العقود الآجلة الأميركية تتراجع وسط ترقّب إعلان تسلا ومخاوف الإغلاق الحكومي
تراجعت العقود الآجلة الأميركية في بداية تعاملات الثلاثاء، مع تزايد حالة الترقب بين المستثمرين بشأن إعلان تسلا المنتظر، وتزايد القلق من استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما ألقى بظلاله على شهية المخاطرة في الأسواق العالمية.
تراجع محدود في العقود الآجلة الأميركية رغم الزخم التقني
شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تحركات محدودة نحو الهبوط، إذ انخفضت عقود داو جونز الآجلة بنحو 0.2% أو ما يعادل 101 نقطة، بينما تراجعت عقود S&P 500 بنسبة 0.1%، وانخفضت عقود ناسداك 100 بنحو 28 نقطة، أو ما يعادل 0.1%.
ويأتي هذا التراجع الطفيف بعد جلسة قوية سجلت فيها المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية جديدة، بدعم من الزخم الهائل في أسهم التكنولوجيا، خصوصًا بعد الإعلان عن صفقة ضخمة بين شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) وشركة أوبن أيه آي، إذ قفز سهم AMD بأكثر من 23% في جلسة واحدة، في إشارة إلى استمرار موجة الحماس حول الذكاء الاصطناعي.
الإغلاق الحكومي الأميركي يضغط على المعنويات
غير أن حالة التفاؤل لم تمنع القلق من التسلل إلى الأسواق، بعد أن دخل الإغلاق الحكومي الأميركي أسبوعه الأول، وهو ما أدى إلى تأجيل نشر بيانات اقتصادية أساسية يعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في تقييم توجهات السياسة النقدية.
ويخشى المستثمرون أن يؤدي هذا التوقف المؤقت إلى تعقيد مهمة الفيدرالي في قراءة المشهد الاقتصادي بدقة، خاصة مع غياب بيانات التضخم والوظائف التي عادة ما تشكل الأساس لاتخاذ قرارات الفائدة. ونتيجة لذلك، باتت الأسواق تعتمد على مؤشرات بديلة من القطاع الخاص لتقدير الاتجاه العام للاقتصاد الأميركي.
خطابات مرتقبة من أعضاء الفيدرالي
رغم الإغلاق، من المنتظر أن يُدلي عدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات خلال الأسبوع، إلا أن غياب البيانات الرسمية يجعل من الصعب على تصريحاتهم تغيير مسار التوقعات الحالية بشأن السياسة النقدية.
ويتوقع معظم المتعاملين في الأسواق أن يُقدِم الفيدرالي على خفض جديد للفائدة خلال اجتماعه القادم في نهاية أكتوبر، في ظل تزايد المؤشرات على تباطؤ النمو وتراجع التضخم تدريجيًا.
تسلا تثير ضجة قبل إعلانها المنتظر
تتجه الأنظار اليوم إلى شركة تسلا، إذ تشير تقارير إعلامية إلى أن الشركة تستعد للكشف عن نسخة جديدة وأكثر اقتصادية من سيارتها Model Y، وهي الخطوة التي يراها المحللون محاولة من الشركة لتوسيع قاعدة عملائها في ظل المنافسة المتزايدة من الشركات الصينية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، نشرت تسلا مقاطع تشويقية عبر منصة X (تويتر سابقًا)، مما أثار التكهنات بشأن طبيعة الإعلان المرتقب اليوم. ورغم غياب التأكيد الرسمي، يرجّح البعض أن الإعلان قد يكون عبر بيان مصور أو فعالية افتراضية، دون مؤتمر تقليدي.
إيلون ماسك وتحدي السعر المنافس
يأتي هذا التطور بعد أن كان إيلون ماسك قد تراجع في وقت سابق عن إطلاق سيارة كهربائية بسعر 25 ألف دولار، لكن مصادر في “رويترز” أشارت إلى أن الطراز القادم سيكون “أكثر كفاءة وتكلفة أقل” من الموديلات الحالية، معتمدًا على منصات إنتاج حديثة أكثر مرونة.
ورغم تحقيق تسلا مبيعات قياسية في الربع الأخير، فإن انتهاء صلاحية الحوافز الضريبية في الولايات المتحدة التي كانت تبلغ نحو 7,500 دولار قد يحد من الطلب خلال ما تبقّى من عام 2025.
أنظار المستثمرين تتجه إلى ديل وقطاع الخوادم الذكية
تترقّب الأسواق أيضًا الاجتماع السنوي للمحللين في شركة ديل تكنولوجيز، والذي من المنتظر أن يقدّم تفاصيل جديدة حول أداء وحدة الخوادم المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا بعد أن رفعت الشركة في أغسطس الماضي توقعاتها السنوية للأرباح والعوائد، بفضل الطلب المتزايد على خوادمها المجهزة بشرائح Nvidia.
