الذهب يتراجع مع صعود الدولار وترقب الأسواق لقرار ترامب بالفيدرالي.. هل يتغير المسار قريبًا؟
الذهب يتراجع اليوم الأربعاء في الأسواق العالمية، وسط صعود محدود للدولار الأميركي وترقب شديد من المستثمرين لقرارات حاسمة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويأتي هذا التراجع قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعيينات مؤثرة في قيادة البنك المركزي الأميركي، وهي قرارات قد تحدد اتجاه أسعار الفائدة وبالتالي مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.
في المعاملات الفورية، انخفض سعر الذهب بنسبة 0.2% ليصل إلى 3371.98 دولاراً للأونصة، بعدما سجل أمس أعلى مستوى له في نحو أسبوعين. كما تراجعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.1% لتبلغ 3428.50 دولاراً. هذا التراجع جاء مدفوعًا بانتعاش الدولار الذي تعافى من أدنى مستوياته في أسبوع، ما جعل الذهب أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
ويرى محللون أن استمرار قوة الدولار قد يضغط على المعدن النفيس في المدى القريب، لكن أي إشارات من الفيدرالي نحو خفض الفائدة قد تدعم عودة الذهب للصعود. وتظل مستويات 3400 دولار للأونصة منطقة مقاومة نفسية وفنية مهمة قد يختبرها الذهب قريبًا.
التطورات السياسية الأميركية تلعب دورًا كبيرًا في حركة الذهب. فترامب يستعد للإعلان عن خليفة العضوة المستقيلة في الفيدرالي أدريانا كوجلر، وكذلك المرشح لرئاسة البنك المركزي. هذه القرارات ستؤثر على توجهات السياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم.
وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي”، فإن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل تبلغ نحو 87%. هذه النسبة ارتفعت بعد بيانات الوظائف الأميركية الأخيرة التي جاءت أضعف من المتوقع، وتسببت في إقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل.
الذهب عادة ما يتأثر بشكل مباشر بسياسة الفائدة. فخفضها يعزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، بينما رفعها يزيد من جاذبية الدولار والسندات على حساب الذهب. ولهذا، أي إعلان من الفيدرالي سيكون له تأثير فوري على الأسعار.
وفي جانب التجارة، صعّد ترامب لهجته تجاه الهند، مهددًا برفع الرسوم الجمركية على وارداتها بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي. الحكومة الهندية ردت ووصفت التهديدات بـ«غير المبررة»، مؤكدة تمسكها بحماية مصالحها الاقتصادية. أي تصعيد تجاري جديد قد يزيد من الطلب على الذهب كأداة تحوط.
في أسواق المعادن الأخرى، استقرت الفضة عند 37.82 دولاراً للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1313.94 دولاراً، وانخفض البلاديوم بنسبة 1% مسجلاً 1164.15 دولاراً. هذا الأداء يعكس حالة الترقب والحذر التي تسود الأسواق قبيل القرارات الأميركية المرتقبة.
ويتوقع خبراء أن الذهب قد يشهد تقلبات قوية في الجلسات المقبلة. فإذا جاء قرار الفيدرالي بخفض الفائدة، قد ترتفع الأسعار سريعًا فوق مستويات المقاومة الحالية. أما إذا قرر الإبقاء على الفائدة أو رفعها، فقد يواجه الذهب ضغوطًا بيعية إضافية.
ورغم التراجع الحالي، يظل الذهب أحد أهم أدوات التحوط في أوقات عدم اليقين، خاصة مع استمرار التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية. المستثمرون الذين يبحثون عن الأمان المالي ما زالوا يعتبرونه خيارًا استراتيجيًا لحماية الثروات.
تنويه: لا تتحمل شركة جولد إيجلز أي مسؤولية عن القرارات المالية أو الاستثمارية التي قد تُتخذ بناءً على هذا المحتوى.
لماذا يتراجع الذهب رغم الأزمات الاقتصادية؟
يتراجع الذهب أحيانًا بسبب قوة الدولار أو توقعات برفع الفائدة، وهو ما يقلل جاذبيته مقارنة بالأصول الأخرى.
كيف يؤثر الدولار على أسعار الذهب؟
ارتفاع الدولار يجعل شراء الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب ويضغط على الأسعار.
ما تأثير قرارات الفيدرالي على أسعار الذهب؟
أي خفض للفائدة يدعم أسعار الذهب، بينما رفع الفائدة يضغط عليها لصالح الدولار والسندات.
هل الوقت مناسب لشراء الذهب الآن؟
يعتمد ذلك على عدد اشياء منها الاستراتيجية الاستثمارية، فالذهب ملاذ آمن طويل الأمد، لكن قد يشهد تذبذبات قصيرة المدى.
ما العوامل الأخرى التي تحرك أسعار الذهب؟
تشمل التوترات الجيوسياسية، أسعار الطاقة، الطلب العالمي من البنوك المركزية، والسياسات التجارية.























