تراجع الدولار الأمريكي اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 في تعاملات السوق العالمية، وسط تصاعد المخاوف من تداعيات سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب الاقتصادية، بعد تصريحات نارية أدت إلى توترات تجارية جديدة مع عدد من الشركاء الدوليين. هذا التراجع في الدولار الأمريكي يأتي مع تزايد قلق المستثمرين بشأن العجز المالي الأميركي المتفاقم، ما أدى إلى ضغوط واسعة على العملة الخضراء في أسواق الصرف العالمية.
تقرير الوظائف يدفع العقود الآجلة للارتفاع رغم تراجع رهانات خفض الفائدة
الرئيس دونالد ترامب أعلن أنه سيبدأ بإرسال رسائل إلى شركاء تجاريين رئيسيين لفرض تعريفات جديدة قد تصل إلى 70% بدءًا من الأول من أغسطس، ما أعاد سيناريو الحروب التجارية إلى الواجهة. هذا الوضع زاد من حذر المستثمرين تجاه تحركات العملة الأمريكية وللأسف ساهم في تراجع الدولار الأمريكي.
مشروع قانون ترامب يربك الأسواق ويهز الدولار
مجلس النواب الأمريكي مرر مشروع “القانون الجميل الكبير”، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية واسعة وزيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي. الخطوة، رغم أنها وُصفت من قبل الجمهوريين بأنها انتصار اقتصادي، أثارت جدلًا حادًا بسبب تقديرات ترجّح إضافة أكثر من 3.4 تريليون دولار إلى العجز خلال عشر سنوات، مما يعزز تراجع الدولار الأمريكي ويرفع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي فوق 125%.
القانون يتضمن أيضًا إعفاءات ضريبية جديدة تشمل إلغاء الضرائب على الإكراميات وخصومات على العمل الإضافي، لكنه في المقابل يفرض خفضًا كبيرًا في تمويل الرعاية الصحية والبرامج الاجتماعية، ويمنح أكثر من 46 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود.
الديمقراطيون عارضوا القانون بشدة، محذرين من تداعيات اجتماعية واقتصادية طويلة الأجل، بينما رأى الجمهوريون فيه استكمالًا لوعود الرئيس المتعلقة بالنمو الاقتصادي وتعزيز الأمن الداخلي.
بيانات الوظائف تُهدئ الأسواق مؤقتًا.. لكن الدولار لا يصمد
رغم صدور تقرير قوي عن الوظائف في يونيو، أظهر إضافة 147 ألف وظيفة وانخفاض معدل البطالة إلى 4.1%، فإن هذه الأرقام لم تنجح في دفع الدولار الأمريكي للتماسك. تراجع الدولار الأمريكي استمر حيث المستثمرون سارعوا لتقليص رهاناتهم على خفض قريب في أسعار الفائدة، خاصة أن الفيدرالي لا يزال ينتظر إشارات واضحة لتراجع التضخم وسوق العمل.
وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت صعّد من لهجته تجاه الاحتياطي الفيدرالي، قائلًا إن معدلات الفائدة الحالية “مرتفعة جدًا”، وإن أي تأخير في الخفض الآن قد يضطر المركزي الأمريكي إلى اتخاذ خطوات أكثر حدة في سبتمبر.
الهند ترد.. ومؤشر الدولار يفشل في التعافي
في سياق متصل، أعلنت الهند نيتها فرض تعريفات انتقامية على سلع أمريكية بعد قرار واشنطن بفرض رسوم جمركية على السيارات وقطع الغيار. التحرك الهندي يضيف مزيدًا من الضغوط على الدولار ويزيد من مخاوف المستثمرين بشأن استقرار سلاسل الإمداد العالمية مما يساهم في تراجع الدولار الأمريكي.
فنيًا، فشل مؤشر الدولار (DXY) في تجاوز حاجز 97.00 مجددًا، ليتراجع باتجاه الدعم 96.30، وسط غياب الزخم الصعودي واستمرار الضغوط البيعية. ويظل السيناريو السلبي قائمًا ما لم يتم كسر المقاومة الفنية عند 97.20 بشكل واضح.
تنويه :
جميع المعلومات الواردة في هذا التقرير لأغراض إعلامية فقط، ولا تمثل بأي شكل توصية استثمارية أو دعوة لاتخاذ قرارات مالية. تخلي مجموعة جولد إيجلز مسؤوليتها الكاملة عن أي نتائج مترتبة على استخدام هذا المحتوى.





















