الذهب يرتفع مع خفض الفدرالي الأميركي للفائدة وتقييم الأسواق لاتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين
ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات يوم الخميس بنسبة تقارب 2%، مدعومة بقرار مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة، وباستمرار حالة الغموض المحيطة باتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مما أعاد للمعدن النفيس بريقه كأحد أهم الملاذات الآمنة في الأسواق العالمية.
الفدرالي الأميركي يخفض أسعار الفائدة تماشياً مع التوقعات
قرر الفدرالي الأميركي يوم الأربعاء خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في خطوة جاءت متوافقة مع توقعات الأسواق، ليصل النطاق المستهدف إلى ما بين 3.75% و4.00%. وأشار رئيس المجلس جيروم باول إلى أن هذا قد يكون الخفض الأخير في عام 2025، في ظل استمرار حالة الإغلاق الحكومي الجزئي التي تعيق تدفق البيانات الاقتصادية الحيوية.
ويُعد هذا القرار استمرارًا لدورة التيسير النقدي التي بدأها الفدرالي في منتصف العام، في محاولة لتخفيف الضغوط على الاقتصاد الأميركي المتباطئ بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وتراجع الإنفاق الاستهلاكي.
الذهب يستعيد جاذبيته في بيئة الفائدة المنخفضة
مع خفض الفائدة، أصبح الذ هب أكثر جاذبية للمستثمرين كونه أصلًا لا يدر عائداً ثابتاً، إذ تتراجع جاذبية السندات والدولار عادة في فترات انخفاض العائد. وقد ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.8% ليصل إلى 3,999.19 دولارًا للأونصة، فيما زادت عقود الذ هب الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 4,011.8 دولارًا للأونصة.
ويرى المحللون أن هذا الارتفاع يُعد تأكيدًا على أن المستثمرين ما زالوا يبحثون عن أدوات تحوط في ظل هشاشة التعافي الاقتصادي وتذبذب مؤشرات الأسهم الأميركية.
اتفاق التجارة الأميركي الصيني.. تفاؤل مؤقت وشكوك قائمة
أعلن الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من اليوم عن خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين من 57% إلى 47%، مقابل استئناف بكين شراء فول الصويا الأميركي والمعادن النادرة، وتعهدها بتشديد الرقابة على صادرات الفنتانيل غير المشروعة.
ورغم أن الأسواق رحّبت مبدئيًا بالأنباء، إلا أن العديد من المحللين وصفوا الاتفاق بأنه «إطار مؤقت» يفتقر إلى تفاصيل واضحة تضمن استدامة العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تعليق الأسواق: اتفاق هش قد لا يصمد طويلاً
قال جيفري كريستيان، الشريك الإداري في مجموعة CPM: «شهدنا بعض الضعف في الذ هب مع بداية الجلسة، ولكن مع إدراك المتداولين أن الاتفاق بين واشنطن وبكين قد لا يحمل مضمونًا حقيقيًا، عاد المستثمرون للتمسك بالملاذات الآمنة وعلى رأسها الذ هب».
وأضاف أن الأسواق تدرك أن «هدنة التجارة قد تكون قصيرة الأجل»، مما يفسر تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية في نهاية التعاملات اليومية.
المعادن الثمينة الأخرى تشارك الذهب الارتفاع
إلى جانب صعود الذ هب، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 2.3% لتصل إلى 48.64 دولارًا للأونصة، كما ارتفع البلاتين بنسبة 1.1% إلى 1,603.36 دولار، والبلاديوم بنسبة 2% إلى 1,439.43 دولار للأونصة، في مؤشر على اتساع موجة الإقبال على الأصول الدفاعية.
التوقعات المستقبلية: ويلز فارغو ترفع مستهدف الذهب إلى 4700 دولار
رفع معهد ويلز فارغو للاستثمار توقعاته لسعر الذ هب المستهدف في نهاية عام 2026 إلى نطاق يتراوح بين 4,500 و4,700 دولار للأونصة، مقارنة بتقديرات سابقة تراوحت بين 3,900 و4,100 دولار.
وأوضح التقرير أن استمرار حالة «اللايقين الجيوسياسي والتجاري» من شأنه أن يدفع البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد إلى تعزيز احتياطياتهم من الذهب، خصوصًا في ظل المخاطر المتصاعدة في أسواق العملات والسندات.
الذهب والطلب الرسمي: دور البنوك المركزية
شهد عام 2025 زيادة ملحوظة في مشتريات البنوك المركزية من الذ هب، لا سيما من جانب الصين والهند وتركيا، في محاولة لتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار. وتشير التقديرات إلى أن الطلب الرسمي ارتفع بنحو 15% مقارنة بالعام السابق، مما عزز الطلب الكلي العالمي على المعدن الأصفر.
الذهب في قلب معادلة المخاطر العالمية
من الواضح أن الذ هب عاد ليشكّل محورًا أساسيًا في استراتيجيات التحوط لدى المستثمرين، في ظل تزايد الشكوك حول مسار الاقتصاد العالمي. فخفض الفائدة الأميركية يمنح الأسعار دعمًا طويل الأمد، بينما استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية يمنحها زخمًا إضافيًا.
وبينما يرى بعض المحللين أن الأسعار الحالية قريبة من مستويات المقاومة النفسية عند 4,000 دولار للأونصة، إلا أن التوجه العام في الأسواق ما زال يميل إلى الصعود التدريجي، خاصة إذا استمر ضعف الدولار وتراجعت عوائد السندات الأميركية.
هل خفض الفدرالي الأميركي الفائدة يؤثر دائمًا إيجابًا على أسعار الذهب؟
عادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى تراجع العائد الحقيقي على الدولار والسندات، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية كأصل آمن لا يدر عائدًا، وبالتالي يدعم ارتفاع أسعاره.
ما علاقة اتفاق التجارة بين أميركا والصين بتحركات الذهب؟
أي انفراج في العلاقات التجارية يخفف من الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، بينما أي توتر جديد يعيد إشعال الإقبال عليه كأداة تحوط ضد المخاطر.
هل يمكن أن تتجاوز أسعار الذهب 4500 دولار للأونصة في 2026؟
وفقًا لتقديرات ويلز فارغو وبعض البنوك الاستثمارية، هناك احتمال كبير أن تتجاوز الأسعار هذا المستوى إذا استمرت معدلات الفائدة المنخفضة وتفاقمت التوترات الجيوسياسية.






















