الأسواق المالية العالمية تهتز: صعود قوي للأسهم اليابانية وارتفاع قياسي للذهب والبيتكوين
شهدت الأسواق المالية العالمية تقلبات حادة اليوم الاثنين، مع صعود مذهل للأسهم اليابانية بنسبة تجاوزت 4% إلى أعلى مستوى في تاريخها، وتراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى في أسابيع، بالتزامن مع ارتفاع الذهب والبيتكوين إلى مستويات قياسية جديدة، وسط تصاعد التوترات السياسية وتداعيات الإغلاق الحكومي الأميركي.
الأسواق المالية العالمية الأسهم اليابانية تسجل قفزة تاريخية بعد انتخاب تكايتشي
قفز مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 4.3% في أول 15 دقيقة من جلسة الاثنين ليصل إلى مستوى غير مسبوق بلغ 47,734.04 نقطة، بعد فوز السياسية ساناي تكايتشي برئاسة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، لتصبح في طريقها لتكون أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ اليابان.
وجاءت هذه الارتفاعات مدفوعة بتوقعات المستثمرين بأن الحكومة المقبلة ستتجه نحو سياسات مالية توسعية لدعم النمو الاقتصادي، إذ يُنظر إلى تكايتشي على أنها من “الحمائم” في السياسة المالية والنقدية، حيث كانت قد وصفت في السابق رفع بنك اليابان للفائدة بأنه قرار “غير حكيم”.
وفي المقابل، تراجع الين الياباني بنسبة 1.6% ليقترب من مستوى 150 ينًا للدولار، وهو أدنى مستوى منذ أسابيع، بينما انخفضت عوائد السندات الحكومية قصيرة الأجل إلى أدنى مستوى في أسبوعين مع تراجع رهانات الأسواق على رفع الفائدة قبل نهاية العام.
الذهب والبيتكوين يسجلان قمماً تاريخية جديدة
تزامنًا مع الأحداث السياسية في اليابان واستمرار حالة القلق من الإغلاق الحكومي الأميركي، شهدت الأسواق موجة قوية من الإقبال على الأصول الآمنة. فقد ارتفع سعر الذهب الفوري إلى مستوى قياسي بلغ 3,919.59 دولار للأونصة قبل أن يستقر حول 3,904 دولار.
ويُنظر إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن في فترات الاضطرابات السياسية والمالية، حيث يتجه المستثمرون إليه لحماية ثرواتهم من التقلبات في العملات والأسواق.
أما العملة الرقمية البيتكوين، فقد واصلت موجة صعودها لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 125,653 دولارًا يوم الأحد، قبل أن تتداول اليوم قرب 123,590 دولارًا. ويرى خبراء أن هذه الارتفاعات مرتبطة بتزايد المخاوف بشأن الاستقرار المالي الأميركي، إلى جانب تزايد الطلب المؤسسي على العملات الرقمية كأداة تحوط.
وقال جيفري كيندريك، رئيس أبحاث الأصول الرقمية في بنك ستاندرد تشارترد: “هذا العام، تحركت البيتكوين بشكل متزامن مع مخاطر الحكومة الأميركية، ونعتقد أنها ستواصل الارتفاع طوال فترة الإغلاق الحالي، وربما تصل إلى 135 ألف دولار قريبًا.”
موجة تباين في العملات والأسهم العالمية
تراجعت العملة الأوروبية الموحدة اليورو بنسبة 0.25% لتسجل 1.1714 دولار، كما انخفض الجنيه الإسترليني 0.23% إلى 1.3438 دولار، فيما ارتفع الدولار الأميركي مدعومًا بتراجع الين وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق الأميركية.
أما العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأميركي، فقد ارتفعت بنسبة 0.2%، بعد أن سجل المؤشر في جلسة الجمعة الماضية أعلى مستوى إغلاق في تاريخه، مما يشير إلى استمرار الثقة في الاقتصاد الأميركي رغم الاضطرابات السياسية.
أسواق النفط ترتفع مع قرار أوبك+
وفي سوق الطاقة، ارتفعت أسعار النفط بعد إعلان تحالف أوبك+ عن زيادة محدودة في الإنتاج بواقع 137 ألف برميل يوميًا فقط لشهر نوفمبر، وهي نفس الزيادة التي تم إقرارها في أكتوبر، ما هدّأ المخاوف من تخمة المعروض.
