الأسواق الآسيوية متقلبة مع تراجع إنفيديا وصعود صانعي الرقائق الصينيين
شهدت الأسواق الآسيوية اليوم الخميس حالة من التذبذب القوي، بعدما تراجعت أسهم شركة إنفيديا الأمريكية بشكل ملحوظ، ما انعكس سلبًا على أداء مورديها في آسيا، بينما صعدت أسهم شركات الرقائق الصينية بشكل غير مسبوق. هذه التحركات جاءت وسط مخاوف متزايدة من تداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في وقت تتزايد فيه الضغوط على البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة.
تراجع إنفيديا وتأثيره على مورديها في آسيا
بعد إعلان نتائج مالية أقل من المتوقع، انخفض سهم إنفيديا بأكثر من 3% في جلسة ما بعد الإغلاق في وول ستريت. الشركة التي أصبحت الأبرز في قطاع الذكاء الاصطناعي والرقائق الرسومية، واجهت صدمة من ضعف الإيرادات في وحدة مراكز البيانات، والتي بلغت 41.1 مليار دولار مقارنة بتوقعات بلغت 41.3 مليار دولار.
هذا التراجع انعكس مباشرة على الأسواق الآسيوية، حيث هبط سهم TSMC أكبر مصنع للرقائق في تايوان بنسبة 2.5%، بينما خسر سهم سامسونغ إلكترونيكس الكورية 1%. المحللون أوضحوا أن شركات آسيا، خصوصًا كوريا وتايوان، تُعتبر الأكثر انكشافًا على أداء إنفيديا.
انطلاقة صانعي الرقائق الصينيين
على النقيض، جاءت التحركات في الأسواق الصينية مغايرة تمامًا، إذ شهدت قفزات قوية لأسهم شركات أشباه الموصلات المحلية. ارتفع سهم SMIC بنسبة 9.3% تقريبًا، فيما واصل سهم Cambricon صعوده ليكسب أكثر من 8% بعد أن تضاعف سعره ثلاث مرات منذ منتصف يوليو.
هذه المكاسب جاءت نتيجة توقعات بأن تقييد تصدير إنفيديا لرقائقها المتطورة إلى الصين يمنح شركات الرقائق الصينية فرصة أوسع للهيمنة على السوق المحلية والإقليمية. كما دفع ذلك مؤشر STAR 50 الصيني لأسهم النمو للارتفاع بأكثر من 5% خلال الجلسة.
أداء الأسواق اليابانية والكورية
في اليابان، سجل مؤشر نيكاي 225 صعودًا بنسبة 0.7%، مدفوعًا بمكاسب قوية لسهم ميتسوبيشي بعدما أعلنت شركة بيركشاير هاثاوي المملوكة لوارن بافت عن زيادة حصتها في الشركة. كما ارتفعت أسهم شركات الطاقة والصناعة بدعم من التفاؤل المحلي.
في كوريا الجنوبية، ارتفع المؤشر الرئيسي 0.4% بعد قرار بنك كوريا المركزي تثبيت أسعار الفائدة عند 2.5%، وهو ما كان متوقعًا على نطاق واسع من جانب الاقتصاديين. هذه الخطوة منحت الأسواق نوعًا من الاستقرار في مواجهة التقلبات العالمية.
التراجعات في هونغ كونغ
في المقابل، تعرضت الأسواق في هونغ كونغ لضغوط قوية، حيث هبط مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.9%. قاد التراجع سهم شركة Meituan للتوصيل الغذائي، الذي انخفض بأكثر من 11% عقب إعلان الشركة عن تراجع أرباحها في الربع الثاني.
العملات العالمية تحت الضغط
في أسواق العملات، استقر اليورو عند مستوى 1.1642 دولار، محققًا مكاسب شهرية بنحو 2%. في المقابل، تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.2% ليسجل 147.13 ين، وسط توقعات قوية بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
توقعات الأسواق حالياً تشير إلى احتمالية تبلغ 88.7% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر المقبل، مقارنة بـ 61.9% قبل شهر، وفقاً لأداة CME FedWatch.
تطورات السياسة الأمريكية وتأثيرها على الفيدرالي
تواصل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على الأسواق. فقد أعلن نيته إقالة عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، ما أثار جدلاً واسعًا بشأن استقلالية البنك المركزي. خطوة ترامب ترافقت مع دعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة بشكل حاد لدعم الاقتصاد، في وقت يستعد فيه لخوض انتخابات جديدة.
المستثمرون ينظرون إلى هذه التطورات بحذر شديد، خصوصًا أن أي تدخل سياسي في سياسات الفيدرالي قد يثير قلق الأسواق العالمية ويزيد من تقلبات الدولار والعوائد على السندات الأمريكية.
تأثيرات على الذهب والنفط
في أسواق السلع، تراجع سعر خام برنت بنسبة 0.8% ليسجل 67.49 دولار للبرميل، بينما انخفضت أسعار الذهب بنسبة 0.2% ليستقر عند 3391.60 دولار للأونصة. هذا التراجع الطفيف في المعدن الأصفر جاء رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
المحللون أشاروا إلى أن الذهب قد يظل في نطاق صعودي على المدى المتوسط، خاصة مع استمرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
انعكاسات على ثقة المستثمرين
رغم التراجع المؤقت في أسهم التكنولوجيا، يرى محللون أن التأثير لن يزعزع ثقة المستثمرين في المدى الطويل. إذ أن الطلب على أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي ما زال قوياً، ولكن المستثمرين بدأوا يضعون في حساباتهم المخاطر الجيوسياسية والتجارية.
من جهة أخرى، تشير مكاسب شركات الرقائق الصينية إلى أن الأسواق بدأت تنظر للصين كقوة صاعدة قادرة على تعويض غياب المنتجات الأمريكية، ما قد يعيد رسم خريطة صناعة التكنولوجيا العالمية خلال السنوات المقبلة.
ما سبب تراجع إنفيديا؟
تراجعت الشركة بسبب إيرادات أقل من التوقعات في وحدة مراكز البيانات، بالإضافة إلى المخاوف من القيود المفروضة على تعاملاتها مع الصين.
لماذا ارتفعت أسهم الرقائق الصينية؟
القيود الأمريكية على إنفيديا فتحت المجال أمام الشركات الصينية لتعزيز حصتها السوقية، وهو ما انعكس في مكاسب قوية لأسهم SMIC وCambricon.
ما وضع العملات العالمية؟
الدولار يتراجع أمام الين وسط رهانات قوية على خفض الفائدة من الفيدرالي، بينما اليورو يواصل مكاسبه الشهرية.
كيف تأثر الذهب والنفط؟
تراجعت أسعار الذهب والنفط بشكل طفيف، لكن استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي قد يعيد دعم هذه السلع كملاذ آمن.
تنويه من شركة جولد إيجلز: المحتوى أعلاه لأغراض إعلامية فقط ولا يمثل نصيحة استثمارية مباشرة. ننصح القراء باستشارة خبراء ماليين قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

























