الصكوك السعودية: إصدار جديد بقيمة 7.55 مليار ريال في أكتوبر 2025 على أربع شرائح
أعلن المركز الوطني لإدارة الدين في المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، عن نجاحه في إتمام الإصدار المحلي لشهر أكتوبر ضمن برنامج الصكوك السعودية بالريال السعودي، بإجمالي حجم تخصيص بلغ 7.547 مليار ريال. يأتي هذا الإصدار في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها السعودية لتنويع أدوات التمويل وتعميق سوق الدين المحلي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
تفاصيل الإصدار: أربع شرائح متنوعة الآجال
أوضح المركز أن إصدار أكتوبر تم تقسيمه إلى أربع شرائح رئيسية، تباينت من حيث قيمة الإصدار وفترات الاستحقاق، لتلبية احتياجات المستثمرين المحليين والدوليين الراغبين في أدوات استثمارية طويلة الأجل ومستقرة.
- الشريحة الأولى: بلغت قيمتها 538 مليون ريال سعودي، وتستحق في عام 2029.
- الشريحة الثانية: بلغت قيمتها 493 مليون ريال، وتستحق في عام 2032.
- الشريحة الثالثة: بلغت قيمتها 2.541 مليار ريال، وتستحق في عام 2036.
- الشريحة الرابعة: بلغت قيمتها 4.065 مليار ريال، وتستحق في عام 2039.
بهذا التوزيع، يعكس الإصدار الجديد استراتيجية المملكة في تحقيق التوازن بين آجال الاستحقاق القصيرة والمتوسطة والطويلة، بما يسهم في إدارة محفظة الدين بكفاءة، وتوزيع المخاطر المالية بشكل مستدام.
تعميق سوق الصكوك السعودية ودعم أدوات التمويل الإسلامي
يُعد هذا الإصدار امتدادًا لسلسلة من الإصدارات الشهرية التي يطرحها المركز الوطني لإدارة الدين في إطار تعزيز السيولة في سوق أدوات الدين المحلي. وتُعتبر الصكوك السعودية واحدة من أبرز أدوات التمويل المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، والتي تشهد إقبالًا متزايدًا من قبل المستثمرين المؤسسيين والأفراد على حد سواء.
ووفقًا لخبراء الاقتصاد، فإن استمرار المملكة في إصدار الصكوك المحلية يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي، وقدرته على تمويل مشروعاته التنموية الضخمة دون الاعتماد المفرط على الديون الخارجية. كما تسهم هذه الخطوة في دعم مكانة السعودية كمركز إقليمي لإصدارات التمويل الإسلامي.
الصكوك كأداة استراتيجية لإدارة الدين العام
تسعى وزارة المالية والمركز الوطني لإدارة الدين إلى تحقيق توازن مثالي بين الاقتراض الداخلي والخارجي، مع التركيز على الأدوات المحلية التي تعزز قاعدة المستثمرين داخل المملكة. وتُعتبر الصكوك أداة رئيسية في هذا التوجه، إذ توفر تمويلًا مستدامًا لمشروعات البنية التحتية، والطاقة، والقطاع الصناعي، وغيرها من المبادرات الحكومية.
كما أشار خبراء إلى أن استمرار الإصدارات الشهرية المنتظمة من الصكوك يعزز الشفافية والاستقرار في سوق الدين، ويوفر منحنى عائد واضح للمستثمرين المحليين والعالميين الراغبين في الاستثمار في الأصول السعودية.
السياق الإقليمي: طفرة في إصدارات الصكوك العربية
يتزامن إصدار السعودية مع توجه عربي أوسع نحو تعزيز التمويل الإسلامي. ففي وقت سابق من أكتوبر، أعلنت الجزائر نيتها إصدار أول صكوك سيادية بقيمة 2.3 مليار دولار في نوفمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر تمويل الميزانية ودعم الاقتصاد المحلي. كما تعمل دول مثل الإمارات وقطر ومصر على تطوير أسواق الصكوك الخاصة بها، في ظل الطلب المتزايد على الأدوات الاستثمارية المتوافقة مع الشريعة.
ويرى محللون أن السعودية لا تزال تتصدر المشهد الإقليمي من حيث حجم الإصدارات وكفاءة إدارة الدين العام، بفضل منظومة مؤسسية متطورة تشمل المركز الوطني لإدارة الدين وهيئة السوق المالية والبنوك المحلية.
انعكاسات الإصدار على السوق المالية السعودية
يتوقع مراقبون أن يسهم هذا الإصدار في تعزيز عمق سوق الصكوك الثانوية في المملكة، مما يتيح للمستثمرين فرص تداول أكبر، ويزيد من مرونة السوق. كما يُتوقع أن يساهم في دعم المؤشرات الائتمانية للسعودية، التي تحافظ على تصنيفات قوية من وكالات مثل فيتش وموديز وS&P.