وصعد خام برنت بنسبة 1.3% إلى 65.39 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.4% إلى 61.71 دولارًا. وأشارت مصادر داخل التحالف إلى أن روسيا كانت تفضل زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل فقط لتجنب الضغط على الأسعار، بينما دفعت السعودية نحو زيادات أكبر لاستعادة الحصة السوقية.
تحليل الخبراء: السياسة تخلط الأوراق في الأسواق
يرى محللو بنك Morgan Stanley MUFG أن المخاوف من أن تتبنى الحكومة اليابانية الجديدة سياسات مالية مفرطة أو تمارس ضغوطًا على بنك اليابان مبالغ فيها. وأضافوا: “يبدو أن موقف تكايتشي متماسك ومنسجم مع نهج المحافظ كازو أويدا الحذر تجاه تطبيع السياسة النقدية”.
ويشير المراقبون إلى أن فوز تكايتشي يعزز احتمالات استمرار التيسير النقدي لفترة أطول، مما يدعم أداء الأسهم اليابانية في المدى القصير، لكنه يزيد من الضغوط على العملة المحلية.
الذهب والبيتكوين كوجهة بديلة في ظل الشكوك
تزايدت شهية المستثمرين نحو الذهب والبيتكوين كملاذين بديلين عن العملات الورقية، خصوصًا بعد أن باتت الأسواق تشكك في قدرة الحكومة الأميركية على إدارة العجز في ظل إغلاق جزئي ممتد. وقد يدفع ذلك بعض الصناديق الاستثمارية الكبرى إلى إعادة موازنة محافظها نحو الأصول الملموسة وغير المركزية.
توقعات الأسابيع المقبلة
يتوقع الخبراء استمرار الزخم في الأسواق اليابانية خلال الأسابيع القادمة، مدعومًا بحزمة تحفيزات مالية مرتقبة، إلى جانب تراجع الين الذي يعزز أرباح الشركات المصدرة. كما يتوقع أن يظل الذهب والبيتكوين في اتجاه صاعد طالما استمرت حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، يحذر بعض الاقتصاديين من أن موجة التفاؤل الحالية قد تكون مؤقتة، خصوصًا إذا فشل التحالف الحاكم في اليابان في تمرير خطط مالية واضحة أو إذا تفاقمت التوترات الجيوسياسية في آسيا.
الأسواق اليوم تعيش واحدة من أكثر الفترات حساسية منذ سنوات. السياسة باتت المحرك الأول للأسعار، من طوكيو إلى واشنطن. ومع كل ارتفاع للذهب والبيتكوين، تتأكد حقيقة أن المستثمرين يبحثون عن الأمان في وجه الغموض السياسي والاقتصادي العالمي.
لماذا ارتفعت الأسهم اليابانية بهذا الشكل الكبير؟
جاء الارتفاع نتيجة انتخاب ساناي تكايتشي زعيمة للحزب الحاكم، وهو ما أثار توقعات بسياسات مالية توسعية ودعم حكومي للاقتصاد، ما جذب المستثمرين إلى السوق اليابانية.
هل يمكن أن يستمر صعود الذهب والبيتكوين؟
نعم، طالما استمر الإغلاق الحكومي الأميركي وحالة القلق السياسي، سيبقى الإقبال على الأصول الآمنة والبديلة مرتفعًا. ومع ذلك، يظل هذا مرهونًا بتطورات السياسة النقدية الأمريكية.
ما تأثير الإغلاق الحكومي الأميركي على الأسواق؟
الإغلاق أدى إلى اضطراب في البيانات الاقتصادية وتأخير نشر التقارير الرسمية، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق ودفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والعملات الرقمية.
هل يمكن أن ترفع اليابان الفائدة قريبًا؟
من غير المرجح حاليًا، إذ تشير التوقعات إلى أن بنك اليابان سيتريث في أي خطوات رفع للفائدة إلى ما بعد نهاية العام، خصوصًا في ظل السياسات المالية التوسعية المرتقبة.
إخلاء مسؤولية: لا تتحمل “جولد إيجلز” أي مسؤولية عن القرارات الاستثمارية المبنية على هذا المقال. المعلومات المقدمة لأغراض إعلامية فقط.






















