العقود الآجلة لمؤشر TSX ترتفع بشكل طفيف مع تقييم الأسواق للاتفاق التجاري الأميركي الصيني
سجلت العقود الآجلة لمؤشر TSX الكندي ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات الخميس، مع سعي المستثمرين لتقييم تداعيات الاتفاق التجاري الجديد بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب قراءة الأسواق لقرارات الفدرالي الأميركي الأخيرة ونتائج شركات التكنولوجيا العملاقة التي ما تزال تحرّك المزاج العام للأسواق العالمية.
مكاسب محدودة للعقود الآجلة مع استمرار الحذر في بورصة تورونتو
بحلول الساعة 11:56 بتوقيت غرينتش، ارتفع عقد مؤشر S&P/TSX 60 القياسي بنحو نقطتين أو بنسبة 0.1%، في إشارة إلى حالة من الهدوء النسبي في شهية المخاطرة عقب جلسة متقلبة يوم الأربعاء شهدت تراجع المؤشر الرئيسي لبورصة تورونتو بنسبة 0.9% إلى مستوى 30,144 نقطة.
هذا التراجع جاء بعد قيام بنك كندا بخفض توقعاته للنمو الاقتصادي لعام 2025 إلى 1.2% مقارنة بـ1.8% في يناير، بالتزامن مع إشارته إلى أن دورة التيسير النقدي قد تكون في مراحلها الأخيرة بعد خفض الفائدة إلى أدنى مستوى في ثلاث سنوات.
مؤشر TSX
الأسواق الأميركية بين الفدرالي ونتائج الشركات
على الجانب الآخر من الحدود، تحركت العقود الآجلة الأميركية بشكل متباين؛ إذ انخفضت عقود داو جونز بنحو 0.3%، بينما استقرت عقود S&P 500 وناسداك 100 حول مستوياتها، وسط تقييم المستثمرين لقرار الفدرالي الأميركي بخفض الفائدة مجددًا بمقدار 25 نقطة أساس لتستقر بين 3.75% و4.00%.
وأشار رئيس الفدرالي، جيروم باول، إلى أن الخطوات المقبلة غير محسومة، مؤكدًا أن البنك المركزي “يبحر في ضباب من الإشارات المتباينة”، ما عكس ترددًا واضحًا في توقعات الأسواق بشأن مزيد من التخفيضات هذا العام.
مؤشر TSX
تصريحات الفدرالي تربك التوقعات المستقبلية
قال باول إن التضخم لا يزال يشكّل مصدر قلق رغم التحسن النسبي في بعض المؤشرات، بينما بدأت سوق العمل تُظهر علامات تباطؤ ملموسة. ووفقًا لمحللي بنك “ING”، فإن الطريق ما يزال مفتوحًا أمام خفض إضافي في ديسمبر، مع توقع استمرار تراجع الدولار الأميركي في 2026 إذا واصلت البنوك المركزية الأخرى سياسات التيسير.
مؤشر TSX
ترامب وشي جين بينغ.. لقاء “إيجابي وغامض”
شكّل اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في طوكيو نقطة تركيز رئيسية للأسواق، حيث وصف ترامب الاجتماع بأنه “ممتاز ومذهل”، لكنه لم يقدم تفاصيل دقيقة حول كيفية تخفيف التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
وأشار ترامب إلى أنه يرى توقيع اتفاق “قريب جدًا”، مضيفًا أن المفاوضات لم تواجه أي عقبات حقيقية، وأنه سيزور الصين في أبريل لتوقيع الاتفاق النهائي. كما أكد أن واشنطن ستخفض التعريفة المفروضة على الفنتانيل الصيني إلى 10%، مقابل التزام بكين بالحد من تدفقات هذه المادة إلى السوق الأميركية.
مؤشر TSX
أسواق المعادن والسلع تترقب التطورات
وفي خطوة لطمأنة الأسواق، قال ترامب إن هناك “اتفاقًا سنويًا” سيتم توقيعه مع الصين لتأمين إمدادات المعادن النادرة، بينما أعلنت بكين استعدادها لاستئناف شراء المنتجات الزراعية الأميركية وخاصة فول الصويا. لكن غياب الأرقام المحددة والتفاصيل الواضحة أبقى حالة من الحذر لدى المستثمرين، ما انعكس على أداء الأسهم السلعية في كندا.
الذهب يستعيد بريقه بعد أربعة أيام من التراجع
بعد سلسلة خسائر استمرت لأربعة أيام، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.3% لتصل إلى 3,980 دولارًا للأونصة، مستفيدة من خفض الفائدة الأميركي ومن غياب الوضوح حول تفاصيل الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، وهو ما أعاد للمعدن الأصفر بعض جاذبيته كملاذ آمن.
وكانت الأسعار قد تراجعت الأسبوع الماضي من مستويات قياسية تجاوزت 4,300 دولار للأونصة بسبب موجة من جني الأرباح، لكن المستثمرين عادوا جزئيًا إلى الذهب مع استمرار الضبابية بشأن مسار السياسة النقدية العالمية.
