الأسواق العالمية اليوم: تراجع نتفلكس، ترقب نتائج تسلا، وارتداد أسعار الذهب
شهدت الأسواق العالمية بداية حذرة لتداولات الأربعاء 22 أكتوبر 2025، مع ترقّب المستثمرين لموجة جديدة من نتائج الشركات الأميركية، بعد أن هزّت نتائج شركة نتفلكس ثقة السوق، فيما تتجه الأنظار إلى إعلان شركة تسلا بعد إغلاق جلسة اليوم، بالتوازي مع ارتداد أسعار الذهب بعد تراجعات حادة في الجلسة السابقة.
هدوء في العقود الآجلة الأميركية وسط ترقّب أرباح الشركات
سادت حالة من الحذر في الأسواق العالمية، إذ تحركت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية ضمن نطاق ضيق مع بداية جلسة الأربعاء. فبحلول الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش، ارتفع مؤشر داو جونز بنحو 38 نقطة أو 0.1%، فيما أضاف مؤشر إس آند بي 500 قرابة 10 نقاط بنسبة مماثلة، بينما بقي مؤشر ناسداك 100 دون تغيير يُذكر.
يأتي هذا الأداء المتذبذب بعد جلسة الثلاثاء التي شهدت تباينًا واضحًا في المؤشرات الأميركية، إذ طغت المخاوف بشأن تقييمات الأسهم المرتفعة على التفاؤل حيال تحسن أرباح الشركات، ما جعل المستثمرين يعيدون النظر في وتيرة الارتفاعات الأخيرة للأسهم الأميركية.
كما ألقت الأجواء الجيوسياسية بظلالها على معنويات السوق، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى احتمال تأجيل لقائه المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، ما أثار القلق مجددًا حول مستقبل المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين.
نتفلكس تفقد بريقها بعد تراجع الهوامش التشغيلية
تصدرت شركة نتفلكس عناوين الأسواق العالمية بعد أن فقد سهمها أكثر من 6% في تداولات ما بعد الإغلاق، إثر إعلانها عن هامش تشغيلي بلغ 28% خلال الربع الثالث، وهو أقل من التوقعات البالغة نحو 30%.
وأوضحت الشركة أن الانخفاض يعود إلى نزاع ضريبي مع السلطات البرازيلية، ما أدى إلى تسجيل مخصصات إضافية أثرت على هوامش الربحية. ورغم ذلك، أكدت نتفلكس أن استبعاد تلك الرسوم كان سيرفع الهامش فوق التقديرات، مشيرةً إلى أن أعمالها الأساسية حققت نموًا في الإيرادات والأرباح، مدعومةً بأقوى فصل في تاريخها من حيث مبيعات الإعلانات وارتفاع عدد المشتركين.
ومع ذلك، خفّضت الشركة توقعاتها للهوامش التشغيلية السنوية من 30% إلى 29%، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير القضايا التنظيمية الدولية على نتائج الشركة المستقبلية.
الأنظار تتجه نحو نتائج تسلا المرتقبة
في المقابل، يترقب المستثمرون إعلان نتائج شركة تسلا بعد إغلاق الأسواق الأميركية، وسط توقعات بأن تكون الأرقام محورية في تحديد اتجاه الأسواق العالمية خلال ما تبقى من الأسبوع.
كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق عن تسجيلها مستوى قياسيًا في تسليم السيارات خلال الربع الثالث، مدعومًا بحملات خصم وتسويق مكثفة سبقت انتهاء فترة الإعفاء الضريبي الأميركي على السيارات الكهربائية بقيمة 7500 دولار.
ويخشى بعض المحللين أن يشهد أداء تسلا تباطؤًا بعد انتهاء الدعم الحكومي، رغم استمرارها في التوسع في مشاريع الذكاء الاصطناعي وتطوير تقنيات القيادة الذاتية. ووفقًا لتقرير من «فيتال نولدج»، فإن تقييم تسلا لا يعكس فقط أداءها التشغيلي، بل يعتمد بدرجة كبيرة على التوقعات المستقبلية المتعلقة بروبوتاكسي ومنتجات لم تدخل مرحلة الإيرادات بعد.
ورغم التحديات، ما زال سهم تسلا مرتفعًا بأكثر من 16% منذ بداية العام، مدعومًا بمقترح مكافأة جديدة ضخمة للرئيس التنفيذي إيلون ماسك وعمليات شراء إضافية من قبله لأسهم الشركة.
