العقود الآجلة لمؤشر TSX ترتفع بعد إغلاق قياسي جديد للمؤشر الرئيسي
واصلت العقود الآجلة لمؤشر TSX الزخم الصاعد في مستهل جلسة الأربعاء، بعد أن سجل مؤشر S&P/TSX المركب إغلاقاً قياسياً جديداً، مدفوعاً بمكاسب الطاقة وتطورات لافتة في أسهم التعدين، بينما تبقى الأنظار معلقة على بيانات التضخم الأمريكية ومسار الفائدة الاتحادية.
أشارت تحركات ما قبل الافتتاح إلى ارتفاع طفيف في العقود القياسية على مؤشر S&P/TSX 60 بنحو 0.1%، ممتدةً مكاسب جلسة الثلاثاء التي شهدت تقدّم المؤشر المركب بنسبة 0.1% ليغلق عند 29,063.01 نقطة، متجاوزاً القمة القياسية السابقة المسجلة نهاية الأسبوع الماضي. ويعكس هذا الأداء مزيجاً من العوامل المحلية والعالمية؛ فمن جهة عززت موجة شراء على أسهم الطاقة شهية المخاطرة في سوق تورونتو، ومن جهة أخرى ساعدت توقعات خفض الفائدة الأمريكية على دعم المزاج الإيجابي عبر الأصول الحساسة للدورة الاقتصادية.
الطاقة تقود المكاسب في كندا مع ارتداد أسعار النفط
قاد قطاع الطاقة الارتفاعات بعد صعود أسعار الخام، إذ استفادت الشركات المدرجة في تورونتو من تحسن معنويات المستثمرين تجاه المعروض العالمي. وارتفع خام برنت إلى قرابة 67 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى نحو 63 دولاراً، في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة في الشرق الأوسط، إلى جانب نقاشات غربية حول تشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية. هذا التحسن السعري انعكس فوراً على مؤشرات القطاع في كندا نظراً للترابط الوثيق بين هوامش الربحية وأداء أسعار النفط.
صفقة اندماج مرتقبة تُشعل أسهم التعدين
خطف قطاع التعدين الأضواء بعد قفزة حادة في أسهم Teck Resources بلغت نحو 11.5%، أعقبت إعلان خطة اندماج مع Anglo American لتشكيل عملاق نحاس جديد. وتأتي الصفقة ضمن موجة إعادة تموضع عالمي في سلاسل المعادن الاستراتيجية، حيث يدفع التحول الطاقي والذكاء الاصطناعي الطلب على النحاس والمعادن مؤشر TSX الصناعية إلى الواجهة. هذه الأخبار عززت شهية المستثمرين تجاه شركات الموارد الأساسية في بورصة تورونتو، ورفعت التوقعات بمرحلة اندماجات واستحواذات أوسع في الصناعة.
وول ستريت: أداء متباين قبل بيانات التضخم… و«أوراكل» تتصدر
على الجانب الأمريكي، بدت العقود الآجلة للأسهم متباينة مع اقتراب صدور أول دفعة من بيانات التضخم هذا الأسبوع. ارتفعت عقود ناسداك وستاندرد آند بورز نسبة طفيفة، بينما تراجعت عقود داو جونز بشكل محدود. وظلت المعنويات مدفوعة بتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة خلال اجتماع 16-17 سبتمبر، خاصة بعد المراجعات الهبوطية لبيانات الوظائف الأمريكية للأشهر الماضية والتي عكست فتوراً أعمق بسوق العمل.
في المقابل، قفز سهم Oracle بأكثر من 28% في تعاملات ما قبل الافتتاح بعد توجيهات قوية لدفع الإيرادات المستقبلية عبر خدمات البنية السحابية المعززة بالذكاء الاصطناعي. ويقرأ المستثمرون هذه الإشارات بوصفها دليلاً على رسوخ الطلب على البنى التحتية منخفضة التكلفة والقابلة للتوسع، ما يمنح أسهم البرمجيات ثقلاً داعماً للمؤشرات. أما Apple فسجلت تراجعاً طفيفاً بعد الكشف عن سلسلة iPhone 17 بما فيها النسخة فائقة النحافة «iPhone Air»، مع تسعير يتماشى إجمالاً مع توقعات السوق.
