تراجع المؤشرات الأوروبية في بداية الجلسة .. وسهم H&M يقفز 9%
شهدت المؤشرات الأوروبية في بداية تعاملات جلسة الخميس 25 سبتمبر 2025 حالة من التراجع الملحوظ، وسط أجواء حذرة تسيطر على الأسواق العالمية. وجاء هذا الأداء المتباين بالتزامن مع ترقب المستثمرين صدور بيانات اقتصادية مهمة من الولايات المتحدة، تتعلق بكل من طلبات إعانة البطالة والناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى تصريحات مؤثرة من مسؤولي البنوك المركزية.
أداء المؤشرات الأوروبية عند الافتتاح
سجّل مؤشر ستوكس 600 الأوسع نطاقاً انخفاضاً بنحو 0.5% ليصل إلى مستوى 550 نقطة، ما يعكس حالة القلق التي تخيّم على المستثمرين. وفي بريطانيا، تراجع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.4% مسجلاً 9215 نقطة، متأثراً بضعف أداء أسهم السلع الاستهلاكية والقطاع المصرفي.
أما في فرنسا، فقد هبط مؤشر كاك 40 بنحو 0.6% ليستقر عند 7783 نقطة، في حين انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.4% مسجلاً 23562 نقطة. هذا التراجع يعكس الضغوط الناجمة عن تباطؤ الطلب الصناعي والمخاوف بشأن النمو العالمي.
سهم H&M يقفز بعد نتائج أرباح قوية
في مقابل الأداء السلبي العام، برز سهم شركة الأزياء السويدية H&M الذي قفز بأكثر من 9% خلال بداية التداولات. جاءت هذه المكاسب بدعم من إعلان الشركة تسجيل أرباح فصلية أعلى من توقعات المحللين في الربع الثالث من العام، ما دفع قطاع التجزئة الأوروبي للصعود بنسبة 0.6%.
وتمثل هذه النتائج الإيجابية نقطة تحول مهمة لشركة H&M، التي واجهت خلال السنوات الماضية تحديات مرتبطة بالمنافسة القوية وتغيّر سلوك المستهلك. وتشير المكاسب الحالية إلى عودة الثقة في قدرة الشركة على التكيف مع ظروف السوق وتوسيع حضورها الرقمي.
قرارات البنوك المركزية وتأثيرها على الأسواق
على صعيد السياسة النقدية في أوروبا، أبقى البنك المركزي السويسري أسعار الفائدة عند المستويات الصفرية كما كان متوقعاً. ويأتي هذا القرار في إطار سعيه لدعم الاقتصاد المحلي في ظل حالة عدم اليقين التي تفرضها الأوضاع العالمية.
من جهة أخرى، ينتظر المستثمرون صدور بيانات ثقة المستثمرين في كل من ألمانيا وفرنسا. وفي تقرير حديث، أوضحت مؤسسة GfK ومعهد نورنبرغ لقرارات السوق (NIM) أن الاتجاه التنازلي في مناخ المستهلك الألماني قد توقف بفضل تحسن توقعات الدخل، وهو ما يخفف من الضغوط التضخمية ويعزز القدرة الشرائية للأسر.
ترقب بيانات أميركية مؤثرة
الأنظار تتجه كذلك نحو الولايات المتحدة حيث يترقب المتعاملون بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى جانب القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي. ومن المتوقع أن تكون لهذه البيانات انعكاسات قوية على حركة الأسواق العالمية، لاسيما في ظل التوتر القائم حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية.
وكان رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قد صرّح هذا الأسبوع بأن مخاوف تباطؤ سوق العمل تتجاوز المخاطر المرتبطة بجمود التضخم. هذا التوجه دفع البنك المركزي إلى تنفيذ أول خفض لمعدل الفائدة هذا العام، ما زاد من حالة الحذر لدى المستثمرين.
انعكاسات على الذهب والعملات
التطورات الأوروبية والأميركية انعكست بشكل مباشر على أسواق السلع والعملات. فقد استقر الذهب قرب مستوى 3734 دولار للأونصة، وسط إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة في ظل حالة الغموض. في الوقت نفسه، ظل الدولار الأميركي متماسكاً أمام معظم العملات الرئيسية بانتظار نتائج البيانات الأميركية.
قطاع التجزئة في دائرة الضوء
أداء سهم H&M اللافت يعكس مدى أهمية قطاع التجزئة الأوروبي في دعم المؤشرات، خاصة مع تزايد المنافسة من منصات التجارة الإلكترونية. ويُتوقع أن تواصل الشركات الكبرى في هذا القطاع الاستثمار في التحول الرقمي وتبني استراتيجيات جديدة لمواجهة التغيرات في سلوك المستهلكين.
الرؤية المستقبلية للأسواق الأوروبية
رغم التراجع الحالي، يرى محللون المؤشرات الأوروبية المؤشرات الأوروبية أن الأسواق الأوروبية قد تجد دعماً إذا ما أظهرت البيانات الأميركية إشارات على استقرار النمو. كما أن أي تحسن في مؤشرات ثقة المستهلك في أوروبا سيسهم في تخفيف الضغوط السلبية. ومع ذلك، يبقى الحذر هو السمة الأساسية للمرحلة الحالية في ظل الضبابية التي تكتنف قرارات السياسة النقدية عالمياً.
خاتمة
باختصار، تعكس بداية جلسة الخميس حالة من التباين الواضح في المؤشرات الأوروبية، حيث طغى اللون الأحمر على معظم القطاعات، باستثناء قطاع التجزئة الذي استفاد من الأداء القوي لسهم H&M. ومع استمرار ترقب بيانات أميركية وأوروبية مؤثرة، تبقى الأسواق عرضة لتقلبات حادة خلال الفترة المقبلة.
لماذا تراجعت المؤشرات الأوروبية اليوم؟
تراجعت المؤشرات الأوروبية نتيجة حالة الحذر بين المستثمرين وترقب بيانات اقتصادية أميركية مهمة، إضافة إلى الضغوط من تباطؤ الطلب الصناعي وتباين ثقة المستهلك.
ما سبب ارتفاع سهم H&M بنسبة 9%؟
قفز سهم H&M بعد إعلان الشركة عن أرباح فصلية فاقت توقعات المحللين، ما أعاد الثقة بقدرتها على مواجهة التحديات في قطاع الأزياء والتجزئة.
كيف أثرت قرارات البنوك المركزية على الأسواق؟
ثبت المركزي السويسري أسعار الفائدة عند الصفر، بينما في الولايات المتحدة أعلن الفيدرالي أول خفض للفائدة هذا العام، ما أثر بشكل مباشر على حركة الأسواق الأوروبية والعالمية.
ما التوقعات المستقبلية للمؤشرات الأوروبية؟
يرى المحللون أن أي تحسن في البيانات الأميركية أو ثقة المستهلك الأوروبية قد يدعم المؤشرات، لكن الأسواق ستظل متقلبة بسبب الضبابية المتعلقة بالسياسات النقدية العالمية.
تنويه: منصة جولد إيجلز لا تتحمل أي مسؤولية عن القرارات الاستثمارية المبنية على هذا المحتوى، ويُنصح دائماً بالرجوع إلى مستشار مالي معتمد قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.






