تحسن طفيف في الطلب الصيني يدعم هيرمز
وفي أوروبا، حققت شركة هيرمز الفرنسية مكاسب طفيفة في أسهمها مع إعلانها عن تحسن طفيف في الطلب داخل السوق الصينية، إذ ارتفعت مبيعاتها في الربع الثالث بنسبة 9.6% لتصل إلى 3.88 مليار يورو، مقارنةً بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 10%.
وأشار المدير المالي للشركة، إيريك دي هالغويه، إلى أن الاستقرار النسبي في أسعار العقارات وتحسن أداء الأسواق المالية في المدن الكبرى ساهم في دعم الطلب على السلع الفاخرة. ويُعد السوق الصيني أحد المحركات الرئيسية لصناعة السلع الفاخرة العالمية، ما يجعل أي تحسن في أدائه إشارة إيجابية للقطاع بأكمله.
الذهب يرتد بعد أكبر تراجع يومي منذ 2020
بعد موجة بيع حادة دفعت الأسعار إلى ما دون 4000 دولار للأونصة، شهدت أسواق الذهب ارتدادًا قويًا صباح الأربعاء، إذ صعد السعر الفوري بنسبة 1.1% إلى 4153.24 دولارًا للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأميركية بنسبة 1.2% إلى 4156.79 دولارًا.
ويعزو المحللون هذا التعافي إلى عمليات شراء انتقائية بعد الانخفاض الحاد، إلى جانب تراجع الدولار الأميركي في التعاملات الصباحية. كما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية في وقت لاحق من الأسبوع، والتي ستساعد في تحديد توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة.
ويُتوقع أن تكون هذه البيانات من بين القلائل المتاحة قبل اجتماع الفيدرالي في 28-29 أكتوبر، في ظل استمرار إغلاق الحكومة الأميركية الذي عطّل نشر عدد من الإحصاءات الرسمية.
نظرة تحليلية: الأسواق العالمية بين الحذر والفرص
يمكن القول إن الأسواق العالمية تمر بمرحلة انتقالية دقيقة، تجمع بين مؤشرات التحسن التدريجي في أرباح بعض الشركات وبين مخاوف تقييمات مرتفعة في قطاعات التكنولوجيا. ورغم عودة أسعار الذهب للارتفاع، فإن استمرار التقلبات يعكس حساسية الأسواق لأي إشارات متعلقة بالسياسة النقدية أو التوترات الجيوسياسية.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن انخفاض الزخم في الأسهم قد يوفر فرصًا انتقائية للمستثمرين، خصوصًا في القطاعات الدفاعية والمرتبطة بالسلع الفاخرة والطاقة النظيفة، التي من المتوقع أن تحافظ على جاذبيتها في ظل تباطؤ النمو العالمي.
ما أبرز أسباب تراجع سهم نتفلكس في الأسواق العالمية؟
السبب الرئيس هو انخفاض الهامش التشغيلي إلى 28% بسبب نزاع ضريبي في البرازيل، ما أدى إلى تراجع الثقة في توقعات الشركة رغم نمو الإيرادات وعدد المشتركين.
لماذا ينتظر المستثمرون نتائج تسلا بفارغ الصبر؟
لأن نتائج تسلا تمثل اختبارًا لمدى قوة الطلب على السيارات الكهربائية بعد انتهاء الدعم الضريبي الأميركي، كما أن أداء السهم يؤثر بشكل كبير على معنويات السوق التقنية.
ما الذي دعم ارتداد أسعار الذهب بعد موجة البيع الأخيرة؟
الارتداد جاء نتيجة عمليات شراء انتقائية واستفادة المعدن من تراجع الدولار، إضافة إلى الترقب لبيانات التضخم الأميركية التي قد تؤثر على قرارات الفائدة.
كيف ينعكس تحسن الطلب في الصين على الأسواق العالمية؟
أي انتعاش في الطلب الصيني على السلع الفاخرة يعزز ثقة المستثمرين في تعافي الاقتصاد الصيني، ما ينعكس إيجابًا على أسهم الشركات الأوروبية والعالمية العاملة في هذا القطاع.






