العقود الآجلة لمؤشر TSX بين سندان التضخم ومطرقة الفائدة
تركز المتداولون اليوم على صدور مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يليه مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) غداً، لقياس مدى ثبات الضغوط السعرية. السيناريو الأساسي يشير إلى قراءة سنوية مستقرة لمؤشر المنتجين عند 3.3%، لكن أي مفاجأة صعودية قد تعقّد مهمة الفيدرالي الذي يوازن بين شقّي تفويضه: استقرار الأسعار والتوظيف الكامل. بالنسبة للسوق الكندية، ينعكس مسار السياسة النقدية الأمريكية بشكل غير مباشر عبر تكلفة التمويل وحركة الدولار، ما يؤثر على أسهم النمو وكذلك شركات السلع المقومة عالمياً.
الذهب يحافظ على بريقه قرب قمم تاريخية
حافظ الذهب على تداولاته قرب أعلى مستوياته التاريخية بعد أن لامس ذروة عند 3,674 دولاراً للأونصة، مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة وطلب الملاذات الآمنة وسط الاضطرابات مؤشر TSX مؤشر TSX الجيوسياسية. وفي حين يقلّص تراجع العوائد الحقيقية تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، فإن الزخم القوي منذ بداية العام—بدعم من سياسات تجارية عالمية متقلبة وطلب رسمي متين—يبقي المعدن الأصفر في قلب مشهد التحوّط للمحافظ الاستثمارية.
النفط: توازن حساس بين المخاطر الجيوسياسية والإمدادات
ارتفعت الأسعار بفعل توترات الشرق الأوسط ومناقشات الغرب حول تشديد القيود على النفط الروسي، إلى جانب إشارات سياسية بفرض تعريفات أعلى على مستوردي الطاقة الروسية. ومع أن كبار المشترين مثل الهند والصين أبدوا مقاومة لتغيير مواقفهم سريعاً، إلا أن مجرّد تصاعد الخطاب قد يعيد تسعير علاوة المخاطر. بالنسبة للأسهم الكندية، أي دعم مستدام للنفط يترجم عادةً إلى مكاسب نسبية في مؤشرات تورونتو بفضل الوزن الكبير لقطاع الطاقة.
صورة أوسع: لماذا تهمّك حركة العقود الآجلة لمؤشر TSX؟
تُعد العقود الآجلة لمؤشر TSX بوصلة مبكرة لاتجاه الجلسة الكندية، إذ تعكس مزاج المستثمرين تجاه مزيج فريد من القطاعات: الطاقة والمعادن والصناعات والمالية والتكنولوجيا. وفي مرحلة تشهد انتقال القيادة بين قطاعات النمو والدورة، يوفر الأداء السابق للإغلاق القياسي أرضية نفسية مهمة، لكن استدامة المسار الصاعد ستظل رهينة تفاعل الأسواق مع بيانات التضخم وخريطة الفائدة الأمريكية، إضافةً إلى ديناميكيات السلع الأساسية.
خلاصة
يبقى المشهد الكندي متفائلاً بحذر: دعم من النفط والموارد، وزخم من أخبار الاندماج في التعدين، وإشارات قوية من وول ستريت في أسهم التكنولوجيا والسحابة. لكن اختبار التضخم خلال 48 ساعة المقبلة قد يحدّد إن كان الزخم سينعطف إلى جني أرباح مؤقت أم يواصل الدفع نحو قمم جديدة. إلى أن تتضح القراءة، يبدو أن ملف المخاطر يميل لصالح الأصول الدورية والسلعية في بورصة تورونتو، مع اعتماد كبير على المسار الذي سيرسمه الاحتياطي الفيدرالي للفائدة خلال اجتماع سبتمبر.
ما الذي يدعم ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر TSX اليوم؟
زخم قياسي في الإغلاق السابق، صعود أسعار النفط، وقفزة في أسهم التعدين على خلفية صفقة اندماج كبرى، إلى جانب تفاؤل بمسار الفائدة الأمريكية.
كيف تؤثر بيانات التضخم الأمريكية على سوق كندا؟
تؤثر عبر قناة السياسة النقدية الأمريكية والدولار والعوائد، ما ينعكس على تكلفة التمويل وتقييمات أسهم النمو والسلع المقومة بالدولار.
لماذا يُعد قطاع الطاقة محورياً لمؤشر TSX؟
لأن وزنه النسبي كبير في المؤشر، ما يجعل تحركات أسعار النفط مؤثرة بصورة مباشرة على أداء المؤشر الكندي.























