الأسواق العالمية تصعد مع ترقب إغلاق الحكومة الأميركية وتأثيره على الدولار والذهب
شهدت الأسواق العالمية يوم الخميس موجة من الصعود المدعوم بتفاؤل المستثمرين حيال خفض أسعار الفائدة الأميركية، رغم استمرار حالة القلق من تداعيات إغلاق الحكومة الأميركية المحتمل وما قد يترتب عليه من تعطيل البيانات الاقتصادية الرسمية. هذا التباين بين التفاؤل بسياسات الفدرالي وبين المخاطر السياسية في واشنطن، رسم ملامح جلسة متقلبة للأسهم، السندات، العملات، والسلع.
صعود الأسهم العالمية وتفاؤل الأسواق
ارتفع مؤشر MSCI العالمي بنحو 0.25%، مدفوعاً بمكاسب قياسية للأسهم الأوروبية التي أغلقت عند مستويات تاريخية جديدة. كما ارتفعت العقود الآجلة في وول ستريت بين 0.2% و0.4%، ما يعكس ثقة المستثمرين في استمرار الاتجاه الصعودي رغم التحديات.
في آسيا، ساهمت أسهم التكنولوجيا الكورية الجنوبية في تعزيز المزاج الإيجابي، خاصة بعد إعلان سامسونغ وهاينكس عن شراكات جديدة لتوريد الرقائق إلى مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي التابعة لـ OpenAI، ما دفع المؤشرات الإقليمية إلى مكاسب قوية.
الذهب يلامس قمماً تاريخية جديدة
واصل الذهب أداءه القوي، ليلامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3,895 دولاراً للأونصة، قبل أن يستقر قرب 3,869 دولاراً. هذا الصعود جاء مدعوماً بمخاوف المستثمرين من تداعيات إغلاق الحكومة الأميركية وتراجع الثقة بالدولار.
المحللون يرون أن الزخم الإيجابي للذهب قد يستمر، خاصة مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة الأميركية مرتين قبل نهاية العام. وقال مايكل براون، كبير استراتيجيي الأسواق في “بيبرستون”: «الزخم مع المضاربين الصاعدين، والأساسيات الداعمة لصعود المعادن النفيسة ما زالت قوية».
الدولار الأميركي تحت الضغط
مؤشر الدولار الأميركي تراجع إلى أدنى مستوى في أسبوع عند 97.45 نقطة، متأثراً بتنامي القلق من تعطل البيانات الاقتصادية الرسمية، خصوصاً بيانات التوظيف والتضخم. هذا التراجع منح دفعة إضافية للعملات المنافسة.
اليورو ارتفع قليلاً إلى 1.1752 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني إلى 1.35 دولار. أما الين الياباني فاستقر قرب 146.97 للدولار، بعد تصريحات من نائب محافظ بنك اليابان تشير إلى اقتراب شروط رفع الفائدة مرة أخرى.
السندات الأميركية تجذب المستثمرين
عززت الأسواق العالميةالأسواق العالميةالأسواق العالميةالأسواق العالمية سندات الخزانة الأميركية مكاسبها مع تراجع العوائد بشكل حاد، إذ انخفض العائد على أذون السنتين إلى 3.53% وهو أدنى مستوى في أسبوعين. هذا التحرك يعكس إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة تحسباً لأي اضطرابات ناجمة عن إغلاق الحكومة الأميركية.
أسعار النفط تستعيد بعض المكاسب
بعد ثلاث جلسات متتالية من الخسائر، عادت أسعار النفط إلى الارتفاع، مع توقعات بفرض عقوبات أشد على صادرات الخام الروسي. صعد خام برنت بنسبة 0.2% إلى 65.48 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.90 دولار.
رغم هذا التحسن الطفيف، يظل السوق النفطي تحت ضغوط بفعل المخاوف المتعلقة بالطلب العالمي، خاصة في حال استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة.
انعكاسات إغلاق الحكومة الأميركية على الأسواق
المحللون يحذرون من أن أي إغلاق طويل قد يعرقل إصدار البيانات الاقتصادية الحيوية مثل تقرير الوظائف الشهري وبيانات التضخم، وهو ما قد يترك الفدرالي الأميركي أمام معضلة في تحديد مسار السياسة النقدية.
كيفن ثوزيه، عضو لجنة الاستثمار في “كارمينياك”، قال: «الأمر يشبه رجل أعمى يقود كلباً أعمى، إذا لم تُصدر بيانات التضخم والوظائف، فإن البنك المركزي سيكون مضطراً لاتخاذ قرارات مصيرية دون بوصلة واضحة».
الأسواق بين التفاؤل والقلق
من جانب، يسود التفاؤل بأن خفض الفائدة الأميركية أصبح شبه مؤكد، وهو ما يعزز الأسهم والمعادن الثمينة. ومن جانب آخر، يثير تعطل الحكومة مخاوف أوسع بشأن ثقة المؤسسات الأميركية وقدرتها على إدارة الاقتصاد الأكبر في العالم.
هذا المزيج المعقد من المؤشرات يدفع المستثمرين إلى موازنة مراكزهم الاستثمارية بين الأصول الخطرة مثل الأسهم، والملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات.
خلاصة
الأسواق العالمية تدخل مرحلة حساسة بين دعم من توقعات السياسة النقدية التيسيرية، وضغط من مخاطر سياسية داخلية في الولايات المتحدة. الذهب يستفيد بقوة، والدولار يتراجع، فيما تبقى الأسهم مدفوعة بآمال خفض الفائدة. ومع ترقب تطورات إغلاق الحكومة الأميركية، يظل المشهد غامضاً لكنه يحمل فرصاً ومخاطر متوازية.
إخلاء مسؤولية: المقال من إعداد فريق “جولد إيجلز” لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل توصية استثمارية. التداول في الأسواق المالية ينطوي على مخاطر عالية وقد يؤدي إلى خسارة رأس المال.






















