الأسواق العالمية اليوم: طفرة الذكاء الاصطناعي تشتعل ونتائج البنوك تدعم شهية المخاطرة
ارتفعت الأسواق العالمية اليوم بدعم مزيج من التفاؤل حيال طفرة الذكاء الاصطناعي ودفعة قوية من أرباح البنوك الأميركية، فيما واصل الذهب تسجيل قمم جديدة على وقع تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين واستمرار الإغلاق الحكومي في واشنطن. وبينما تميل لهجة الاحتياطي الفيدرالي إلى المزيد من التيسير، سجّلت استطلاعات الأعمال الأميركية تحسناً مفاجئاً، ما ساعد على استقرار العوائد وتراجع الدولار.
الأخبار الدافعة الأسواق العالمية : شرارة الذكاء الاصطناعي لا تهدأ
أشعلت نتائج شركات أشباه الموصلات موجة تفاؤل جديدة، بعد أن رفعت شركة تصنيع الرقائق التايوانية توقعاتها للإيرادات الفصلية مدفوعة بـ«تعاظم اتجاه الذكاء الاصطناعي». يأتي ذلك امتداداً لسلسلة من الصفقات الضخمة بين شركات الذكاء الاصطناعي والمصنّعين لبناء قدرات حوسبة تُقدَّر بتريليون دولار أو أكثر خلال الأعوام المقبلة. كما دعمت الأنباء عن استحواذ كونسورتيوم مستثمرين يضم كيانات تقنية ومالية كبرى على أحد أكبر مشغلي مراكز البيانات عالمياً في صفقة تقارب 40 مليار دولار شهية المخاطرة في قطاع التقنية.
نتائج البنوك الأميركية: إشارات قوة رغم بيئة التيسير
أسهمت أرباح قوية من «مورغان ستانلي» و«بنك أوف أميركا» في دفع أسهم البنوك للارتفاع بأكثر من 4% لكل منهما خلال جلسة الأربعاء، مع تحسّن مكونات الإيرادات الأساسية وتماسك هوامش الفائدة. هذه الصورة الإيجابية لدى البنوك تتناقض – ظاهرياً – مع خطاب فيدرالي يميل إلى التيسير وربما إلى نقاش مبكر حول إنهاء «التشديد الكمي»، ما يثير جدلاً حول مدى اتّساع الأوضاع المالية على نحو قد يُطيل دورة المخاطر في الأصول.
الذهب عند قمم تاريخية: ملاذ يتغذّى على الضبابية
استمر الذهب في تسجيل قمم جديدة مع مزيج نادر من العوامل: توقعات خفض الفائدة، وضعف الدولار، وتوتّر تجاري متجدّد، وغياب وضوح سياسي واقتصادي بسبب الإغلاق الحكومي. وفي الوقت الذي تدفقت فيه الاستثمارات على أسهم التقنية، أبقت «صدمة الثقة» في التجارة العالمية وأشباهها الطلب على التحوّط مرتفعاً، ما دعم المعادن الثمينة وعلى رأسها الذهب.
التجارة بين واشنطن وبكين: محاولات تهدئة وسط تصعيد لفظي
في حين وصف الرئيس الأميركي الوضع بأنه «حرب تجارية»، لمح وزير الخزانة إلى عدم الرغبة في التصعيد وترك الباب مفتوحاً لتمديد إعفاءات جمركية محددة، مع ترديد احتمالات لقاء رفيع المستوى لاحقاً هذا الشهر. الأسواق «قسّمت الفارق»: صعود لأسهم الرقائق والتقنية في آسيا، استمرار قوة الذهب، وتذبذب محدود في الدولار، فيما أبقت الرسوم المقترحة وملف المعادن النادرة التوتّر قائماً.
آسيا وأوروبا: زخم متباين وتدفقات انتقائية
في آسيا، استفادت أسهم التكنولوجيا من موجة الذكاء الاصطناعي، لكن استمرار الحساسية للأخبار التجارية حدّ من الاتساع القطاعي. في أوروبا، قادت نتائج قوية من شركات دفاعية واستهلاكية مع خطة هيكلة كبرى لدى شركة غذائية رائدة موجة صعود لافتة، مع تحسّن اليورو بدعم من المعنويات، بينما بقيت السندات الأساسية مستقرة نسبياً.
