادثات.
ويُعتقد أن الإجراءات الجديدة ستُعقّد التوصل إلى اتفاق قبل الموعد المحدد، ما يزيد من الضبابية في العلاقات الاقتصادية الثنائية.
سياسات ترامب: التعريفات كأداة للضغط
ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب التعريفات الجمركية كأداة تفاوض أو وسيلة لتقليص العجز التجاري الأمريكي وتحفيز الصناعة المحلية.
وقد أعلن مؤخرًا مجموعة جديدة من الرسوم على عدة دول، في إطار ما يصفه بسياسة “أمريكا أولًا” التي أثارت الجدل مرارًا في الداخل والخارج.
عاجل: الشركات الكندية توسّع تجارتها الخارجية وسط تصعيد الرسوم الأمريكية
تأثير الخبر على الأسواق
| المحور | التأثير المتوقع |
|---|---|
| التجارة بين كندا والولايات المتحدة | تراجع محتمل في حجم التبادل التجاري بين البلدين مع تنامي مخاوف المستثمرين |
| شركات السيارات والتكنولوجيا | ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الرسوم على المكونات غير المتوافقة مع USMCA |
| قطاع المعادن والطاقة | تقلبات في أسعار الصلب والألمنيوم والنحاس على خلفية الرسوم الجديدة |
| سوق العملات | ضغط محتمل على الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي بسبب زيادة التوترات الاقتصادية |
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات والتحليلات الواردة في هذا التقرير مقدمة من شركة جولد إيجلز لأغراض إعلامية فقط، ولا تُعد توصية استثمارية أو دعوة لاتخاذ قرار مالي. يُرجى استشارة مستشار مالي معتمد قبل اتخاذ أي إجراء.






















