الأسواق العالمية تترقب قرار الفيدرالي الأميركي
تعيش الأسواق العالمية لحظات شديدة الحساسية، حيث يترقب المستثمرون في مختلف أنحاء العالم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
وفي ظل هذه الأجواء، يتراجع الدولار أمام العملات الرئيسية، فيما يواصل الذهب بريقه مسجلاً مستويات قياسية جديدة، ليؤكد مكانته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
الدولار في موقف دفاعي
شهد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية تراجعاً حاداً خلال الأيام الماضية، قبل أن يسجل بعض التعافي الطفيف عند مستوى 96.68 نقطة.
وجاء هذا التراجع في أعقاب موجة بيع قوية أثارها التفاؤل المتزايد بأن الفيدرالي الأميركي سيُقدم على خفض أسعار الفائدة، مما يضعف جاذبية الأصول المقومة بالدولار.
اليورو كان المستفيد الأكبر، حيث قفز إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021، مسجلاً 1.1867 دولار.
أما الين الياباني فقد حافظ على استقراره النسبي عند 146.52 للدولار، بعد أن سجل تراجعاً ملحوظاً في الجلسة السابقة.
الذهب يلمع قرب مستويات قياسية
لم يترك الأسواق العالميةالأسواق العالمية الذهب الفرصة تمر دون أن يعزز موقعه كأصل استراتيجي آمن.
فقد ارتفع المعدن النفيس إلى مستوى 3690 دولاراً للأونصة، بعدما اخترق في الجلسة السابقة حاجز 3700 دولار للمرة الأولى في تاريخه.
هذا الأداء اللافت للذهب يعكس حجم القلق في الأسواق، حيث يسعى المستثمرون إلى التحوط من التقلبات المتزايدة في العملات والأسهم.
المحللون يرون أن استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، إلى جانب حالة عدم اليقين الجيوسياسي، يمنحان الذهب دعماً مزدوجاً،
ويفتحان الباب أمام تسجيل مستويات قياسية جديدة في حال تأكدت السياسات التيسيرية للفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.
الأسهم العالمية بين الترقب والقلق
لم تكن الأسواق العالميةالأسواق العالمية أسواق الأسهم بعيدة عن هذه الأجواء المضطربة.
ففي آسيا، تراجع مؤشر “MSCI” لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 0.2%، فيما هبط مؤشر نيكاي الياباني 0.1% بعد أن سجل إغلاقاً قياسياً في الجلسة السابقة.
وفي أوروبا، شهدت الأسواق تقلبات مماثلة، حيث اتجهت العقود الآجلة للمؤشرات الكبرى مثل “داكس” الألماني و”يورو ستوكس 50″ إلى الارتفاع الطفيف بعد جلسة تداول ضعيفة.
أما في الولايات المتحدة، فقد أغلقت المؤشرات الرئيسية على انخفاض، لكن العقود الآجلة أظهرت محاولات للتعافي،
مع ارتفاع طفيف لعقود “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 0.1%.
هذا التباين يعكس الترقب الكبير لقرار الفيدرالي الذي من شأنه أن يرسم ملامح المرحلة المقبلة للأسواق العالمية.
ترقب تصريحات باول وتأثيرها على الدولار والذهب
الأنظار لا تتركز فقط على الأسواق العالميةالأسواق العالمية قرار الفائدة المتوقع خفضها بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق 4.00%-4.25%، بل تتجه بالأساس إلى المؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي، جيروم باول.
فالمستثمرون يتطلعون إلى إشارات واضحة حول مسار السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة، وهل سيواصل الفيدرالي دورة خفض الفائدة بوتيرة متسارعة أم يكتفي بخطوات محدودة.
إذا جاءت تصريحات باول أكثر ميلاً للتيسير النقدي، فمن المرجح أن يتعرض الدولار لمزيد من الضغوط، في حين قد يواصل الذهب مكاسبه.
لكن في المقابل، إذا لمح باول إلى ضرورة التوازن بين خفض الفائدة ومكافحة التضخم، فقد نشهد تصحيحاً حاداً في مراكز المستثمرين على الدولار والذهب معاً.
النفط يتراجع رغم المخاوف الجيوسياسية
في أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف إلى 64.49 دولار للبرميل، بعد موجة ارتفاع استمرت ثلاثة أيام متأثرة بالهجمات الأوكرانية على مصافي النفط والموانئ الروسية.
ورغم هذه المخاوف الجيوسياسية، فإن الضغوط الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب لا تزال تحد من مكاسب الخام.
البنوك المركزية الأخرى تدخل المشهد
المشهد النقدي لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط.
ففي كندا، تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سيخفض أسعار الفائدة لمواجهة ضعف سوق العمل والضغوط التجارية.
أما في اليابان، فقد أظهرت البيانات تراجع الصادرات للشهر الرابع على التوالي، وهو ما يعكس حجم الأضرار التي تلحقها السياسات التجارية الأميركية بالاقتصاد الياباني.
البعد الجيوسياسي وتأثيره على الأسواق
بعيداً عن القرارات الاقتصادية، لا يمكن تجاهل التوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الأسواق.
الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية للطاقة، إلى جانب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، تزيد من حالة القلق لدى المستثمرين،
وتجعل الذهب خياراً مفضلاً في مواجهة هذه المخاطر.
وفي الوقت نفسه، فإن الرسوم الجمركية الواسعة التي تفرضها الإدارة الأميركية الحالية برئاسة دونالد ترامب على حلفاء وشركاء تجاريين كبار مثل الاتحاد الأوروبي والهند واليابان،
تضيف طبقة جديدة من الضغوط على الاقتصاد العالمي، وتؤثر بشكل مباشر على تدفقات رأس المال بين العملات الرئيسية.
مستقبل الدولار والذهب
المراقبون يتفقون على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لمسار الدولار والذهب.
فالدولار يواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على جاذبيته كعملة احتياطية عالمية إذا ما استمر الفيدرالي في دورة خفض الفائدة بوتيرة سريعة.
أما الذهب، فإن استمرار الإقبال عليه من قبل البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد على حد سواء قد يدفعه إلى مستويات غير مسبوقة.
لماذا يتراجع الدولار بينما يرتفع الذهب؟
يتراجع الدولار مع توقعات خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة، ما يقلل جاذبية الأصول المقومة بالدولار، بينما يرتفع الذهب كملاذ آمن يستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة.
ما هو تأثير قرار الفيدرالي على الأسواق العالمية؟
قرار الفيدرالي الأميركي بخفض أو تثبيت أسعار الفائدة يحدد اتجاهات الأسواق المالية، حيث يؤثر على الدولار، الذهب، الأسهم، وحتى النفط.
هل يمكن أن يواصل الذهب ارتفاعه بعد اختراق مستوى 3700 دولار؟
إذا استمر الفيدرالي في التلميح إلى التيسير النقدي مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، قد يحافظ الذهب على مكاسبه وربما يسجل مستويات تاريخية جديدة.
إخلاء مسؤولية: لا تتحمل «جولد إيجلز» أي مسؤولية عن القرارات الاستثمارية المبنية على هذا المقال، والمحتوى لأغراض إعلامية فقط.























