سجلت العقود الآجلة لمؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500 ارتفاعات قياسية صباح الثلاثاء 15 يوليو 2025، بالتزامن مع انطلاق موسم نتائج أعمال الربع الثاني من العام، وترقب المستثمرين لتقرير التضخم المرتقب في الولايات المتحدة، والذي قد يحدد ملامح سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تتراجع مع بداية الأسبوع وسط تصعيد تجاري وتشريعات جديدة
أداء العقود الآجلة قبيل الافتتاح
في الساعة 6:53 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 22.5 نقطة أو ما يعادل 0.36%، لتسجل مستوى تاريخيًا جديدًا. وفي المقابل، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.07% أو 32 نقطة.
أما العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100، فقد ارتفعت بنسبة 0.58%، بدعم قوي من أسهم شركة “إنفيديا” التي قفزت بنحو 5% في تداولات ما قبل السوق، بعد إعلانها استئناف مبيعات شريحة H20 المخصصة للذكاء الاصطناعي إلى الصين.
قطاع التكنولوجيا يقود المكاسب
دفعت أنباء استئناف إنفيديا لمبيعاتها إلى الصين بأسهم قطاع التكنولوجيا إلى الصعود، حيث ارتفعت أسهم “أدفانسد مايكرو ديفايسز” بنسبة 4.5%، و”مارفيل تكنولوجي” بنسبة 2.7%، في حين زادت أسهم “TSMC” المدرجة في السوق الأمريكي بنسبة 2.3%.
ويمثل هذا الارتفاع الجماعي دفعة قوية لقطاع الرقائق الإلكترونية، الذي يعد أحد المحركات الرئيسية لنمو الأسواق في 2025، خصوصًا في ظل تسارع الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
انطلاق موسم نتائج البنوك
بدأ موسم نتائج الأعمال في وول ستريت بإعلانات من البنوك الكبرى، حيث حافظ سهم “جي بي مورغان تشيس” على استقراره بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لصافي دخل الفوائد للعام 2025، في إشارة إلى توقعها بقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة.
في المقابل، أعلن بنك “ويلز فارجو” عن ارتفاع أرباحه خلال الربع الثاني، نتيجة تقليص مخصصاته للقروض الرديئة. ومع ذلك، تراجعت أسهم البنك بنسبة 1.1%.
أما شركة “بلاك روك” فقد أعلنت عن ارتفاع أصولها تحت الإدارة إلى مستوى قياسي بلغ 12.53 تريليون دولار، بدعم من توقعات باتفاقيات تجارية مقبلة وتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة. رغم ذلك، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 0.9% في تعاملات ما قبل الافتتاح.
تهديدات ترامب التجارية تقابل بالتجاهل
رغم التهديدات الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من روسيا والاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من 1 أغسطس، إلا أن الأسواق تجاهلت هذه التصريحات إلى حد كبير، وركزت على الإشارات الإيجابية من مفاوضات واشنطن مع شركائها التجاريين.
وكان ترامب قد أبدى، في تصريحات لاحقة، استعداده للحوار، ما عزز التفاؤل بإمكانية التوصل إلى حلول تجنب الأسواق العالمية موجة جديدة من التوتر التجاري.
أسواق الأسهم العالمية ترتفع مدفوعة بمكاسب قطاع التكنولوجيا في وول ستريت
ترقب حذر لتقرير التضخم الأمريكي
كل الأنظار تتجه الآن إلى تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر يونيو، والذي سيصدر في الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت الساحل الشرقي. ويتوقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم أن يكون التضخم السنوي قد تسارع إلى 2.7% في يونيو، مقارنة بـ2.4% في مايو، في حين يُتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي إلى 3% من 2.8%.
ويعتبر هذا التقرير حاسمًا في تقييم مدى تأثير الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب مؤخرًا على الضغوط التضخمية، حيث يشير بعض المحللين إلى أن تأثير هذه الرسوم لا يزال محدودًا حتى الآن.
آراء السوق حول الفائدة
صرح إلياس حداد، كبير استراتيجيي الأسواق لدى “براون براذرز هاريمان”، أن “تأثير الرسوم الجمركية على التضخم ما يزال ضعيفًا”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن “أي زيادات إضافية في الرسوم تمثل مخاطر هبوط على النمو الأمريكي، وضغوط صعودية على التضخم”.
وبحسب أداة CME FedWatch، فقد تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع يوليو، في حين تُسعّر الأسواق حاليًا احتمالًا بنسبة 60% لإجراء خفض في سبتمبر.
أنظار المستثمرين نحو تصريحات مسؤولي الفيدرالي
ينتظر المستثمرون أيضًا تصريحات مرتقبة لعدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اليوم، من بينهم محافظ المجلس مايكل بار، حيث قد يقدمون إشارات إضافية حول السياسة النقدية في الأشهر المقبلة.
تحركات بارزة لأسهم الشركات
ارتفعت أسهم شركة “تريد ديسك” بنسبة كبيرة بلغت 14.6%، بعد الإعلان عن انضمام الشركة إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ما اعتُبر إشارة قوية على متانة أدائها المالي واستقرارها في السوق.
تحليل أثر الخبر على السوق
الارتفاعات القياسية للعقود الآجلة، وخاصة لمؤشر ناسداك، تعكس ثقة المستثمرين في أداء شركات التكنولوجيا الكبرى، وفي مقدمتها إنفيديا، التي أثبتت مجددًا قدرتها على تجاوز العقبات الجيوسياسية. كما أن تجاهل الأسواق لتهديدات ترامب التجارية يشير إلى نضج في التعامل مع التصريحات السياسية غير المؤكدة.
لكن يبقى تقرير التضخم هو المحك الرئيسي لتحديد اتجاهات السوق، إذ أن أي مفاجآت في البيانات قد تعيد خلط الأوراق وتؤثر على توقعات أسعار الفائدة والسياسات النقدية.
العقود الآجلة للأسهم الأميركية ترتفع وسط ترقّب تصويت الكونغرس وتقرير الوظائف
تنويه
شركة جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات استثمارية تُبنى على هذا التحليل أو المعلومات الواردة فيه. ننصح دائمًا بالرجوع إلى مستشار مالي متخصص قبل اتخاذ أي خطوة استثمارية.






