الين الياباني والعوائد: لهجة أكثر تشدداً من بنك اليابان
تلقّى الين دعماً من تصريحات متشدّدة نسبيّاً لأحد أعضاء مجلس إدارة بنك اليابان، مع تأكيد على الحاجة لرفع تدريجي للفائدة ومراقبة تحركات العملة. انحدر منحنى العائد الياباني (تسطّح) مع تراجع الفوارق الآجلة، ما عزز الرأي القائل إن نافذة سياسة فائقة التيسير بدأت تضيق، ولو ببطء محسوب.
الإغلاق الحكومي الأميركي: كلفة اقتصادية تتزايد… وضبابية تطول
قدّرت وزارة الخزانة أثر الإغلاق على الناتج بما يصل إلى 15 مليار دولار أسبوعياً، مع قرار قضائي مؤقت يوقف خطط تسريح آلاف الموظفين، ما يخفف الأثر المباشر على الدخل لكنه يطيل أمد عدم اليقين السياسي. هذه الخلفية أبقت المستثمرين متحفّظين تجاه بعض مكونات الاستهلاك، لكنها لم تمنع اتساع شهية المخاطرة في القطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ما الذي يعنيه ذلك للمستثمرين؟
تجمّع ثلاثي: تيسير نقدي مُرتقب + طفرة ذكاء اصطناعي + تحوّط ذهبي، يصنع مزيجاً غير اعتيادي يدفع الأسهم والذهب معاً. المخاطر الكامنة: أي تشديد مفاجئ في لهجة الفيدرالي، تطور سلبي في النزاع التجاري، أو مفاجآت من أرباح قطاعات تقليدية قد يعيد定定定定 (إعادة تسعير) سريعة.
أجندة اليوم: مؤشرات وتصريحات قد تحرّك السوق
يراقب المتعاملون مسح أعمال «فيلادلفيا الفيدرالي» ومؤشر الثقة في الإسكان، إلى جانب سلسلة تصريحات لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ومحافظ بنك كندا. كما تتواصل اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، مع تصريحات مرتقبة لرئيسة المركزي الأوروبي وكبير اقتصادييه. على صعيد الشركات، تُسلّط الأضواء على نتائج: بنك نيويورك ميلون، يو إس بانك، تراڤلرز، تشارلز شواب، إنترأكتيف بروكرز، سي إس إكس، سناب-أون، مارش & ماكلينان وغيرها.
لماذا ترتفع الأسهم والذهب في الوقت نفسه؟
توقّعات خفض الفائدة ترفع تقييمات الأسهم الحسّاسة للعوائد، وفي الوقت نفسه تضعف الدولار وتزيد جاذبية الذهب كتحوّط ضد الضبابية الجيوسياسية والتجارية.
هل أرباح البنوك تتوافق مع سياسة ميسّرة؟
قوة أرباح بعض البنوك تشير إلى مرونة في النشاط الائتماني والرسوم، لكنها قد تتعارض مع تسريع وتيرة التيسير إذا رأت الأسواق أن الأوضاع المالية أصبحت رخوة أكثر مما ينبغي.
ما المخاطر الرئيسية القصيرة الأجل؟
تصعيد مفاجئ في الرسوم الأميركية-الصينية، تعثّر مفاوضات الإغلاق الحكومي، أو نبرة متشددة غير متوقعة من مسؤولي الفيدرالي، قد تشعل عمليات جني أرباح واسعة.
كيف أتعامل استثمارياً مع هذه البيئة؟
تنويع المحفظة بين أسهم النمو عالية الجودة (لا سيما المربوطة بالذكاء الاصطناعي)، ووزن تحوّطي في الذهب، مع سيولة كافية لامتصاص التذبذب، يظل نهجاً متّزناً إلى حين اتضاح مسار السياسات.






















