انخفاض أسعار الذهب عالميًا بعد تقرير الوظائف الأمريكي.. هل انتهى صعود الذهب؟

تتناول هذه المقالة أسعار الذهب عالميًا وتأثيرها على الأسواق المالية.

شهدت أسعار الذهب عالميا اليوم تراجعًا ملحوظًا بعد صدور تقرير الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أظهر بيانات غير متوقعة حول التوظيف، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 139,000 وظيفة خلال شهر مايو، وهو ما تجاوز توقعات بعض المحللين. هذا الارتفاع في الوظائف ألقى بظلاله مباشرة على حركة الذهب، حيث انخفضت الأسعار بأكثر من 1%، لتتداول الأونصة دون مستوى 3,350 دولارًا، بعد أن كانت قد لامست مستويات قياسية في الأيام السابقة.

ما علاقة تقرير الوظائف بأسعار الذهب؟

الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين، خصوصًا في أوقات التباطؤ الاقتصادي أو عند انخفاض ثقة الأسواق في الأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات. وعادةً ما يرتفع سعر الذهب عندما تكون هناك توقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، لأنه لا يُدرّ عوائد ثابتة مثل السندات، فيُصبح أكثر جاذبية عند انخفاض الفائدة.

ولكن مع صدور تقرير وظائف قوي كهذا، تعززت الثقة بأن الاقتصاد الأمريكي ما زال قويًا، مما قلل من احتمالية أن يُقدم البنك الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في المدى القريب. هذه التوقعات أثرت سلبًا على شهية المستثمرين تجاه الذهب، فبدأت عمليات البيع لجني الأرباح، ما أدى إلى تراجعه.

هل يستمر التراجع أم هي فرصة للشراء؟

محللون فنيون واقتصاديون يرون أن التراجع الحالي للذهب قد يكون مؤقتًا، خصوصًا وأن هناك عوامل أخرى تدعم استقرار أو حتى ارتفاع سعر الذهب مستقبلًا، مثل:

• استمرار التوترات الجيوسياسية في عدد من مناطق العالم.
• توقعات بتباطؤ اقتصادي في أوروبا وآسيا.
• ارتفاع التضخم في بعض الاقتصادات الناشئة.

وبالتالي، فإن التراجع الحالي قد يكون بمثابة “تصحيح صحي” للسوق، وقد يُشكّل فرصة جيدة للشراء بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل.

نصائح للمستثمر العربي:

• إن كنت مستثمرًا في الذهب الفعلي (كالسبائك أو الجنيهات)، لا داعي للقلق من التراجعات قصيرة المدى.
• المتداولون عبر الإنترنت في منصات العقود مقابل الفروقات (CFDs) يمكنهم الاستفادة من الحركة السعرية هبوطًا وصعودًا، لكن عليهم توخي الحذر من التقلبات السريعة.
• تابع المؤشرات الاقتصادية الأمريكية والعالمية، فكل بيان له تأثير مباشر على تحركات الذهب.

سوق الذهب اليوم يتعرض لتصحيح نتيجة بيانات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة. لكنه لا يزال يحمل فرصًا كبيرة، لا سيما في ظل التحديات الجيوسياسية والتضخمية العالمية. التراجع قد يكون مؤقتًا، والمستثمر الذكي هو من يحسن قراءة الإشارات.