الأسواق الأوروبية تكتسي بالأخضر.. وأسهم “نوفو نورديسك” ترتفع 3% بدعم من عقار “ويغوفي”
شهدت الأسواق الأوروبية بداية إيجابية في تعاملات الاثنين 1 سبتمبر 2025، إذ عززت البيانات الإيجابية حول عقار «ويغوفي» من «نوفو نورديسك» التفاؤل بين المستثمرين، في وقت يترقب فيه المتعاملون قرارات الفيدرالي الأميركي والتطورات الاقتصادية العالمية. وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.28% ليصل إلى مستوى 551.67 نقطة، مدعوماً بمكاسب قطاع الأدوية والتكنولوجيا.
مكاسب جماعية للمؤشرات الأوروبية
أغلقت مؤشرات القارة العجوز على ارتفاع جماعي، حيث صعد مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.3% إلى 23993.64 نقطة، بينما ارتفع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 0.2% مسجلاً 9219.37 نقطة. وفي فرنسا، قفز مؤشر كاك 40 بنسبة 0.3% ليصل إلى 7727.43 نقطة. هذه الارتفاعات تعكس حالة من الثقة النسبية، خاصة بعد تراجع المخاوف بشأن تباطؤ النمو في أوروبا خلال الأسابيع الماضية.
أسهم نوفو نورديسك في الصدارة
لفتت الأنظار أسهم شركة نوفو نورديسك الدنماركية، التي صعدت 3% في التعاملات المبكرة. جاء هذا بعد إعلان نتائج دراسة سريرية أظهرت أن عقار «ويغوفي» يقدم فاعلية أكبر في تقليل المخاطر القلبية مقارنةً بمنافسه المباشر «تيرزيباتيد» الذي تنتجه الشركة الأميركية «إيلي ليلي».
وبحسب النتائج، فإن الاستخدام المستمر لمادة سيماجلوتايد —المكوّن الفعّال في «ويغوفي»— ساهم في تقليص احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية أو الوفاة بنسبة تصل إلى 57%، مقارنةً بمستخدمي «تيرزيباتيد» (المكون الفعّال في عقاري «زيبباوند» و«مونغارو»).
منافسة شرسة في سوق أدوية إنقاص الوزن
تتصدر «نوفو نورديسك» و«إيلي ليلي» السباق في سوق أدوية إنقاص الوزن التي تقدر بمليارات الدولارات، حيث يزداد الطلب على هذه المنتجات في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. ورغم أن العقارين يحققان مبيعات قوية، فإن التفوق السريري الأخير لـ«ويغوفي» قد يمنح نوفو نورديسك دفعة إضافية في السوق، وهو ما انعكس سريعاً على أداء أسهمها.
تأثير السياسة النقدية الأمريكية
لم يكن صعود الأسواق الأوروبية بمعزل عن التطورات الأميركية. فقد أشار رئيس الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، في خطابه الأخير، إلى أن التباطؤ الاقتصادي وتراجع وتيرة التضخم يفتحان الباب أمام خفض محتمل للفائدة في اجتماع سبتمبر. هذا التوجه التيسيري عزز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وأعطى دعماً للأسهم الأوروبية التي تعتمد بدرجة كبيرة على التدفقات الاستثمارية العالمية.
من المقرر أن يعقد الفيدرالي الأميركي اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، وهو الحدث الأبرز الذي تترقبه الأسواق. إذ إن أي قرار بخفض الفائدة سيؤثر بشكل مباشر على العملات، السندات، وأسواق الأسهم العالمية.
هدوء البيانات الاقتصادية في أوروبا
اقتصرت الأجندة الاقتصادية الأوروبية يوم الاثنين على بيانات النمو في تركيا وأرقام البطالة في الاتحاد الأوروبي، ولم تحمل أرقاماً مفصلّة ذات تأثير مباشر. هذا الهدوء منح المستثمرين فرصة أكبر للتركيز على أخبار الشركات الكبرى مثل نوفو نورديسك.
أسواق آسيا والمحيط الهادئ
في المقابل، أظهرت الأسواق الآسيوية تداولات متباينة خلال جلسة الاثنين، بعد صدور بيانات متباينة من الصين. فقد أظهر مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي تباطؤاً عند مستوى 49.4 نقطة في أغسطس، مقارنة بـ49.3 نقطة في يوليو. لكن مؤشر مستقل صادر عن «RatingDog» أظهر تحسناً مفاجئاً عند 50.5 نقطة، مشيراً إلى خروج النشاط الصناعي من حالة الانكماش.
