الأسهم العالمية ترتفع مع ترقب مسار خفض الفائدة من الفيدرالي
صعود جماعي في الأسواق العالمية
ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5%، مستفيداً من المكاسب القوية في أسهم شركات كبرى مثل “إنديتكس” الإسبانية و”نوفو نورديسك” الدنماركية. وجاء الأداء الإيجابي بعد جلسة آسيوية قوية، حيث قفز مؤشر نيكاي الياباني 0.9%، فيما تقدم مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بأكثر من 1%.
في الولايات المتحدة، أظهرت العقود الآجلة للأسهم مؤشرات على افتتاح إيجابي، بعد أن أغلق كل من S&P 500 وناسداك على مستويات قياسية جديدة في الجلسة السابقة.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها المحدود
ورغم الأنباء عن هجوم إسرائيلي استهدف قيادات من حماس في قطر، وتوترات إضافية بعد تدخل بولندا وناتو للتصدي لهجوم بطائرات مسيرة روسية على أوكرانيا، فإن رد فعل الأسواق بقي محدوداً. ويرى محللون أن المستثمرين اعتادوا النظر إلى هذه الأحداث كفرص للشراء عند الانخفاض.
الذهب يقترب من قمم تاريخية
استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى لها على الإطلاق، إذ سجلت الأونصة 3643.92 دولار، مدعومة بتوقعات قوية لخفض الفائدة من الفيدرالي. وحقق المعدن النفيس مكاسب تجاوزت 5% منذ بداية سبتمبر، ما يجعله الوجهة الأبرز للتحوط في ظل المخاطر الاقتصادية والسياسية.
النفط يستفيد من المخاوف الجيوسياسية
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، حيث صعد خام برنت إلى 67 دولاراً للبرميل، فيما سجل خام غرب تكساس 63.13 دولار. هذه المكاسب جاءت بعد تصريحات قطرية بأن الهجوم الإسرائيلي قد يعرقل محادثات السلام، مما زاد من المخاوف على الإمدادات في المنطقة.
الفيدرالي الأميركي في بؤرة الاهتمام
تتجه أنظار المستثمرين الأسهم العالمية إلى بيانات التضخم الأميركية المنتظرة هذا الأسبوع، والتي ستحدد بشكل كبير حجم وتوقيت خفض الفائدة. الأسواق تسعّر بنسبة شبه مؤكدة خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، فيما ترتفع احتمالات الخفض الأكبر (50 نقطة أساس) إلى 8%.
وجاء هذا التحول بعد صدور بيانات توظيف ضعيفة، عززت القناعة بأن الفيدرالي لا يملك ترف الانتظار لدعم الاقتصاد.
السندات الأميركية والدولار
تراجعت الأسهم العالمية الأسهم العالمية السندات الأميركية لليوم الثاني، ما دفع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.08%. أما مؤشر الدولار فقد تراجع بشكل طفيف إلى 97.78 نقطة، بينما استقر اليورو عند 1.1705 دولار.
ترقب لقرار المركزي الأوروبي
من جانب آخر، يترقب المستثمرون اجتماع البنك المركزي الأوروبي غداً الخميس. ورغم أن التوقعات تشير إلى تثبيت الفائدة، إلا أن بعض المحللين يرون إمكانية بروز نبرة حمائمية في المؤتمر الصحفي، وهو ما قد يضغط على اليورو بشكل محدود.
المشهد العام للأسواق
بشكل عام، لا تزال شهية المخاطرة مرتفعة في الأسهم العالمية رغم تزايد المخاطر الجيوسياسية والقانونية، خاصة مع متابعة الأسواق للقضية المثارة حول محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة عضو مجلس محافظي الفيدرالي ليزا كوك، والتي يُتوقع أن تصل إلى المحكمة العليا.
هذا التداخل بين السياسة والاقتصاد يجعل المستثمرين أكثر ميلاً للتحوط عبر الذهب والنفط، فيما تبقى الأسهم مدعومة بالتوقعات الإيجابية لخفض الفائدة وتحفيز النمو.
خلاصة
يمكن القول إن الأسواق العالمية تسير حالياً على توازن دقيق بين التفاؤل بخفض الفائدة الأميركية، والمخاوف المستمرة من التوترات الجيوسياسية. ومع بقاء الذهب عند مستويات تاريخية، وارتفاع أسعار النفط، تبدو المرحلة المقبلة مرهونة بما ستكشفه بيانات التضخم الأميركية وقرارات البنوك المركزية الكبرى.
ما سبب ارتفاع الأسهم العالمية حالياً؟
السبب الرئيسي هو توقعات خفض الفائدة من الفيدرالي الأميركي، مما يزيد من جاذبية الأسهم مقارنة بالسندات.
هل الذهب ما زال جاذباً للاستثمار؟
نعم، الذهب يقترب من مستويات قياسية جديدة، مدعوماً بضعف الدولار وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة.
كيف أثرت التوترات الجيوسياسية على الأسواق؟
رغم التصعيد بين إسرائيل وحماس والهجوم الروسي على أوكرانيا، فإن رد فعل الأسواق بقي محدوداً، حيث يركز المستثمرون أكثر على السياسات النقدية.
ما المتوقع من البنك المركزي الأوروبي؟
من المرجح أن يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، لكن نبرة المؤتمر الصحفي قد تعطي إشارات حمائمية إضافية.






















