لماذا الآن؟ قراءة في خلفيات القرار

يُسجَّل لحقبة بريستو قيادته اندماج 2019 بين باريك ورانغولد وتثبيت نموذج تشغيلي أكثر انضباطاً في رأس المال. وخلال تلك الفترة، أفصحت الشركة عن إعادة 6.7 مليار دولار للمساهمين وتقليص صافي الدَّين بنحو 4 مليارات دولار، ما مكّن باريك من دخول دورة ذهب ونحاس أكثر توازناً مالياً. ومع اكتمال حيّز معتبر من أهداف الدمج وإعادة تشكيل المحفظة، يبدو تعيين هيل مؤشراً على انتقال مؤسسي مُنظّم أكثر منه تغييراً جذرياً في الاتجاه.

رئيس مجلس الإدارة جون ثورنتون أشاد بإسهامات بريستو في تقوية المحفظة وترسيخ مكانة باريك كأحد أكبر مُنتجي الذهب والنحاس عالمياً، مؤكداً أن “كفاءة هيل وخبرته ومعرفته العميقة بالشركة ستضمن الحفاظ على الزخم”. الرسالة الضمنية للمستثمرين: لا تغيير مفاجراً في الاستراتيجية، واستمرارية عملياتية خلال البحث عن الرئيس التنفيذي الدائم.

من هو مارك هيل؟ المسار والخبرة

يمتاز هيل بخليط من الخبرات التشغيلية والاستراتيجية. فقد بدأ مسيرته في مجالات تطوير الشركات والاندماجات والاستحواذات، قبل أن يتقدم إلى قيادة مشاريع رأسمالية ضخمة في مواقع متعددة. وفي باريك، عمل على إعادة تشكيل محفظة الأصول ومواءمة أولويات رأس المال مع عوائد نقدية للمساهمين وانضباط في التكاليف. هذا المزيج يجعله مُهيّأً لقيادة مرحلة انتقالية تتطلب قرارات تشغيلية سريعة دون التفريط بانضباط الميزانية.

ما الذي يُميّز نمط قيادته؟

• تركيز على الانضباط الرأسمالي: اختيار المشاريع ذات العائد الأعلى وتقليص الهدر.
• حسّ تشغيلي ميداني: خبرة واسعة في أقاليم متعددة ذات بيئات تنظيمية وجيولوجية متباينة.
• تكامل الذهب والنحاس: فهم لديناميكيات الطلب طويل الأجل على المعادن الاستراتيجية.

ماذا تعني الخطوة لمستثمري باريك؟

عادةً ما تُثير تغييرات القيادة العليا تساؤلات قصيرة الأجل حول استمرارية الاستراتيجية وإدارة المخاطر، لكن وجود هيل من داخل المنظومة يُقلّص “مخاطر التنفيذ” التي ترافق التعيينات الخارجية. وتؤكد الشركة أنها تعمل وفق التوقعات السنوية التي وُضعت مع نتائج الربع الثاني الصادرة في 11 أغسطس 2025، بما يعكس ثقة الإدارة في المسار التشغيلي والمالي للعام.

على المدى المتوسط، يظل تقييم السهم رهناً بعوامل ثلاثة:

• الانضباط الإنتاجي والتكلفة: الحفاظ على مستويات إنتاج مدعومة بهوامش قوية رغم تقلبات أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد.
• تخصيص رأس المال: الموازنة بين توزيعات المساهمين وتمويل النمو العضوي والمشاريع البُنيوية.
• جيوسياسة الموارد: إدارة المخاطر التنظيمية والضريبية عبر 18 دولة وخمس قارات.

المحفظة العالمية: ستة مناجم Tier One وطموح النحاس

تُدير باريك عمليات تعدين واستكشاف وتطوير في 18 دولة عبر خمس قارات، وتضم محفظتها ستة مناجم Tier One للذهب، وهي فئة تُشير عادة إلى الأصول ذات الحجم الكبير والتكلفة المنخفضة وطول عمر المنجم. كما تُعد الشركة أكبر مُنتج للذهب في الولايات المتحدة، مع توسع مُطّرد في سلسلة النحاس للاستفادة من التحوّل العالمي نحو الكهربة والطاقة النظيفة.

هذا التوازن بين الذهب كملاذ والنحاس كسلعة نمو يمنح باريك موقعاً فريداً في الدورة السلعية؛ إذ يتيح تحوّطاً طبيعياً بين تقلبات الطلب الصناعي على النحاس وحساسيات الذهب تجاه أسعار الفائدة والمخاطر الكلية.

البحث عن الرئيس التنفيذي الدائم: ما المتوقع زمنياً ومضموناً؟

ترأس لجنة البحث بريت هارفي، وتعمل بالتعاون مع شركة استقطاب تنفيذية لتقييم مرشحين داخليين وخارجيين. عادةً ما تستغرق مثل هذه العمليات بضعة أشهر، مع تركيز على:

• سجل تشغيلي قوي في أصول كبيرة ومتعددة الأقاليم.
• قدرة على تخصيص رأس المال في بيئة فوائد متقلبة وأسعار طاقة متغيرة.
• حسّ استراتيجي تجاه النحاس وتقنيات التعدين منخفضة الانبعاثات.

وحتى اكتمال العملية، يُتوقع أن يواصل هيل الحفاظ على الانضباط التشغيلي وتثبيت مسار المشاريع الجارية دون إحداث تحولات حادة في التوجه.

تداعيات أوسع على قطاع الذهب والنحاس

تُعَدّ باريك مؤشراً قيادياً ضمن أسهم التعدين الكبرى؛ لذا يمكن لانتقال القيادة فيها أن يُعيد فتح النقاش حول تخصيص الأوزان في الصناديق القطاعية، خصوصاً تلك التي توازن بين الذهب والنحاس. كما قد يُشجّع مستثمرين نشطين على مراقبة إشارات مبكرة تتعلق بـمراجعات التوجيه أو الانضباط في التكاليف خلال الربعين المقبلين.

خلاصة

يعكس تعيين Mark Hill رئيساً تنفيذياً مؤقتاً في باريك رغبة مجلس الإدارة في استمرارية التنفيذ مع مواصلة البحث المُحكَم عن قائد دائم. ومع سجل قوي في ضبط الميزانية وتوزيع العوائد وتقليص الديون خلال سنوات بريستو، تمتلك الشركة قاعدة متينة لمرحلة انتقالية هادئة نسبياً. ستتمحور عوامل المتابعة حول ثبات توجيهات 2025، وأداء أصول Tier One، وتقدم مشروعات النحاس، إلى جانب أي مؤشرات مبكرة على توجهات القيادة الدائمة المقبلة.