هذا التباين يعكس انقساماً في الرؤية تجاه الاقتصاد الصيني: فبينما تؤكد البيانات الرسمية استمرار الضغوط، توحي المؤشرات الخاصة بانتعاش محدود. لذلك، تتجه أنظار المستثمرين إلى السياسات التحفيزية التي قد تتبناها بكين لدعم النمو.
العلاقات الهندية الصينية تكتسب زخماً
على صعيد جيوسياسي، اجتمع قادة الهند والصين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وأكد الطرفان أن «التعاون في التنمية» هو الخيار المفضل وليس الخصومة. هذه الرسائل هدأت نسبياً المخاوف بشأن التوترات الحدودية بين البلدين، وأعطت الأسواق الآسيوية إشارة إيجابية مؤقتة.
وول ستريت مغلقة لعطلة عيد العمال
في الولايات المتحدة، بقيت الأسواق المالية مغلقة الاثنين بمناسبة عطلة عيد العمال. هذا الإغلاق ساهم في تقليل أحجام التداول في أوروبا وآسيا، لكنه لم يمنع المستثمرين من متابعة تطورات المشهد الاقتصادي الأميركي عن كثب، خصوصاً مع اقتراب اجتماع الفيدرالي.
توقعات سبتمبر: شهر حاسم للأسواق
مع اقتراب منتصف سبتمبر، يبدو أن الأسواق الأوروبية والعالمية تتأهب لفترة حافلة بالأحداث. فبين اجتماع الفيدرالي الأميركي، صدور بيانات التضخم الأوروبية، واستمرار المنافسة بين شركات الأدوية الكبرى، ستظل مؤشرات الأسهم عرضة لتقلبات قوية. ويعتبر بعض المحللين أن الأسواق الأوروبية قد تواصل تحقيق مكاسب معتدلة إذا ما تأكدت التوقعات بخفض الفائدة الأميركية، وهو ما سيعزز التدفقات الاستثمارية نحو الأسهم.
ما سبب ارتفاع الأسهم الأوروبية اليوم؟
الأسهم الأوروبية ارتفعت بدعم من مكاسب قطاع الأدوية، خاصة أسهم «نوفو نورديسك» بعد نتائج إيجابية لعقار «ويغوفي»، إلى جانب التفاؤل بشأن السياسة النقدية الأميركية.
ما هو عقار «ويغوفي»؟
«ويغوفي» هو دواء يعتمد على مادة سيماجلوتايد، ويستخدم لإدارة الوزن وتقليل مخاطر أمراض القلب. أثبتت دراسة جديدة أنه يقلل بنسبة 57% من احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات مقارنةً بمنافسه «تيرزيباتيد».
ماذا يترقب المستثمرون في سبتمبر؟
الحدث الأبرز هو اجتماع الفيدرالي الأميركي يومي 16 و17 سبتمبر، حيث تزداد التوقعات بخفض أسعار الفائدة، ما قد يعزز السيولة ويؤثر على حركة الأسهم والعملات.
هل المنافسة بين «نوفو نورديسك» و«إيلي ليلي» ستستمر؟
نعم، الشركتان تتصدران سوق أدوية إنقاص الوزن عالميًا، ومع كل دراسة سريرية جديدة، تزداد حدة المنافسة التي ستنعكس مباشرة على أسهمهما.
باختصار، بدأت الأسواق الأوروبية سبتمبر على وقع التفاؤل، مدعومةً بأداء قوي لأسهم «نوفو نورديسك» وتوقعات السياسة التيسيرية للفيدرالي الأميركي. ورغم التباينات في آسيا وإغلاق وول ستريت، فإن المزاج العام للمستثمرين يميل إلى الإيجابية، في انتظار ما سيحمله الشهر من بيانات وقرارات حاسمة قد تعيد رسم خريطة الأسواق العالمية.
تنويه: هذا المقال لأغراض إعلامية وتحليلية فقط، ولا يمثل نصيحة استثمارية مباشرة. شركة جولد إيجلز غير مسؤولة عن أي قرارات استثمارية بناءً على هذا المحتوى.






















