انخفاض الدولار قبل بيانات أميركية وقمة ألاسكا بين ترامب وبوتين
انخفاض الدولار الأميركي خلال تعاملات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025، وسط حذر شديد من المستثمرين قبل صدور بيانات اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة، بينما يترقب العالم القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا. هذه التطورات مجتمعة تضع العملة الأميركية تحت ضغط، في وقت تشهد فيه عملات رئيسية أخرى مثل الين الياباني واليورو أداءً قوياً بدعم من مؤشرات اقتصادية إيجابية.
ضغط على الدولار قبل بيانات أسعار الواردات
تشهد الأسواق اليوم حالة من الترقب لصدور بيانات أسعار الواردات الأميركية، وهي مؤشر مهم على اتجاه التضخم في البلاد. تأتي هذه البيانات بعد تقارير أظهرت هذا الأسبوع ارتفاعاً مفاجئاً في مؤشر أسعار المنتجين، ما يعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفدرالي قد يتجه إلى خفض سعر الفائدة قريباً.
وفقاً لتقديرات أسواق المال، هناك احتمال بنسبة تصل إلى 95% أن يقوم الفدرالي بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه الشهر المقبل. هذه التوقعات تزيد الضغوط على سعر الدولار، خاصة في ظل بحث المستثمرين عن ملاذات آمنة أو بدائل استثمارية تحقق عائداً أعلى.
كما أن استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، خاصة مع اقتراب قمة ألاسكا، يدفع المستثمرين إلى التحوط وتقليل حيازاتهم من العملة الأميركية، انتظاراً لما ستسفر عنه التطورات السياسية والاقتصادية.
تفوق الين الياباني بدعم من بيانات النمو
سجل الين الياباني مكاسب قوية أمام الدولار، مرتفعاً بنسبة 0.56% إلى 146.94 ين للدولار. ويأتي هذا الارتفاع بعد صدور بيانات رسمية أظهرت نمو الاقتصاد الياباني بوتيرة أسرع من المتوقع خلال الربع الثاني من العام، مدعوماً بصادرات قوية على الرغم من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً.
إلى جانب البيانات الاقتصادية، حصل الين على دفعة إضافية من تصريحات وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي قال إن بنك اليابان قد يكون “متأخراً” في مواجهة التضخم. وعلى الرغم من توقعات المحللين بأن يتجاهل البنك المركزي الياباني هذه التصريحات، فإن الأسواق فسرت الأمر كإشارة على أن العملة اليابانية قد تواصل الاستفادة من الفجوة في السياسات النقدية بين طوكيو وواشنطن.
اليورو يستفيد من توقعات التهدئة في أوكرانيا
ارتفع اليورو بنسبة 0.37% إلى 1.1689 دولار، وسط آمال بأن تسفر قمة ترامب وبوتين عن بوادر لخفض التصعيد في الصراع الأوكراني. يرى محللون أن أي اتفاق مبدئي على تهدئة الوضع قد يكون له أثر طويل الأمد على العملة الأوروبية الموحدة.
خبير العملات الأجنبية في بنك ING، فرانشيسكو بيسول، قال إن الأسواق قد تشهد رد فعل أكبر في سعر اليورو مقارنة بالدولار إذا تم إحراز أي تقدم سياسي، مشيراً إلى أن المستثمرين يفضلون الاحتفاظ باليورو في حال تحسن التوقعات الجيوسياسية في القارة الأوروبية.
الإسترليني والدولار الأسترالي في المنطقة الخضراء
واصل الجنيه الإسترليني مكاسبه، مرتفعاً بنسبة 0.20% إلى 1.3553 دولار، مستفيداً من تحسن البيانات الاقتصادية البريطانية مؤخراً وتراجع الضغوط التضخمية. كما صعد الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% إلى 0.6508 دولار أميركي، بدعم من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق.
تراجع اليوان الصيني بعد بيانات مخيبة
انخفض اليوان الصيني عن أعلى مستوى له في أسبوعين، بعد صدور بيانات اقتصادية أظهرت تباطؤاً في النشاط الصناعي وتراجع مبيعات التجزئة مقارنة بالتوقعات. هذا التراجع ألقى بظلاله على ثقة المستثمرين في أداء الاقتصاد الصيني، وأدى إلى بعض عمليات البيع في سوق العملات الآسيوية.
ترقب عالمي لقمة ألاسكا بين ترامب وبوتين
تحظى القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين في ولاية ألاسكا باهتمام واسع من الأسواق العالمية، خاصة مع تزامنها مع تطورات اقتصادية مهمة في الولايات المتحدة. ورغم أن التوقعات بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لا تزال محدودة، فإن مجرد انعقاد القمة يبعث برسالة إيجابية للأسواق حول إمكانية استئناف الحوار بين الطرفين.
يرى محللون أن أي بيان مشترك أو اتفاق مبدئي على خطوات عملية لخفض التوتر قد ينعكس بشكل مباشر على أسعار العملات، خاصة اليورو والين، فيما قد يواجه الدولار الأميركي مزيداً من الضغوط إذا فسرت الأسواق هذه التطورات على أنها تقلل من جاذبيته كملاذ آمن.
خلفية عن وضع الدولار في الفترة الأخيرة
شهد الدولار الأميركي تقلبات ملحوظة في الأشهر الأخيرة، متأثراً بمزيج من العوامل الداخلية والخارجية. فمن جهة، تؤدي التوقعات بخفض الفائدة إلى تراجع العائد على الأصول المقومة بالدولار، ما يقلل من جاذبيته للمستثمرين الأجانب. ومن جهة أخرى، تؤثر التطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية على تدفقات رؤوس الأموال نحو الولايات المتحدة.
كما أن تحركات أسعار السلع، وخاصة النفط والذهب، تؤثر بشكل غير مباشر على سعر الدولار، إذ تميل العملة الأميركية إلى الانخفاض في أوقات ارتفاع أسعار السلع المقومة بها، والعكس صحيح.
ما أبرز أسباب انخفاض الدولار اليوم؟
تراجع الدولار اليوم بسبب مزيج من العوامل، منها توقعات خفض الفائدة الأميركية، وصدور بيانات تضخم مرتفعة، بالإضافة إلى حذر الأسواق قبل قمة ترامب وبوتين التي قد تحمل تطورات جيوسياسية مؤثرة.
هل يمكن أن تؤثر قمة ألاسكا على أسواق العملات؟
نعم، فالقمة قد تشهد مناقشات حول تهدئة الصراع في أوكرانيا، وإذا أسفرت عن أي بوادر إيجابية، فقد يدعم ذلك اليورو والين ويضغط على الدولار.
ما توقعات الفائدة الأميركية في الاجتماع المقبل؟
تتوقع الأسواق بنسبة 95% أن يخفض الاحتياطي الفدرالي الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو ما قد يزيد من الضغوط على العملة الأميركية في المدى القصير.






















