العقود الآجلة لمؤشر TSX تتراجع بعد إغلاق المؤشر عند مستوى قياسي جديد
مؤشر TSX يسجل إغلاقًا تاريخيًا جديدًا
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر TSX الكندي بشكل طفيف في تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد أن أنهى المؤشر المركّب لبورصة تورونتو تعاملات الاثنين عند مستوى قياسي جديد بلغ 30,531.88 نقطة، بارتفاع نسبته 0.2%، ليواصل مكاسبه للجلسة السابعة على التوالي مدفوعًا بزخم الأسواق العالمية والارتفاع القوي في أسعار الذهب.
وبحلول الساعة 10:34 صباحًا بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P/TSX 60 القياسي بنحو 3 نقاط أو ما يعادل 0.2%، وسط عمليات جني أرباح محدودة عقب سلسلة من المكاسب القوية التي رفعت المؤشر إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخه.
زخم وول ستريت يدعم البورصة الكندية
جاء الأداء الإيجابي لبورصة تورونتو مدعومًا بموجة التفاؤل القادمة من وول ستريت، حيث حققت المؤشرات الأميركية الرئيسية — وعلى رأسها ستاندرد آند بورز 500 وناسداك — إغلاقات قياسية جديدة مدفوعة باتفاق تاريخي بين شركتي AMD وOpenAI، يقضي بتزويد صانعة الرقائق الأميركية مجموعة الذكاء الاصطناعي بوحدات معالجة متطورة مقابل حصة تبلغ 10% من أسهم الشركة.
وقد قفز سهم AMD بأكثر من 23.7% خلال الجلسة، مما ساهم في دفع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات (SOX) للارتفاع بنسبة تقارب 2.9%. وأشارت مؤسسة Capital Economics في مذكرة تحليلية إلى أن «الطفرة في أسهم الذكاء الاصطناعي لم تبلغ نهايتها بعد رغم الارتفاعات الكبيرة المسجلة»، في حين حذّر محللو Citi من احتمالات جني أرباح بعد المكاسب المتسارعة في أسواق الأسهم العالمية.
التوتر السياسي في واشنطن يلقي بظلاله
ورغم التفاؤل السائد، لا تزال الأسواق الأميركية تواجه حالة من الترقب بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الذي دخل أسبوعه الأول، ما تسبب في تأجيل نشر بيانات اقتصادية مهمة يحتاجها الاحتياطي الفيدرالي لتقييم المسار المستقبلي للفائدة.
ورغم ذلك، من المقرر أن تُنشر بعض المؤشرات الثانوية مثل مسح توقعات المستهلكين الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى جانب تصريحات مرتقبة من عدد من مسؤولي البنك المركزي، إلا أن غياب البيانات الرسمية يجعل الأسواق أكثر حساسية تجاه التصريحات السياسية من البيت الأبيض والكونغرس.
تصريحات ترامب تفتح باب التهدئة السياسية
وفي هذا السياق، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه مستعد للتفاوض مع الديمقراطيين حول ملف دعم الرعاية الصحية، مما أعطى بصيص أمل بانفراجة محتملة للأزمة الحالية في واشنطن. ورحّب المستثمرون بهذا التطور باعتباره إشارة إلى إمكانية تجنّب مزيد من التعطّل الحكومي الذي قد ينعكس سلبًا على الأسواق.
تسلا تثير الترقب قبل إعلان جديد
وفي ملف الشركات، لفتت الأنظار تصريحات حول نية شركة تسلا الكشف عن نسخة أكثر «اقتصادية» من سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات Model Y، وفقًا لتقارير إعلامية. وكانت الشركة قد نشرت عبر منصة X مقاطع تشويقية، مما أثار التكهنات حول إعلان محتمل في وقت لاحق من اليوم.
وقد أشارت تقارير إلى أن السيارة الجديدة ستُبنى على المنصة الإنتاجية الحالية وستستهدف شريحة أوسع من المستهلكين بأسعار أكثر تنافسية، رغم أن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك كان قد ألغى سابقًا خطة لإنتاج سيارة كهربائية بسعر 25 ألف دولار.
الذهب يلامس قمة 4000 دولار للأونصة
حافظت أسعار الذهب على تداولات مستقرة قرب مستوياتها القياسية المرتفعة، إذ بلغ سعر الأونصة نحو 3,959.34 دولارًا في تعاملات صباح الثلاثاء، بعدما سجل المعدن النفيس قمة جديدة قريبة من 4,000 دولار للأونصة.
ويجد الذهب دعماً قوياً من توقعات خفض الفائدة الأميركية في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب في 28 و29 أكتوبر، وسط ترجيحات خفض بمقدار ربع نقطة مئوية، إضافة إلى استمرار عمليات شراء الذهب من قبل بنك الشعب الصيني، وازدياد الطلب من المستثمرين الأفراد والمؤسسات في أوروبا واليابان بسبب الاضطرابات السياسية في فرنسا واليابان.
النفط يستقر بعد ارتفاعات محدودة
وفي أسواق الطاقة، استقرت أسعار النفط بعد مكاسبها الأخيرة، حيث تراجعت عقود خام برنت الآجلة بنحو 0.1% لتسجل 65.40 دولارًا للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط 0.1% إلى 61.61 دولارًا للبرميل. وكانت الأسعار قد صعدت بأكثر من 1% خلال الجلسة السابقة عقب قرار أوبك+ زيادة إنتاجها لشهر نوفمبر بنسبة أقل من التوقعات.
ووفقًا لمحللي ING، فإن المجموعة لا تزال تتوخّى الحذر بشأن زيادة حصتها الإنتاجية خشية حدوث تخمة في المعروض العالمي خلال الربع الرابع من 2025 وبداية 2026، وهو ما يبقي الأسعار مدعومة نسبيًا رغم التقلبات اليومية المحدودة.
نظرة مستقبلية للأسواق الكندية
يرى محللون أن بورصة تورونتو قد تواجه بعض الضغوط الفنية في المدى القصير نتيجة تشبّع الشراء، لكنّ التوجه العام يبقى إيجابيًا بفضل استقرار أسعار السلع الأساسية وخاصة الذهب والنفط، اللذين يشكلان عماد الاقتصاد الكندي.
ويرجّح الخبراء في “جولد إيجلز” أن تواصل العقود الآجلة لمؤشر TSX التحرك ضمن نطاق ضيق خلال الأيام المقبلة، في انتظار وضوح الصورة على صعيد السياسة النقدية الأميركية وعودة البيانات الاقتصادية الرسمية بعد انتهاء الإغلاق الحكومي في واشنطن.
خلاصة المشهد
يبدو أن الأسواق الكندية تعيش حالة من التوازن بين التفاؤل المرتبط بمكاسب الذكاء الاصطناعي والقلق الناتج عن الغموض السياسي في الولايات المتحدة. ومع استمرار الدعم من أسعار السلع والطلب القوي على الأسهم القيادية، يبقى مؤشر TSX مرشحًا للحفاظ على موقعه القياسي الحالي، وإن كانت وتيرة الارتفاع مرشحة للتباطؤ مؤقتًا.
تنويه: هذا المقال صادر عن منصة جولد إيجلز لأغراض إعلامية بحتة، ولا يُعتَبر توصية استثمارية أو مالية. تعتمد القرارات الاستثمارية على بحث وتحليل فردي ومسؤولية شخصية كاملة.






















