ترامب يصعّد الحرب التجارية بفرض الرسوم الجمركية جديدة على الصلب والألومنيوم
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة 15 أغسطس 2025، عن توسيع نطاق الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم لتشمل مئات المنتجات المشتقة. القرار، الذي سيدخل حيّز التنفيذ في 18 أغسطس، يأتي في وقت حساس بالنسبة للأسواق العالمية ويعكس استمرار التصعيد في الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة.
تفاصيل القرار الأميركي
أوضحت وزارة التجارة الأميركية، عبر إشعار رسمي في السجل الفيدرالي، أن مكتب الصناعة والأمن أضاف أكثر من 407 رموز جديدة إلى جدول التعرفة الجمركية المنسق. وتشمل القائمة منتجات تدخل في صناعات استراتيجية مثل السيارات والطائرات والأجهزة الكهربائية، وهو ما يعني أن التأثير سيمتد إلى قطاعات واسعة من الاقتصاد.
الرسوم الجديدة، التي تبلغ نسبتها 50%، ستُطبق على المنتجات المستوردة المحتوية على نسب مرتفعة من الصلب أو الألومنيوم، حتى وإن لم تكن مواد خام خالصة. وهذا يعكس توجهًا نحو حماية سلسلة الصناعات الأميركية من المنافسة الخارجية بشكل أوسع.
تصريحات ترامب: جولة جديدة من الرسوم قادمة
قال الرئيس ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” إنه يخطط لإطلاق إعلانات إضافية خلال الأسابيع المقبلة تشمل فرض رسوم على واردات أشباه الموصلات، في خطوة قد تُشعل مواجهة تجارية كبرى مع آسيا وأوروبا. وأضاف أن هذه الإجراءات تهدف إلى “ضمان استقلال الولايات المتحدة في الصناعات الحيوية”.
التأثير على الأسواق العالمية
الأسواق العالمية تفاعلت فورًا مع القرار، حيث شهدت أسعار المعادن تقلبات ملحوظة. ارتفعت أسعار عقود الألومنيوم في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1.3%، بينما ارتفعت أسعار الصلب في السوق الأميركية بأكثر من 2%. في المقابل، انخفضت أسهم بعض شركات السيارات الكبرى مثل “فورد” و”جنرال موتورز” وسط مخاوف من ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويقدّر خبراء اقتصاديون أن الرسوم قد تضيف ما بين 10 إلى 15 مليار دولار سنويًا إلى كلفة الواردات الأميركية، وهو ما قد يُترجم إلى ارتفاع الأسعار النهائية للمستهلك الأميركي خلال الأشهر المقبلة.
انعكاسات على الدول المصدّرة
من المتوقع أن تكون البرازيل وتركيا والهند من بين أبرز المتضررين، إذ تُعد من أكبر مصدّري الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة. هذه الدول قد تواجه عجزًا في الميزان التجاري إذا لم تنجح في إيجاد أسواق بديلة. في المقابل، قد تستفيد الصين وروسيا عبر عقد شراكات جديدة مع هذه الدول لتعويض جزء من الخسائر.
انعكاسات على المستهلك الأميركي
رغم أن الإدارة الأميركية تروّج للقرار باعتباره داعمًا للصناعة المحلية، إلا أن المستهلك قد يتحمل العبء الأكبر. فالسيارات والأجهزة الكهربائية والمنازل قد ترتفع أسعارها بسبب زيادة تكاليف المواد الخام. وتشير التقديرات إلى أن متوسط سعر السيارة الأميركية قد يرتفع بما يتراوح بين 500 و800 دولار خلال العام المقبل.
خلفية عن الرسوم الجمركية الأميركية
الولايات المتحدة فرضت للمرة الأولى رسومًا جمركية على الصلب والألومنيوم في عام 2018 خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، بحجة حماية الأمن القومي. ومنذ ذلك الوقت، دخلت في سلسلة من النزاعات التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي. ورغم بعض التفاهمات المؤقتة، إلا أن الإدارة الأميركية واصلت الاعتماد على التعرفة الجمركية كأداة ضغط سياسي واقتصادي.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون أن يؤدي القرار الجديد إلى تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وشركائها الرئيسيين، وقد يدفع منظمة التجارة العالمية إلى التدخل إذا تلقت شكاوى رسمية من الدول المتضررة. كما أن استمرار فرض الرسوم قد يزيد الضغوط التضخمية داخل الولايات المتحدة، في وقت يحاول فيه الفيدرالي الأميركي السيطرة على أسعار الفائدة.
زاوية تحليلية: أرقام تكشف حجم التأثير
بحسب بيانات وزارة التجارة الأميركية، بلغت واردات الصلب والألومنيوم المشتقة أكثر من 85 مليار دولار في عام 2024. ومع فرض رسوم بنسبة 50%، فإن تكلفة هذه الواردات قد ترتفع بنحو 42 مليار دولار إضافية. هذا الرقم يعكس حجم العبء المتوقع على الشركات المستوردة والمستهلكين النهائيين، خاصة إذا أضيفت رسوم على الرقائق الإلكترونية التي تُقدّر وارداتها بأكثر من 150 مليار دولار سنويًا.
الاقتصاديون يحذرون من أن هذا النهج قد يؤدي إلى “حرب رسوم مفتوحة” مع الشركاء التجاريين، مما قد يؤثر سلبًا على النمو العالمي ويزيد من احتمالية الركود في بعض الاقتصادات الناشئة.
ما الهدف من فرض الرسوم الجمركية على منتجات الصلب والألومنيوم؟
تقول إدارة ترامب إن الهدف هو حماية الصناعات الأميركية وضمان الأمن القومي عبر تقليل الاعتماد على الواردات المعدنية.
متى يبدأ تنفيذ القرار الجديد؟
تدخل الرسوم الموسعة حيّز التنفيذ اعتبارًا من يوم الاثنين 18 أغسطس 2025.
ما أبرز المنتجات التي ستتأثر بالرسوم؟
تشمل القائمة منتجات السيارات، أجزاء الطائرات، الأجهزة الكهربائية، والأدوات المنزلية المحتوية على الصلب أو الألومنيوم.
هل سترتفع أسعار السلع في أميركا؟
نعم، من المتوقع ارتفاع أسعار السيارات والأجهزة الاستهلاكية بسبب زيادة تكاليف الإنتاج.
هل هناك خطط لرسوم جديدة غير الصلب والألومنيوم؟
أشار الرئيس ترامب إلى احتمال فرض رسوم على واردات أشباه الموصلات خلال الأسابيع المقبلة.
تنويه: هذا التقرير لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل نصيحة استثمارية. يجب على القراء استشارة مستشار مالي قبل اتخاذ أي قرارات مالية.






















