<!doctype html>
الأسواق العالمية اليوم: رهان على خفض الفائدة يدعم الأسهم والذهب
ملخص: رهانات خفض الفائدة الأميركية الأسبوع المقبل تُنعش الأسواق العالمية، مع اقتراب الذهب من مستويات قياسية وارتفاع النفط، بينما تترقّب المحافظ بيانات التضخم الأميركية (المنتجين اليوم والمستهلكين غداً) ومزاد سندات لأجل 10 سنوات.
لماذا ترتفع الأسواق العالمية اليوم؟
تزايدت رهانات المستثمرين على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم 17 سبتمبر، بل وارتفعت احتمالات خفض أكبر بعد مراجعات تُظهر أن نمو الوظائف الأميركية كان مبالغاً فيه بمقدار 911 ألف وظيفة خلال عام حتى مارس. هذه القراءة تعني أن زخم سوق العمل كان أضعف لفترة أطول مما اعتُقد سابقاً، وهو ما دعم شهية المخاطرة في الأسهم، وخفّض علاوة عدم اليقين حول مسار السياسة النقدية.
عائدات السندات القصيرة والطويلة تفاعلت تبعاً لذلك؛ إذ استقر العائد على السندات لأجل عامين قرب 3.55%، بينما تحرّك العائد لأجل عشر سنوات حول 4.09%. هذه المستويات تعكس تسعيراً شبه كامل لخفض بمقدار ربع نقطة، مع مراقبة لصيقة لأي مفاجآت في تضخم المنتجين والمستهلكين قد تعيد تسعير الذروة.
الذهب: قرب القمم القياسية… والزخم يتجدد
سجّل الذهب ذروة تاريخية جديدة عند 3,673.95 دولاراً للأونصة يوم الثلاثاء قبل أن يُقلّص جزءاً من مكاسبه، ليعود للصعود في التعاملات المبكرة اليوم. الدعم يأتي من ضعف الدولار، وتراجع العوائد الحقيقية، واستمرارية مشتريات البنوك المركزية، إضافة إلى حالة التوتّر الجيوسياسي التي تعزّز الطلب على الملاذات.
على أساس سنوي حتى الآن، تُظهر «صورة اليوم» أن الذهب ارتفع بنحو قرابة 40% بعد قفزة 27% في 2024، مدفوعاً بمزيج من توقّعات تيسير السياسة وتنويع الاحتياطيات والمخاطر الجيوسياسية.
النفط: توترات الشرق الأوسط مقابل أساسيات الطلب
ارتفعت المؤشرات الأسواق العالميةالأسواق العالمية القياسية للنفط بعد تقارير عن استهداف قيادة «حماس» في قطر، ليتداول برنت دون 67 دولاراً بقليل، بينما حافظ خام غرب تكساس على مستويات أعلى من 63 دولاراً. ورغم حساسية الأسعار للأخبار العاجلة، تُظهر تجربة العامين الماضيين أن التأثير السعري للأحداث الجيوسياسية ظل محدوداً ما لم يتأثّر الإمداد فعلياً.
أوروبا: مكاسب حذرة يقودها التجزئة… وملف سياسي مفتوح
ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي في التعاملات المبكرة، مدعوماً الأسواق العالمية بقفزة سهم «إنديتكس» (صاحبة «زارا») مع إشارات إلى زخم قوي للمبيعات قبل موسم الخريف. وفي فرنسا، أبقت الأسواق السندات تحت المراقبة بعدما اختار الرئيس إيمانويل ماكرون سيباستيان لوكورنو رئيساً للوزراء، في دلالة على استمرار نهج إصلاحي مؤيّد للأعمال ضمن حكومة أقلية.
صورة سريعة: مؤشرات رئيسية هذا الصباح
| الأصل | الحركة/المستوى | ملاحظة |
|---|---|---|
| الذهب الفوري | قرب 3,670$ (ذروة تاريخية الأسبوع الجاري) | مدعوم بهبوط العوائد وضعف الدولار |
| عائد السندات الأميركية لأجل عامين | ≈ 3.55% | يسعّر خفض 25 نقطة أساس بالكامل تقريباً |
| عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات | ≈ 4.09% | حسّاس لطباعة بيانات التضخم المقبلة |
| برنت | دون 67$ بقليل | تأثير جيوسياسي محدود حتى الآن |
| خام غرب تكساس (WTI) | أعلى 63$ | يفتقر لمحفّزات طلب جديدة |
| ستوكس 600 | ارتفاع طفيف | قطاع التجزئة في الصدارة بفضل «إنديتكس» |
ما الذي يترقّبه المستثمرون اليوم؟
- مؤشر أسعار المنتجين الأميركي (أغسطس) – الساعة 8:30 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي.
- مزاد سندات خزانة لأجل 10 سنوات – اختبار معنويات الطلب على المدى المتوسط.
- مؤشر أسعار المستهلكين (غداً) – قد يحدّد لهجة الفيدرالي النهائية قبل الاجتماع.
الخلاصة: سيناريو «الخبر السيئ جيد» يعود بقوة
يتعامل السوق حالياً مع مزيج نادر: تباطؤ موحى به في سوق العمل يخفّف تشدّد الفيدرالي، دون أن يُسقط سيناريو «هبوط ناعم» للنمو. وفي هذا الإطار، يستفيد الذهب من تحييد المخاطر ويجدّد قممه، بينما تحافظ الأسهم العالمية على نبرة إيجابية «مشروطة» بسلامة قراءات التضخم. أي مفاجأة «ساخنة» في الأسعار قد تُبدّل النبرة مؤقتاً عبر ارتفاع العوائد والدولار، لكنها لا تُغيّر حتى الآن اتجاه السوق نحو التيسير.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
- لماذا ترتفع الأسواق العالمية رغم ضعف بيانات الوظائف؟
- لأن بيانات أضعف للوظائف تُخفّف الحاجة إلى تشدّد نقدي إضافي، ما يدعم تقييمات الأسهم عبر خفض كلفة التمويل وتحسين شهية المخاطرة. هذا هو جوهر مقولة «الخبر السيئ جيد» عندما يكون التضخم تحت السيطرة نسبياً.
- هل يواصل الذهب الصعود بعد تسجيل قمم تاريخية؟
- الاتجاه الصاعد مدعوم بانخفاض العوائد الحقيقية وضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية. لكن وتيرة الصعود ستظل رهناً بمسار الفائدة والبيانات الأميركية؛ قراءات تضخم أقوى من المتوقع قد تدفع لالتقاط أنفاس قصير.
- ما التأثير المتوقع لبيانات PPI وCPI على اجتماع الفيدرالي القادم؟
- الأسواق تُسعِّر بالفعل خفضاً بربع نقطة. قراءة «ساخنة» قد تقلّص فرص خفض أكبر أو تدفع لتوجيهات أكثر حذراً، بينما قراءة «هادئة» تُثبّت التوقعات وربما تعزّز رهان المسار التيسيري لاحقاً.






















