العقود الآجلة لمؤشر TSX مستقرة بعد تسجيل المؤشر مستوى قياسي جديد

شهدت العقود الآجلة لمؤشر TSX في كندا تداولات مستقرة صباح الخميس، بعد أن أغلق المؤشر الرئيسي عند مستوى قياسي جديد في الجلسة السابقة، مدعوماً بارتفاع أسعار الذهب وتماسك أسهم قطاع التعدين، بينما تظل أنظار المستثمرين معلّقة على تداعيات الإغلاق الحكومي الأميركي واحتمالات استمرار خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

مؤشر TSXالمؤشر الكندي يواصل تسجيل القمم

ارتفع مؤشر S&P/TSX المركب في الجلسة الماضية بنسبة 0.3% ليغلق عند 30,107.67 نقطة، متجاوزاً قمته التاريخية المسجلة يوم الثلاثاء. هذا الأداء عززه قطاع المواد الأساسية، وخاصة شركات التعدين، حيث واصل الذهب صعوده نحو مستويات قياسية جديدة وسط بحث المستثمرين عن الملاذات الآمنة.

دور الذهب في دعم السوق

أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 0.4% لتتداول قرب 3,881 دولاراً للأوقية، بينما صعدت العقود الآجلة لشهر ديسمبر إلى أكثر من 3,906 دولاراً. استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي عزز الطلب على المعدن النفيس، في وقت يترقب فيه المستثمرون المزيد من قرارات خفض الفائدة الفيدرالية هذا العام.

العلاقة بين الذهب والفيدرالي الأميركي

مع ضعف بيانات سوق العمل الأميركية وتزايد القلق بشأن تباطؤ التوظيف، يميل المستثمرون لتسعير خفض إضافي للفائدة في الاجتماعين المتبقيين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية 2025. هذه التوقعات جعلت الذهب أكثر جاذبية، وبالتالي انعكس ذلك إيجاباً على أداء الأسهم الكندية المرتبطة بالمعادن الثمينة.

الإغلاق الحكومي الأميركي يلقي بظلاله

تواصل الحكومة الأميركية إغلاقها منذ الأربعاء بعد فشل الكونغرس في إقرار التمويل اللازم. ويُتوقع أن تتعطل خدمات حيوية مثل مراقبة الطيران وجهود الإغاثة من الكوارث، فيما تأجل نشر بيانات التوظيف الرئيسية المنتظرة. الرئيس دونالد ترامب صعّد الموقف بتهديده بقطع التمويل عن الولايات الديمقراطية وطرد آلاف الموظفين الفيدراليين بشكل دائم.

انعكاسات على الأسواق

رغم أن عمليات الإغلاق الحكومي تاريخياً لم تترك أثراً كبيراً على الاقتصاد، إلا أن طول فترة التوقف هذه المرة قد يفاقم من التباطؤ. التقديرات السابقة أظهرت أن أطول إغلاق حدث خلال الفترة 2018-2019 وتسبب بخسائر تقارب 11 مليار دولار.

الفيدرالي والوظائف في بؤرة الاهتمام

إلى جانب تأثير الإغلاق، أظهرت بيانات تقرير ADP تراجعاً حاداً في التوظيف بالقطاع الخاص هو الأكبر منذ عامين ونصف. كما أشار تقرير الوظائف الشاغرة الأخير إلى ارتفاع طفيف في الطلب مقابل تراجع وتيرة التوظيف. هذه الإشارات عززت الرهانات على خفض إضافي للفائدة لدعم النمو.

وول ستريت مستقرة رغم التحديات

العقود الآجلة الأميركية واصلت استقرارها قرب مستويات قياسية، إذ ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.4% فيما أغلق S&P 500 على مستوى قياسي جديد للجلسة الرابعة على التوالي. الأسواق الأميركية أظهرت قدرة على تجاهل الإغلاق، مع تركيزها أكثر على توقعات السياسة النقدية.

قطاع الأدوية في دائرة الضوء

في المشهد القطاعي، استمر اهتمام الأسواق بأسهم شركات الأدوية بعد إعلان Pfizer عن اتفاق مع الرئيس ترامب لخفض أسعار الأدوية ضمن برنامج “ميديكيد” مقابل إعفاءات جمركية. هذا الاتفاق فتح الباب أمام شركات أخرى للحذو حذوها، مما انعكس إيجاباً على أداء القطاع ككل.

تراجع أسعار النفط

في المقابل، واصلت أسعار النفط خسائرها، حيث تراجع خام برنت بنسبة 0.5% إلى 65.01 دولاراً للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس إلى 61.46 دولاراً. الضغوط جاءت من توقعات زيادة إنتاج أوبك+ إضافة إلى تأثيرات الإغلاق الحكومي على توقعات الطلب العالمي.

الرهان على مدة الإغلاق

مؤشرات المراهنة على موقع Polymarket رجّحت أن يستمر الإغلاق بين أسبوع وأسبوعين، بينما الاحتمال الأكبر لإغلاق أطول وصل إلى 34% فقط حتى الآن، وسط رهانات تجاوزت 1.2 مليون دولار.

OpenAI يتصدر المشهد التكنولوجي

على صعيد الشركات العالمية، لفتت الأنظار صفقة بيع أسهم ثانوية رفعت تقييم شركة OpenAI إلى 500 مليار دولار، لتتجاوز بذلك قيمة SpaceX التابعة لإيلون ماسك والمقدرة بـ400 مليار دولار. هذا الحدث رسّخ مكانة الشركة المطوّرة لـ ChatGPT كأكبر شركة ناشئة في العالم من حيث القيمة.

خلاصة وتوقعات

يبدو أن العقود الآجلة لمؤشر TSX ستظل مستقرة في المدى القريب مع دعم قوي من الذهب، في حين يمثل الإغلاق الحكومي الأميركي متغيراً رئيسياً قد يعيد تشكيل توقعات السوق. ومع ارتفاع الرهانات على خفض الفائدة، يستمر المستثمرون في البحث عن فرص آمنة، وهو ما يمنح الأسواق الكندية ميزة نسبية في الوقت الحالي.

تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية فقط، ولا يشكل بأي حال توصية استثمارية. موقع “جولد إيجلز” غير مسؤول عن أي قرارات استثمارية تُتخذ بناءً على ما ورد فيه.