تراجع المؤشرات الأوروبية وسط ضغوط من أسهم البنوك والقطاع المالي
شهدت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء تراجعاً ملحوظاً، متأثرة بالخسائر التي سجلتها وول ستريت الليلة الماضية، وبخاصة أسهم البنوك والمؤسسات المالية، في وقت حدّت فيه مكاسب قطاع الدفاع من حدة التراجعات.
أداء المؤشرات الأوروبية
انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.3% ليصل إلى 552.87 نقطة، وسط خسائر طالت معظم البورصات الإقليمية. وجاء المؤشر الإيطالي في صدارة التراجعات بفعل الضغوط على أسهم القطاع المصرفي.
كما تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.1% مسجلاً 23567.76 نقطة، فيما انخفض مؤشر كاك الفرنسي 0.3% ليصل إلى 7840.64 نقطة. أما مؤشر فوتسي 100 البريطاني فقد هبط بنسبة 0.2% ليستقر عند 9199.50 نقطة.
البنوك والقطاع المالي تحت الضغط
تعرضت البنوك الأوروبية لضغوط كبيرة، حيث هبطت أسهم “دويتشه بنك” الألماني و”باركليز” البريطاني و”سوسيتيه جنرال” الفرنسي و”سايبدانك” الدنماركي بأكثر من 1% لكل منها. كما تراجع المؤشر الفرعي للخدمات المالية بنسبة 1.1%، مما يعكس حالة من القلق لدى المستثمرين تجاه القطاع المالي في القارة.
يُعزى هذا الضغط إلى المخاوف المتعلقة بارتفاع تكاليف الاقتراض، وتزايد التحديات أمام البنوك الأوروبية في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم في بعض الدول.
أسهم الدفاع تتماسك بدعم التصريحات السياسية
في المقابل، سجلت أسهم قطاع الدفاع مكاسب بلغت 0.8%، وذلك عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أكد فيها أن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع أراضيها المحتلة من روسيا، داعياً كييف إلى التحرك الآن. هذا الدعم السياسي رفع معنويات المستثمرين في الشركات المرتبطة بالتصنيع العسكري والدفاعي.
تأثير وول ستريت وتصريحات الفيدرالي
كانت المؤشرات الرئيسية في الأسواق الأميركية قد تراجعت الليلة الماضية بعدما استوعب المستثمرون تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول، والتي لم تحمل إشارات واضحة بشأن مسار أسعار الفائدة المقبلة. هذا الغموض أدى إلى زيادة حالة الحذر في الأسواق العالمية، وانعكس بشكل مباشر على تداولات البورصات الأوروبية.
تحركات فردية لافتة
من بين أبرز الأسهم الفردية، انخفض سهم شركة “لانكسس” الألمانية بنسبة 5.2% بعد أن قام “دويتشه بنك” بخفض توصيته تجاه شركة الكيماويات المتخصصة من “شراء” إلى “احتفاظ”. هذه الخطوة أثارت مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الشركة في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصناعي.
عوامل اقتصادية مؤثرة
يأتي هذا التراجع في وقت تترقب فيه الأسواق الأوروبية مجموعة من البيانات الاقتصادية، من بينها معدلات التضخم ومؤشرات مديري المشتريات، والتي ستحدد بشكل كبير اتجاه السياسات النقدية المقبلة للبنك المركزي الأوروبي.
كما يتابع المستثمرون التطورات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وتأثيرها على أسعار الطاقة، التي تشكل بدورها عاملاً محورياً في أداء الاقتصادات الأوروبية.
انعكاسات على المستثمرين
يشير محللون إلى أن استمرار الضغوط على البنوك الأوروبية قد يدفع المستثمرين نحو القطاعات الدفاعية أو الملاذات الآمنة مثل الذهب، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن أسعار الفائدة الأميركية.
في المقابل، فإن أي مؤشرات إيجابية من جانب بيانات الاقتصاد الأوروبي قد تسهم في تقليص الخسائر وتحفيز تعافي الأسهم خلال الجلسات المقبلة.
يبقى المشهد في الأسواق الأوروبية متقلباً، حيث تتداخل العوامل الاقتصادية مع التطورات السياسية والجيوسياسية. وبينما يشكل القطاع المصرفي مصدر قلق، فإن قطاع الدفاع يوفّر بعض التوازن. ومع انتظار المستثمرين للمزيد من الإشارات من البنوك المركزية والبيانات الاقتصادية، يظل الحذر هو السمة الأبرز لتعاملات الفترة الحالية.
ما سبب تراجع المؤشرات الأوروبية اليوم؟
السبب الرئيسي هو الضغوط على أسهم البنوك والقطاع المالي، بالإضافة إلى التأثر بخسائر وول ستريت وتصريحات الفيدرالي الأميركي.
أي القطاعات سجلت مكاسب في البورصات الأوروبية؟
قطاع الدفاع كان الاستثناء الأبرز، حيث سجل مكاسب بدعم من تصريحات سياسية تتعلق بالحرب في أوكرانيا.
هل تصريحات الفيدرالي الأميركي تؤثر على الأسهم الأوروبية؟
نعم، الأسواق مترابطة، وأي غموض في سياسات الفيدرالي الأميركي ينعكس على ثقة المستثمرين في أوروبا والعالم.
ما التوقعات للفترة المقبلة؟
يعتمد المسار القادم للأسواق على بيانات التضخم الأوروبية، وسياسات البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية.
تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، ولا يمثل بأي حال توصية استثمارية. منصة جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات استثمارية تُتخذ بناءً على المعلومات الواردة فيه.






















