النفط يرتفع مع تراجع مخاوف تخمة المعروض العالمي
جولد إيجلز – أخبار الطاقة: عادت أسعار النفط إلى الارتفاع في تعاملات الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، بعد أن هدأت المخاوف من تخمة المعروض العالمي، مدعومة بزيادةٍ أقل من المتوقع في إنتاج تحالف أوبك+، ما أعاد الثقة للأسواق ودفع المستثمرين إلى التمسك بمراكزهم الشرائية.
ارتفاع محدود في أسعار النفط
سجّل خام برنت ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 65.59 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة مماثلة إلى 61.80 دولاراً للبرميل، مواصلاً مكاسبه التي تجاوزت 1% في الجلسة السابقة بعد إعلان «أوبك+» زيادة إنتاجها بمقدار 137 ألف برميل يومياً فقط اعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني.
هذا القرار جاء معاكساً لتوقعات السوق التي كانت تُرجّح عودة أسرع للإمدادات، مما ساهم في دعم الأسعار وإزالة بعض الضبابية حول توازن العرض والطلب في الربع الأخير من العام.
تحالف أوبك+ يرسل إشارة حذرة للأسواق
يرى محللون لدى بنك آي إن جي (ING) أن قرار المجموعة يُظهر استمرار نهجها الحذر في إدارة السوق النفطية، رغم التحديات الاقتصادية وضعف النمو العالمي. وأوضح البنك أن زيادة الإنتاج المحدودة تشير إلى أن التحالف لا يزال يراقب عن كثب تطورات الطلب، خصوصاً مع تزايد احتمالات تسجيل فائض بالإمدادات في الربع الرابع من 2025 وفي العام المقبل.
ومنذ بداية العام، رفعت «أوبك+» إنتاجها المستهدف بأكثر من 2.7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 2.5% من الطلب العالمي، ما يجعل أي قرارات لاحقة أكثر حساسية لتطورات السوق.
العوامل الجيوسياسية تدعم أسعار النفط
إلى جانب قرارات «أوبك+»، تلقّت أسعار النفط دعماً من التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على مسارات الإمدادات، خاصةً في أوروبا الشرقية. فقد أدى استمرار النزاع بين روسيا وأوكرانيا إلى زيادة المخاطر حول تدفقات الطاقة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال مصدران في القطاع إن مصفاة «كيريشي» الروسية أوقفت بعض وحداتها الإنتاجية بعد تعرضها لهجوم بطائرات مسيّرة في الرابع من أكتوبر، ما أدى إلى اندلاع حريق استدعى عمليات صيانة يُتوقع أن تستمر نحو شهر كامل، وهو ما زاد من احتمالات تقلص الإمدادات الروسية مؤقتاً.
ضغوط محتملة من المعروض والاقتصاد العالمي
ورغم المكاسب الأخيرة، ما زال بعض المحللين يحذرون من أن أسعار النفط قد تواجه ضغوطاً تصحيحية في الأسابيع المقبلة، نتيجة احتمالات زيادة الإمدادات من منتجين خارج «أوبك+» مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، إضافة إلى ضعف متوقع في الطلب العالمي.
وتؤدي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة وتباطؤ النشاط الصناعي في آسيا وأوروبا إلى تقليص توقعات النمو، ما قد يعمّق من فائض المعروض خلال الشتاء. كما يتخوّف المستثمرون من أن تراجع الطلب على الوقود الصناعي والنقل قد يعيد الأسواق إلى مرحلة من التشبّع النسبي.
تحليل الأسواق: موازنة دقيقة بين العرض والطلب
تُظهر البيانات أن سوق النفط العالمية تقف حالياً عند نقطة توازن دقيقة، حيث تسعى «أوبك+» إلى تجنّب أي تقلبات حادة قد تؤدي إلى انهيار الأسعار، وفي الوقت نفسه، تحاول الحفاظ على حصة سوقية قوية وسط منافسة المنتجين المستقلين.
ويرى مراقبون أن المستويات الحالية حول 65 دولاراً للبرميل قد تمثل «نقطة توازن مريحة» لكلٍّ من المنتجين والمستهلكين، خصوصاً في ظل جهود التحالف لإبقاء الأسعار مستقرة ضمن نطاق مقبول يحافظ على إيرادات الدول المنتجة ويمنع التضخم من التفاقم عالمياً.
توقعات الخبراء: صعود محدود ومخاطر قائمة
يتوقع محللو الطاقة استمرار التداولات في نطاق ضيق خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمالات صعود تدريجي إذا بقيت الإمدادات مقيدة. كما أشار تقرير من وكالة «رويترز» إلى أن التوترات الجيوسياسية المستمرة قد تضيف ما بين 2 إلى 3 دولارات على الأسعار في المدى القصير، ما لم تحدث انفراجة دبلوماسية سريعة في ملفي روسيا وأوكرانيا.
في المقابل، يحذر آخرون من أن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، إلى جانب الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين، قد يضغط على الطلب الصناعي ويكبح أي مكاسب قوية في السوق.
مؤشرات فنية
من الناحية الفنية، تظهر الرسوم البيانية أن خام برنت يجد دعماً رئيسياً عند مستوى 64.80 دولاراً للبرميل، بينما يشكّل مستوى 66.50 دولاراً مقاومة قوية. واختراق هذا المستوى قد يفتح المجال لاختبار حاجز 68 دولاراً، في حين أن الهبوط دون 64 دولاراً سيعيد الضغوط البيعية للسوق.
رغم الأجواء الحذرة، تبقى أسعار النفط متماسكة نسبياً بفضل مزيج من القرارات المنضبطة لتحالف «أوبك+» والعوامل الجيوسياسية التي تُبقي المخاطر ماثلة أمام المتعاملين. ويبدو أن السوق دخلت مرحلة من «الاستقرار المائل للصعود»، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة على صعيد الإمدادات أو السياسات التجارية.
ما السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط اليوم؟
السبب الرئيسي هو إعلان تحالف «أوبك+» زيادة محدودة في الإنتاج أقل من المتوقع، مما هدأ المخاوف من وفرة المعروض ودعم الأسعار.
هل يمكن أن تواصل أسعار النفط الصعود في المدى القصير؟
من المحتمل أن تواصل الأسعار الارتفاع بشكل محدود إذا بقيت الإمدادات مقيدة واستمرت التوترات الجيوسياسية دون حلول واضحة.
ما أبرز المخاطر التي قد تضغط على أسعار النفط؟
أبرز المخاطر تشمل ضعف النمو الاقتصادي العالمي، وتراجع الطلب الصناعي، وزيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في «أوبك+».
ما نطاق التداول المتوقع لخام برنت خلال الأسابيع المقبلة؟
يتوقع المحللون أن يتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 64 و68 دولاراً للبرميل، مع ميل طفيف نحو الصعود.
إخلاء مسؤولية: لا تمثل هذه المادة توصية استثمارية. “جولد إيجلز” غير مسؤولة عن أي قرارات مالية تُتخذ بناءً على محتواها.






