أسعار النفط تتجه نحو خسائر شهرية ثالثة
في المقابل، تراجعت أسعار النفط مجددًا رغم بوادر التهدئة التجارية، حيث انخفض خام برنت إلى 63.95 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 60.14 دولارًا، مسجلين خسائر تفوق 3% خلال أكتوبر، لتكون ثالث خسارة شهرية على التوالي بفعل القلق من تخمة المعروض.
ويراقب المستثمرون باهتمام اجتماع تحالف أوبك+ المرتقب في 2 نوفمبر، والذي من المتوقع أن يشهد إعلان زيادة جديدة في الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا لشهر ديسمبر، في خطوة قد تُبقي الأسعار تحت ضغط إضافي.
قطاع التكنولوجيا يقود المشهد الأميركي
في وول ستريت، استمرت شركات التكنولوجيا الكبرى في جذب الأنظار. فقد قفزت أسهم Nvidia بنسبة 3% لتواصل مسيرة تاريخية جعلت الشركة أول كيان في العالم يتجاوز قيمته السوقية حاجز 5 تريليونات دولار، مدعومًا بالطلب القوي على الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.
أما شركة Google الأم «ألفابت»، فقد أعلنت عن قفزة في الأرباح بنسبة 33% إلى نحو 35 مليار دولار خلال الربع الثالث بفضل نمو الإعلانات السحابية، بينما قالت Microsoft إنها ستضاعف عدد مراكز بياناتها خلال عامين لتلبية الطلب غير المسبوق على خدمات الذكاء الاصطناعي.
إنفاق Meta يثير القلق
في المقابل، تراجعت أسهم Meta Platforms المالكة لإنستغرام في التعاملات المبكرة بعد إعلانها نيتها زيادة الإنفاق على مشاريع الذكاء الاصطناعي الطموحة، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن العائدات المستقبلية على هذه الاستثمارات الضخمة.
تقييم عام: الأسواق بين تفاؤل حذر وواقع معقد
يبدو أن المزاج العام في الأسواق الكندية والعالمية يتأرجح بين التفاؤل الحذر والشك المنهجي. فبينما تمنح التطورات الإيجابية في العلاقات الأميركية الصينية دفعة نفسية للأسواق، تبقى حالة الغموض التي تحيط بمستقبل السياسات النقدية والأسعار العالمية للطاقة والسلع مؤثرة بشكل كبير على اتجاهات المستثمرين.
وفي كندا تحديدًا، تواجه الشركات المدرجة في مؤشر TSX مزيجًا من العوامل المعقدة: ضغوط أسعار النفط والغاز، تقلبات الذهب والمعادن، وتشديد السياسات المالية المحلية. ومع أن ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر TSX اليوم يبدو محدودًا، فإنه يعكس رغبة المستثمرين في اختبار الهدوء قبل موجة جديدة من البيانات الاقتصادية والأرباح خلال نوفمبر.
تحليل
تلخص جلسة اليوم مزيج التحديات التي تواجه الأسواق العالمية: اتفاق تجاري لم تتضح ملامحه بعد، فدرالي أميركي متردد بين التضخم والركود، وأسعار نفط تبحث عن توازن جديد بين العرض والطلب، بينما يستمر قطاع التكنولوجيا في دفع مؤشرات الأسهم إلى مستويات غير مسبوقة رغم مخاوف الفقاعة.
وبينما تشير المؤشرات إلى إمكانية استمرار الدعم النسبي لـالعقود الآجلة لمؤشر TSX على المدى القصير، إلا أن أداء المؤشر في الأسابيع المقبلة سيعتمد إلى حد كبير على مدى وضوح السياسات الاقتصادية في كندا وأميركا، وعلى استجابة الأسواق العالمية لموجة التغييرات المقبلة في أسعار الفائدة والنفط.
ما الذي يدعم ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر TSX في الوقت الحالي؟
يعود الدعم الرئيسي إلى التهدئة في العلاقات التجارية بين أميركا والصين، وإلى توقعات استمرار سياسة الفائدة المنخفضة في كندا والولايات المتحدة، إلى جانب قوة بعض أسهم قطاع التكنولوجيا.
هل من المتوقع استمرار ارتفاع مؤشر TSX؟
يتوقف ذلك على استقرار أسعار النفط والذهب ووضوح السياسات النقدية، لكن استمرار تدفق الاستثمارات إلى أسهم التكنولوجيا والمعادن قد يوفر دعمًا للمؤشر في المدى القصير.
كيف أثّر قرار الفدرالي الأميركي الأخير على الأسواق الكندية؟
خفض الفائدة الأميركي يدعم شهية المخاطرة نسبيًا، لكنه في الوقت نفسه يزيد من تقلبات الدولار الكندي، ما يؤثر في أداء الأسهم والسلع المرتبطة بالتصنيع والطاقة.






