وتتوقع ديل أن تصل إيراداتها من قطاع الخوادم الذكية إلى نحو 20 مليار دولار في السنة المالية 2026، مقارنة بتقديرات سابقة عند 15 مليار دولار، ما يعكس تسارع الطلب على الحلول التقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الشركات الأميركية الكبرى.
تحديات هوامش الربح
رغم النمو القوي، تظل التحديات قائمة بشأن ارتفاع تكاليف الإنتاج الخاصة بخوادم الذكاء الاصطناعي، إذ تستهلك موارد ضخمة وتحتاج إلى شرائح عالية الأداء، ما قد يضغط على هوامش الأرباح خلال المدى القصير.
كونستيليشن براندز تتفوق رغم الركود الاستهلاكي
أما على صعيد الشركات الاستهلاكية، فقد ارتفعت أسهم Constellation Brands بعد أن سجّلت مبيعات فصلية أفضل من التوقعات، رغم استمرار ضعف إنفاق المستهلكين. وأوضحت الشركة أن الطلب على منتجات البيرة ظل قويًا، خصوصًا على علامتي كورونا وموديلو.
وقال الرئيس التنفيذي بيل نيو لاندز إن بيئة العمل ما زالت صعبة بفعل الضبابية الاقتصادية وسياسات الهجرة الصارمة، لكن الشركة ماضية في خطتها للحفاظ على حصتها السوقية وتخفيض التكاليف التشغيلية.
تحدي الرسوم الجمركية على العلب المعدنية
وأشار نيو لاندز إلى أن ارتفاع الرسوم الأميركية على واردات الألمنيوم المستخدم في صناعة العلب ما زال يضغط على هوامش الربح، وهي مشكلة تواجهها أيضًا شركات مثل مولسون كورز وبراون فورمان.
الذهب يقترب من مستوى 4000 دولار للأونصة
في موازاة تطورات الأسهم، لفت الذهب الأنظار مجددًا بعد أن اقترب من حاجز 4000 دولار للأونصة، مدعومًا بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة وسط الجمود السياسي في الولايات المتحدة وتنامي الرهانات على خفض الفائدة.
وسجّل الذهب الفوري ارتفاعًا إلى 3,977 دولارًا للأونصة قبل أن يتراجع إلى نحو 3,950 دولارًا، فيما تراجعت عقود ديسمبر الآجلة بنحو 0.1% لتستقر عند 3,973 دولارًا. كما ساهمت مشتريات بنك الشعب الصيني من الذهب في دعم الأسعار خلال الجلسة الآسيوية.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون أن يستفيد المعدن النفيس أكثر إذا أقدم الفيدرالي على خفض الفائدة نهاية الشهر، إذ إن انخفاض العائدات يجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالأصول المدرة للفائدة.
نظرة شاملة على الأسواق
تُظهر التطورات الأخيرة أن العقود الآجلة الأميركية أصبحت حساسة بشدة لأي إشارات اقتصادية أو سياسية جديدة، في وقت تتقلص فيه البيانات المتاحة بسبب الإغلاق الحكومي. وبينما يدعم الزخم في قطاع التكنولوجيا أداء المؤشرات، فإن المخاوف من تباطؤ الطلب المحلي وارتفاع الرسوم الجمركية تبقي المستثمرين في حالة حذر.
ويرى محللون أن الأسواق تمر بمرحلة “اختبار صبر”، إذ تتوازن بين توقعات خفض الفائدة من جهة، وغياب البيانات الرسمية من جهة أخرى، بينما تُراقب باهتمام تحركات الشركات الكبرى مثل تسلا وديل التي تمثل قلب الزخم الاقتصادي الحالي.
ما سبب تراجع العقود الآجلة الأميركية اليوم؟
تراجعت العقود الآجلة الأميركية بفعل استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، وترقّب إعلان تسلا المنتظر، إلى جانب غياب بيانات اقتصادية رسمية تُضعف وضوح الرؤية أمام المستثمرين.
ما هو تأثير إعلان تسلا المرتقب على الأسواق؟
يتوقع أن يسهم إعلان تسلا عن نسخة أكثر اقتصادية من Model Y في تحفيز الطلب على سياراتها، لكن المحللين يرون أن أي تفاصيل حول الأسعار أو الإنتاج ستكون حاسمة في تحديد اتجاه السهم.
هل سيواصل الذهب الارتفاع بعد ملامسة 4000 دولار؟
يعتمد الاتجاه القادم للذهب على قرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة، فخفض الفائدة المتوقع قد يدفع المعدن لمستويات قياسية جديدة إذا استمرت حالة التوتر السياسي والمالي في واشنطن.
هذا المقال مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل نصيحة استثمارية. تعتمد منصة جولد إيجلز | Gold Eagles على مصادر موثوقة مثل وكالات الأنباء الاقتصادية وتقارير السوق، لكنها لا تتحمل أي مسؤولية عن قرارات استثمارية يتم اتخاذها بناءً على هذا المحتوى.






