وبحسب محللين ماليين، فإن نجاح الإصدار يعزز ثقة المستثمرين المحليين في قدرة الحكومة على إدارة الدين بكفاءة، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة الناتجة عن النزاعات التجارية وتقلب أسعار الطاقة.
الصكوك السعودية ومكانتها في النظام المالي العالمي
تُعد المملكة اليوم أحد أكبر مُصدري الصكوك السيادية في العالم، حيث تجاوز إجمالي الإصدارات منذ إطلاق البرنامج المحلي أكثر من 250 مليار ريال، وفق بيانات سابقة للمركز الوطني لإدارة الدين. وقد نجحت الصكوك السعودية في جذب اهتمام مؤسسات مالية عالمية، نظرًا لاستقرار العوائد وموثوقية الإصدار، وارتباطه بسياسات مالية منضبطة.
ويرى مراقبون أن توسّع السعودية في هذه الإصدارات يسهم في ترسيخ مكانتها كأكبر سوق للصكوك الإسلامية، خاصة مع دعم البنوك المحلية والمؤسسات الاستثمارية الكبرى لهذا المسار المالي.
التوافق مع رؤية السعودية 2030
يمثل هذا الإصدار جزءًا من جهود المملكة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام. فالتمويل عبر الصكوك يساعد في تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل مشاريع الطاقة المتجددة والنقل والقطاع الصحي، دون الضغط على الموازنة العامة.
كما تسعى الحكومة من خلال هذه الإصدارات إلى تمكين القطاع الخاص من المشاركة في تمويل المشاريع التنموية، بما يعزز دور أسواق المال في دعم الاقتصاد الوطني.
نظرة مستقبلية
يتوقع محللون أن يستمر زخم إصدارات الصكوك السعودية خلال الربع الأخير من 2025، مع استمرار الطلب القوي من المستثمرين المحليين والدوليين. كما يُتوقع أن يتوسع نطاق المشاركة ليشمل مؤسسات مالية إقليمية ودولية جديدة تبحث عن عوائد مستقرة في بيئة اقتصادية عالمية مضطربة.
ويرى خبراء أن استمرار الحكومة السعودية في طرح إصدارات شهرية يعزز ثقة السوق ويعطي رسالة واضحة حول استدامة سياساتها المالية وقدرتها على تمويل خططها طويلة الأمد بطريقة مسؤولة ومتوافقة مع الشريعة.
تحليل
يأتي إصدار الصكوك السعودية بقيمة 7.55 مليار ريال في أكتوبر 2025 كخطوة جديدة في مسار الإصلاح المالي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية. ومع تزايد الإقبال على أدوات الدين الإسلامية، تواصل السعودية ترسيخ مكانتها كقوة مالية إقليمية تمتلك أدوات تمويل مبتكرة ومنضبطة. وتؤكد الأرقام أن السوق المحلي للصكوك بات عنصرًا أساسيًا في هيكل التمويل الوطني، يدعم التوازن المالي ويضمن استمرار المشاريع التنموية الكبرى دون الاعتماد الزائد على الاقتراض الخارجي.
ما هي الصكوك السعودية؟
الصكوك السعودية هي أدوات تمويل إسلامية تصدرها الحكومة لجمع الأموال من المستثمرين بطريقة تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتُستخدم لتمويل المشاريع التنموية والبنية التحتية.
كم بلغت قيمة إصدار الصكوك السعودية في أكتوبر 2025؟
بلغت قيمة الإصدار الإجمالية 7.547 مليار ريال سعودي موزعة على أربع شرائح تتراوح فترات استحقاقها بين 2029 و2039.
ما الهدف من هذه الإصدارات الشهرية؟
تهدف إلى تنويع مصادر التمويل المحلي، وتعزيز استقرار سوق الدين، وتوفير أدوات استثمارية آمنة للمؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد.
كيف تساهم الصكوك السعودية في تحقيق رؤية 2030؟
تساعد الصكوك في تمويل مشاريع كبرى دون زيادة الأعباء على الموازنة العامة، ما يدعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
هل الصكوك السعودية آمنة للمستثمرين؟
نعم، تُعتبر الصكوك السعودية من الأدوات الاستثمارية الآمنة بفضل الدعم الحكومي القوي، واستقرار الاقتصاد السعودي، والتصنيفات الائتمانية المرتفعة للمملكة.






















